عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 01:50
المحور:
الادب والفن
مراكش عاصمة المرابطين في 19 دجنبر 2003
... إلى الشاعر الودود الأخ محمد بنعمارة
تحية التقدير والمحبة ...
... إلى البستاني الأصيل الذي أمضى عمره في العناية القائقة بحدائق الشعر ، فأمدها بدمه ووقته ورعايته كي تزهر صورا تفضي بعض الجمال الروحي الأخاذ على أديم هذا الواقع البئيس الرديء ، والذي يفتقد أسمى القيم الإنسانية .. بل يعانق إيقاع الوهم والدعاية والادعاء ...
... لا شك أن البستاني الجميل سعيد بطيور الحدائق وهي تشدو هنا وهناك بأصواتها الصافية غير المدجنة وغير المأجورة .. وتصدح عبر ربوع الوطن الظمآى إلى الأغاني الحالمة التي لا تعيى .. وسعيد بالفراش بأزهى ألوانه يؤثث لوحات فضائنا بالقول الجميل الذي يحرض على معانقة الحياة والتشبت بالحق في الكرامة والموت بسلام ..
... فالبستاني الذي يؤمن بالأرض والجمال والحب .. يخلص دوما ، فيسعد بشقائه ..ولا يحتاج إلى أوسمة رسمية .. لأنها دوما تكون مسمومة أو ملغومة على الأقل .. لذلك لا يعطيها أهمية لأنها تجيء من خارج تربة الحدائق الشعرية . و خارج رحم الصدق. وخارج الإبداع ...
البستاني بحاجة إلى الاعتراف الصادق و الجميل وهو الذي يصدر عفويا كرد فعل تلقائي متولد عن حب لشاعر ظل ينقح ويشذب ، ويهذب ويكتب بدم قلبه كي تزهر حدائق الشعر سنابل ملآى يحيا بها الجميع الجميع . فيتوحد صوته بأصواتهم وروحه بأرواحهم ..
... قد يكون هذا الكلام مثاليا أيها الصب الجميل لكنه لا يجانب الحقيقة في شيء ...
ولأني أحبك .. أهنئك على شعرك وعلى دراساتك النقدية التي تتميز بجدتها وجديتها ..
بلغ صخبي الشعري إلى كل شواعر وشعراء الحدائق .. واغفر لي عدم مداومة الكتابة لأني أوثر الخفاء وأعشق أن أتيح الفرصة للأصوات الشعرية الشابة الجميلة .
فأن تصغي للشعر بحب قد يعادل لذة كتابة قصيدة أو يزيد قليلا ...
عبد العاطي جميل
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟