أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الأمين السويد - مراجعة حيوية














المزيد.....

مراجعة حيوية


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 16:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا بد للمرء من أن يقف ليقيم إنتاجه، فيتعرف على السلبيات فيتجنبها، ويتلمس الايجابيات فيقويه، ويستكشف النواقص فيتداركها. و طبيعتي كمدرس يدرس المهارات الأدبية واللغوية، فإنني دائم التحليل لأدائي الشخصي في عملي سعياً مني للوصول إلى الهدف بأقصر السبل، وهذا ليس مديحاً ذاتياً لان هذه المراجعة هي من ألف باء التعليم. لذلك أسأل نفسي حين الفراغ من درس ما:

1. هل استطعت إيصال فكرتي للطلابي؟
2. هل هنالك طريقة أفضل لإيصال الفكرة؟
3. ما هي الخطوات القادمة لتدعيم هذا الفهم؟

فإن كررتُ محاولاتي وكانت الإجابة عن الأسئلة السابقة دائماً سلبية، فهذا يعني أن المشكلة فيّ أنا، وأنني أنا من يحتاج إلى أن يفهم الفكرة بشكل أوضح بداية.

وفي محاولاتنا لتقديم المنطق الحيوي ، نواجه عدة معارك جانبية مع القراء سببها عدم ترتيب أولويات التقديم، فنقع في حيص بيص اتهام بعضنا البعض بقصور الفهم، أو نقص في البداهة ويضيع دم قيس بين العربان.

وكمشتغل في المنطق الحيوي وكمدرس، ألجأ إلى تحليل هذه الحالة لأتجنب عدم إيصال الفكرة بشكل واضح، فأعود إلى أسئلتي الذاتية الثلاثة السابقة لأسقط عليها حالة تقديم المنطق الحيوي للآخر باعتبار "الطلاب" هم الجمهور الكريم، والدرس هو مبادئ المنطق الحيوي، فأجد التالي:

أنه وبسبب سوء إدارة الدرس من قبل المدرس نقع في حالة تشبه المعركة، فهم يتهمون المنطق الحيوي بتقديس الشكل، وبالطبع هم يقصدون الشكل ألقشوري على حساب الجوهر و أنهم يرون في دحض جوهر أرسطو اعتداءا على القيم الأساسية التي ترعرعوا عليها.

و لكي اقضي على الخلط بين المفهوم المتأصل عند الناس عن الشكل وإنكارهم للشكل الحيوي الذي نتحدث عنه، يتوجب كخطوة أولى أن أميِّز لهم بين الشكل الذي يعرفونه هم ، و بين الشكل الحيوي الذي يتحدث عنه الدكتوروالمفكر رائق النقري و الدكتور والأديب حمزة رستناوي وعلي الأمين.
وعندما أنجح في إيصال الفكرة و يتيقن القارئ من الفرق، سيقفز من تلقاء نفسه ليستنتج أن الشكل ألقشوري الذي يتحدث هو عنه ويظننا أنّا دعاته هو شكل حيوي محتوى في شكل حيوي أكبر، فتتم الفائدة من تحقيق هدف إيصال الفكرة – الدرس بأقل الخسائر و أنجع الطرق.

وكتوضيح لعملية إيصال الفكرة بهذا الأسلوب، نضرب المثال التالي:
يعمل المعلمون في الصف الأول الابتدائي على تعليم التلاميذ التالي في مادة الحساب:

مكونات العدد 3

- 0 و3 يكونان 3
- 1 و 2 يكونان 3
- 2 و 1 يكونان 3

ثم اكتشفت ابنتي أن (و) هي (+) و (يكونان) هي (=)
فصارت ترفض استخدام (و) و (يكونان) باعتبار أنها تعابير للطلاب الصغار جداً فهي الآن كبيرة (في الصف الأول الابتدائي) لأنها تعلم وتفهم.

أما المشكلة الثانية فهي ولأننا نريد أن نُفهم الناس أن المنطق الحيوي يرى عدم وجود حيوية في "التصنيم"، قمنا بشن حملة على أرسطو باعتباره رائد التصنيم، فصرنا كحامل البطيختين في يد واحدة بالرغم من عدم وجود ضرورة ملحة لحمل البطيختين في يد واحدة.
فالبطيخة الأولى هي محاربة التصنيم وهو بالتعريف: هو كل تأليه أو تقديس لأي كينونة باعتبار أنها ثابتة و غير متغيرة وتكسب قدسيتها من عدم تغيرها، فالتصنيم هو أغلظ عصا من عصي الدكتاتورية والعنصرية.
و البطيخة الثانية هي إفهام القارئ أن رائد التصنيم هو السيد أرسطو رحمه الله، فهو من كان يميز بين الناس على أساس أن هنالك سادة وعبيد وحكماء، و هو صاحب الادعاء بأنه ليس من السهل أو ربما يكون من المستحيل انتقال الفرد من كونه عبدا إلى مرتبة السيد ناهيك عن وصوله إلى صنم الحكمة الذي يولد مع ولادة الحكيم.

غايتنا التي نسعى لأجلها هي دحض التصنيم وازدواجية معاييره و تقديم أدوات تفيد في مساعدة القارئ في رفع مستوى حساسيته في تلمس بذور ومواضع التصنيم ونبذه كمرحلة أولى ، ومن ثم يقوم بنفسه، وبخاصة المثقف إن أراد، بدحض أراء أرسطو باعتباره رائد التصنيم أو دحض أراء غيره ممن ينتهجون نفس السبيل، على أن قضية دحض آراء أرسطو أو عدمها لا يقدم أو يؤخر في هذا المجال، فهنالك أناس لا يعرفون أرسطو ولكنهم يؤمنون بالتصنيم، ومنهم من يعرف أرسطو ويرفض التصنيم.

وتركيزنا على أرسطو في هذه المرحلة جعلت الحيويين يبدون وكأنهم يبحثون عن مكان تحت الشمس بالتعلق بأذيال أرسطو بطريقة النيل منه، فهنالك ومن اجل الشهرة فقط من يحاول النيل من شخصية عامة لكي يرتبط اسمه باسم تلك الشخصية العامة.
و أنا لا ألوم من يقول عنا هذا الكلام، لأننا ببساطة نحن من يلام، لأننا نحن من أتى بالدب إلى كرمنا. فواجبنا هو ألا نعمل على دحض أراء من يقولون بالتصنيم، بل أن نجعل القارئ الكريم يقوم بالعملية بنفسه لأجل صالحه هو وليس من أجل أي شيء آخر، فما أكل طعام قط خير من طعام جاء بعرق الجبين.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البداهة الحيوية الكونية
- قوانين إرهابية
- إعتلال بداهة القرآنيين (2)
- إعتلال بداهة القرآنيين (1)
- الشكل الحيوي، والشكل الحيوي في المنطق الحيوي
- العرب وشرف آخر زمن
- إشارات عابرة
- زيف المساواة بين الجنسين
- أمةُ دبِّر رأسك
- الله يلعنك يا إبليس!
- الخطاب المنكر
- الإنسحاب المصري
- القرضاوي الشيخ النووي
- الزهايمر الفكري عند الجلبي
- نظرة في -أضاحي منطق الجوهر*- للدكتور حمزة رستناوي
- رسائل وعناوين خاطئة (1)
- الإعجاز و الإفلاس
- يأخذ ويرد حتى من علي (ر)
- الراعي الجديد
- البهيمية! و ما أدراك ما البهيمية؟


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الأمين السويد - مراجعة حيوية