ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 11:05
المحور:
الادب والفن
عندما كنت طفلا
صافحت الفصول
كنت أزرع الحلم بين كل بنان
الآلهة كانوا شيئا مدهشا
في حلمي الصغير الذي
لم أكن أعلم بأنه أكبر مني بكثير
أبي من عادته أن يمدح الآلهة
هكذا كان
يفعل ذلك بالتوقيت المحلي
كل صباح
وباستمرار غير متكلف
أتصور الآلهة وهي تربت على ظهري
في مواسمها الأخيرة
كنت أعرف أنها تتغامز فيما بينها
وتتضاحك من الرعب الذي
سببته لنا لتربكنا
في الصيف كلما أطل الوجه البشوش
للشمس
على كوكب الماء
يتقمص البشر حلم المروج
ويتأنسن ويتأله ربما
فيتحول كإنجاز غير مرغوب فيه
بينما القدر يلعب لعبته مع الحظ
آخر مقامرة
نحن نكون آخر خلاياها وأول ضحاياها
كتلك التي ستنام يوما حيث لا ولن نكون
في حين لعبة الآلهة والبشر
مجرد نتيجة للاشيء
مجرد مغامرة حب خادع
يمتد في طفولة الناس
مغامرة لا تلبث أن تتشتت
كلما وصلنا حبل النهاية
ولا أقول المشنقة
ننسى بعد ذلك وننسى
ننسى بأننا لم يعد لدينا
ما نتذكره
سوى هذا الوجه اللامرئي والفاضح
للبطء
والموج
والسكون الشامل في الصمت والسمع
هو اختفاء مريع للضوء
اختفاء للموروث الذي لم يكن سوى وهم
المصير وحده ما يتبقى من هذا الوهم
لا يد تحمله لاتجاه معين
سوى المرارة والجهل المطبق بكل ما يحدث
لنا بالطبع
الآلهة وحدها تبقى هناك مصنفة
ذاك التصنيف الشبيه بخمس نجوم كما عندنا
اليوم
تصنيف معلق على جدار الأفق
والسفر بيننا وبين الآلهة
مفتاح واحد
لباب واحد
لم يوجد بعد
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟