أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة حميد - معاناة امرأة عراقية على مسرح لندني















المزيد.....

معاناة امرأة عراقية على مسرح لندني


ماجدة حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 19:39
المحور: الادب والفن
    




ماجدة حميد- لندن: ترجمة عن منشورات سوهو ثيتر

إمرأة عراقية متعلمة، تحب بلدها فلا يبادلها الحب لأنه بلد مأسور في عقلية الحاكم، لا شأن لها بصراعات وأطماع ومؤامرات وسياسة، ما يثير اهتمامها فقط منظر زهور متفتحة صباحاً، وابتسامات أطفال يمضون الى مدارسهم، وريح تراقص سعف النخيل، غير ان عشق تلك المظاهر كان تهمة تهدد سلطة ورجالاتها، يفرغون حقدهم وقبحهم على تلك المرأة، فتصاحب بالتالي دروب منافٍ وسفر، تخفي قصتها ومواجعها وتاريخها في حقيبة سفر تأبى مفارقتها، وتعزم على إخفاء حقائق مؤلمة في حياتها عن ابنتها، كي لا تربك حياتها وتعكر صفو انتماء اختارته لها، لتكون منسجمة مع ما حولها ومع نفسها، ولكن الى أي مدى تتمكن من ذلك؟ وهل يتركها الماضي تهنأ بسلام؟
ذلك هو أهم محور من محاور مسرحية- حكايات من شارع هارو- التي عرضت على مسرحين، (سوهو) و (كوكبت) في لندن.
* سألنا إحدى النساء المشاركات ،فيحاء عبد الوهاب، عراقية الأصل، عن دورها في المسرحية:
- قمت بدور المرأة الضائعة والذي يرمز الى ضياع الانسان في غير بلده، وتوهان المغترب وفقدانه لانتمائه، وكذلك يمكن أن يرمز الى ماضي شخصية (سكينة) الذي لا ينفكّ يطاردها، ويأبى الركون الى الراحة الا حين تبوح بحقيقة مجريات ما مرّت به من معاناة، هو ضميرمنهك وملتاع لتلك الشخصية، التوّاق شوقاً الى لحظات مواءمة وصدق مع النفس ليهدأ ويحل الوئام والتوافق مع الواقع، فقدان مرّ للهوية تفرضه عوامل عديدة على الانسان المغترب.
* كيف حدث وأن حضر الموضوع العراقي متمثلا في شخصية المرأة على مسارح لندن؟
- يشتهر مسرح سوهو بالتقاطاته الفنية المنبثقة من روح مدينة لندن ومجتمعها المتعدد الحضارات، وفي هذه المرة نزل المسرح الى نساء من الجاليات والى دمج الهاوي مع المحترف واللندني مع المغترب، في تجربة مدروسة بغية التعريف بما تتميز به تلك المدينة الكبيرة من عالم صغير يعتبر نموذجاً للعالم الكبير...اشتركت في دورة مسرحية تعلمت فيها أشياء كثيرة، وساهمت في بلورة فكرة جانب لا بأس به من نص المسرحية، والتي اختتمت بمسابقة اشترك فيها كل من له قصة ذكرت فيها، دلالة على التحدي والرغبة في المشاركة في حياة مبنية على أسس سليمة واقعية، تتألق بحاضر يبشر بخير متمثلا في جيل شاب مدرك لاتجاهه ولصلادة خطواته.
* هل يمكن أن نقول أيضاً بانها تجربة رائدة فيما يخص إدخال اللهجة العراقية والقصيدة العربية والأغاني الفيروزية على مسرحية انجليزية ومسرح رواده بريطانيون؟
- ربما، غير اننا اعتدنا أن نرى على مسرح سوهو عروضاً تتضمن لغات مختلفة كالبنغالية والصينية والسويدية وغيرها، وأحياناً توضع ترجمة على شاشة ضوئية خلف الممثلين، وفي أحيان أخرى تفرض براعة الممثل فهم الجمهور له، وقد يلجأ المخرج الى جعل المشاهد يفكّر ويستخدم تأويلاته عن الحوار حتى يكون متلق ايجابي بذهن متفكر...قمت في المسرحية بتمثيل دورين لإمرأتين من بلدنا العربي، وكان النص لكليهما في البداية باللغة الإنكليزية، الا ان الاتفاق صار بعد فترة على تمثيل دور المرأة الضائعة باللغة العربية، وباللهجة العراقية بالذات، أما قصيدة "الحقيبة" التي ألفتها وألقيتها بالعربية، فقد تمت ترجمتها للجمهور.
* كيف وجدت التجربة وكيف كان تجاوب العاملين في المسرح معك باعتبارك إمرأة عراقية وسط مجموعة أغلبها بريطانيون؟
- اشترك في العمل كادر كبير عدداً، ومتخصص، المخرجة سوزان غورمان، كانت متواضعة تعطي الفرصة للممثل لإبداء رأيه ووجهة نظره، كما وباقي العاملين كمساعدي الإخراج ومديري المسرح وعاملي الديكور والإنارة ومصممي الملابس ومصوري الفيلم الذي ظهرت فيه أمشي في شوارع هارو، الجميع كان متفهماً ومتحضراً، لم أشعر للحظة واحدة اني غريبة، والكل متعاطف، لعلمه ان أجزاء من الأحداث الدائرة في المسرحية وقعت لي في حياتي بالفعل، وتتشابه مع قصص عراقيات كثيرات موجودات في لندن أو في مكان آخر من العالم...أغنتني تلك التجربة، وخلصت الى ان الانسانية لا تعترف ببقعة جغرافية مرسومة بحدود، ولاتخضع لمحدوديتها، بل تستوطن في عقول متفهمة ومتحضرة، وقلوب دافئة. وأود الإشارة هنا الى تجربة ناجحة أخرى لي مع انكَليز أثناء قيامي بجولات ذاتية وافتراضية في متحف فيكتوريا وألبرت، تشبه الأداء المسرحي، وقد حظيت بحميمية مشاعر ونبل انساني من الزوار البريطانيين.
* ما كنت تودين ايصاله في النهاية، وهل وصل ذلك الى من حضر من الجمهور؟ وهل سيحدث فرقاً؟
- ما أعلمه ان تقبل الجمهور كان جيداً، فكنت لما أخرج بعد العرض أرى منهم من ينتظرني ويهنئني و يقول كلمات مهذبة ومشجعة، ردود فعل الصحف المحلية والمتخصصة بالمسرح ايضاً جيدة، كما وبعض التقييمات المنشورة. وأعتقد أنا بأن كل عمل يتوجه بخلق وصدق نحو الجمهور، يؤتي ثماره ولو بعد حين، يشمل هذا بالطبع الأدب والفنون الجميلة أيضاً...تأثيرها يشكّل ملامح شخصية المتلقي ويخزن في أعماقه حتى يشذبه ويغدو له مناراً في حياته. لا زلنا نذكر كلمات قالتها لنا معلماتنا ونحن صغار، انه خزين راقٍ تبلورت فيه وبه خصائص حميدة لنا. ربما سيذكر بعض من حضر ما قلناه في المسرحية لو حدث نقاش ما حول القضية العراقية، تلك المعلومة البسيطة تعكس وعيه الذي استقاه من عمل فني شاهده، ربما تلك المسرحية.
* أرى انك تريدين مخاطبة المرأة المغتربة والعراقية بالذات في لندن؟ ماذا تودين القول لها؟
- المرأة العراقية متعلمة وعندها قدرة على تطوير نفسها، وهناك الكثير من مبدعات ومثقفات وصاحبات مهن قديرات في مجالات متباينة، يؤدين أدواراً قيّمة في المجتمع البريطاني، غير ان بعض النساء يفتقرن الى الرؤية الواضحة لما يردن القيام به، يحتجن الى من يقدهن الى مآلهن، لم يعتدن تمكين أنفسهن من خوض تجارب وتعلم ما هو جديد. العراقية سليلة حضارة عريقة، فمن غير المجدي لها أن لا تستثمر امكانيات هذا البلد في الاستمرار في التعليم ودخول مجالات التدريب وتثبيت حضور دائم وفعّال في مختلف أوجه النشاطات الحضارية الكثيفة في لندن، من مسارح وندوات فنية وأمسيات ثقافية ومعارض وغيرها كثير ومتنوع حسب الرغبة والهواية والتوجه. علينا فقط ان ندرك بان اليوم الذي لم نتعلم فيه شيء ما لا يحسب من عمر تطور نشاطنا الفكري، لنمضي بعيداً عن الجلوس طويلا أما الفضائيات، أو قضاء الوقت بتسوق لا يضيف لنا قيمة ما، اننا بهذا نسعى الى بلادتنا بمحدوديتنا وبعدم مبالاتنا بما يجري حولنا من حركة وتقدم.



#ماجدة_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طبيب إسرائيلي شرّح جثمان السنوار يكشف تفاصيل -وحشية- عن طريق ...
- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة حميد - معاناة امرأة عراقية على مسرح لندني