قصيدة : مذكرات عمر - مهداة إلى روح الشهيد عمر بنجلون في الذكرى 35 لاغتياله

المختار النحل

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 19:38
المحور: الادب والفن
    

مذكرات عمر

مهداة إلى الشهيد عمر بنجلون في الذكرى 35 لاغتياله

عمر يرقد الآن في لحده، يقلب صفحات مذكراته، يسترجع مسيرة حياته القصيرة السبع و الثلاثين ، قضى معظم فتراتها تحت سياط الجلادين، يتأمل مساره المليئة بالتضحيات، يتذكر رفاق دربه في الذكرى الخامسة و الثلاثين لرحيله، يلقي نظرته الثاقبة على قافلة الشهداء المنتصبة أمامه، لا أحد منهم تغيب، إلا المختطفين في ليالي الظلمات، يدرك أن المهدي عريس الشهداء لا يوجد بينهم،
هم واقفا و ناداه :
يا مهدي، ما سر هذا الغياب؟

- أنا بين السماء و الأرض،
أحلق فوق عالمي الكبير،
أواصل جولاتي الأممية،
أرصد كل التحولات
في وطني العربي، في فلسطين،
في أفريقيا
في آسيا
في أمريكا الجنوبية
لا أستطيع الرسو الآن
الجلادون لا يريدونني في أي مكان
من الحقيقة خائفين
هم أشباه أموات
تلطخهم دماء الشهداء و الأبرياء
لن أحط الرحال
و أرتاح من التجوال
لن أطوي صفحة النضال

قلب عمر صفحة مسيرة ورثته في النضال و خاطبه :
كيف حال رفاقنا؟
أهم على العهد باقون ؟

أراهم يسيرون،
متفرقون
بعضهم طووا صفحة الجدال
نكسوا راية النضال
تكلموا لغة الجبناء
لبسوا عمامة القصر
وآخرون على العهد باقون
شقيقك أحمد
حامل مشعل الأوفياء
ما تغير، ما تبدل

يقلب عمر الصفحة الموالية، يجدها ملطخة بدماء الغدر فيقول :
ماذا عن طيور الظلام؟

-أراهم نبتوا كالفطر
شاهرين سلاح الاستعمار
أسكتوا الكثيرين عن الكلام
حسين مروة
مهدي عامل
فرج فودة
يلبسون عباءة الدين
هو منهم براء
يذبحون الأبرياء
يحطمون حدائق بغداد الفيحاء
يحولون مياه دجلة العذبة
مجرى للدماء


يقاطعه عمر :

متى تعود إلينا؟

-أنا الآن أحمل راية مخطوطة بدماء الشهداء:
» الإرهاب لا يرهبنا
و القتل لا يفنينا
و قافلة التحرير تشق طريقها بإصرار«
سأحط الرحال
في انتظارا نجلاء الليل
و انكسار الأغلال
في انتظار انكشاف الحقيقة
عن المختطفين المجهولين
و اندحار الطغاة و المجرمين
لا زلت أبحث عن قبر
في ثرى وطني
ليكون مرقدي
لأعانق رفاقي الشهداء ،
و نزرع الوطن
حقولا للحرية،
واحات للكرامة
لكل المظلومين والفقراء

المختار النحل
سلا في 15/12/2010

#المختار_النحل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات