فراس عبدالله الريامي
الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 01:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حكاية جمعية رعاية الكلاب في الدول الغربية هي أشبه بحكاية المواطنيين مع بعض الحكام في العالم الثالث.
لنبدأ من رعاية الكلاب، فالمعروف مثلا أن الإنجليزي يفضل إذا تعرض قاربه للغرق ان ينقذ كلبه قبل زوجته و من هنا قامت مئات الجمعيات بطلب من الجماهير لرعاية الكلاب الضالة أو للدفاع عن الكلاب المقهورة أو لتحسين نسلها و بالطبع فإن تمويلها يعتمد على جيوب المواطنيين البريطانيين العاشقين للكلاب .لكن جمعية بين هؤلاء قررت أن تجمع الكلاب و الإنسان في سلة وا حدة فقررت أن يكون هدفها هو رعاية الكلاب المخصصة للقيادة العميان و توفير كلب لكل أعمى رغم أن هدفها سيكون هو توفير كل ما يخص الكلب و ليس الأعمى .
المهم أن هذه الجمعية زاولت عملها حتى عرفت أنها تعرف حالة عجز في ميزانيتها ، و السبب طبعا ليس زيادة العميان اللذين تم توفير لهم الكلب بل نتيجة زيادة عدد موظفيها فاعتذرت و قررت ان تزيد و تطور خدمة موظفيها و ليس كلابها .
هذا يعيدنا إلى "المساعدات" التي يقدمها أهل الشمال الأغنياء إلى أهل الجنوب الفقراء فهذه المساعدات تحتاج إلى عدة خبراء و النتيجة أن فواتير هؤلاء "الخبراء" و كلهم من الغرب تخصم من قيمة المساعدات و عندما يصل هؤلاء إلى الدول الفقيرة المحتاجة إلى المساعدات ينزلون في أفخم الفنادق و يصرفون على حساب الحكومات الفقيرة و النتيجة معروفة ، كما حدث مع جمعية الكلاب.
أما حكاية بعض زعمائنا العرب مع شعوبهم فهي أن هؤلاء القادة و الزعماء و الشيوخ بعد أن يحلبوا الجماهير يشيرون إلى عجز الميزانية و يتهمون الشعوب بالتقصير و بالتالي فهي لا تستحق الخدمات التي يقدمها أصحاب المعالي و الشيوخ الكرام .فهل تفكرون فيما أفكرما رأيكم بجمعية لرعاية هؤلاء الزعماء.
#فراس_عبدالله_الريامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟