حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 18:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أخفي دهشتي وأنا أشاهد وأستمع لفضائية العراقية ، وهي تعلن خبر رفع الاجتثاث عن صالح المطلك ، وظافر العاني ، والكربولي ، وتأجيل النظر بالاجتثاث عن راسم العوادي ، لعدم إكمال أوراقه القانونية ، ومعنى عدم إكمال أوراقه القانونية ، أي أنه لحد هذه الساعة لم يعلن برائته من بعثه الفاشيستي المنحل ، وجميع من ذكر هم من القائمة العراقية ، وسبب دهشتي تلك الضجة الإعلامية التي رافقت عملية اجتثاثهم لأنهم من بقايا البعث المقبور ، ولأنهم من المروجين للبعث الصدامي ، وبعاطفة عراقية متسرعة كتبت هذا البيت من الشعر الشعبي ، والذي يسمى لدينا نحن الشعراء الشعبيين بالدارمي أقول فيه ، ( وديني للخضراء حصلّي فيزه / أتفل على الكوا... والمنطي طي... ) ، وباليوم التالي وجدت أنني كنت متسرعا جدا بهذا القرار ، وأعترف أني لست سياسيا ، لأن السياسة وخُلقها بعيدة عن تربيتي التي أومن ، وبعيدا عن التدخلات الخارجية وبالتحديد الأمريكية منها ، والتي كانت الضاغط الكبير على السياسيين العراقيين لاتخاذ مثل هكذا قرار خطير ، يؤدي بالأحزاب الدينية الشيعية حصرا ، فقدان ما تبقى من قواعدها المتناثرة ، ناهيك عن القواعد الدينية السنية التي تجد بهؤلاء عدم أهليتهم ليمثلوا هذا المكون ، وأعني البرلمانيين السنة ، وأجد أن ما فعلته القيادات السياسية البرلمانية ، وبخاصة كتلة دولة القانون وحليفاتها قد نهجت الطريق السياسي الصحيح إزاء المجتثين ، سواء فترة تقديمهم للإجتثاث أوما بعده ، وما فعله رئيس الوزراء نوري المالكي بخصوص تقديمه مذكرة رفع الإجتثاث عن هؤلاء ، وكنا نتحدث كثيرا عن أن المطلك وزمرته ، هم من لقطاء صدام ، ومن المروجين لبعثه المقبور ، والكثير من البعثيين يرون فيه بعثيا مفصولا ، ولا يزال كذلك من حزبهم ، رغم منحه أصواتهم الكثيرة أيام الانتخابات ، ولذا حصل على هذه المقاعد البرلمانية الكثيرة ، واليوم بعد ان قدم المطلك وزمرته براءتهم من البعث ونهجه ، وممارساته القمعية تجاه الشعب العراقي ودول الجوار العربي ، وغيره ، فماذا بقي للمطلك من قاعدة مجتثة ، نعم مجتثة وأؤكد إجتثاثها ، فالدستور العراقي الذي هو لعبة بيد الكبار ، لا يزال يرفض دخول العملية السياسية للبعث ، وأخشى أن هذا الدستور المطاط الهش ستغير فقرات كثيرة فيه بإرادة أمريكية ، وبفعل ممن يرغب التمسك بزمام السلطة ديمقراطيا كما يدعي ، فليس المهم إجتثاث فلان وفلان وعودته ، ولكن المهم والأهم أن يرفع الحظر والإجتثاث عن حزب يقول عن نفسه ومساره ، ( بعث تشيده الجماجم والدم ) .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟