|
ان حبل -تشويه الحقائق- قصير!!! رد على مقابلة الحوار المتمدن مع سياوش مدرسي 1 من 2
فارس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 963 - 2004 / 9 / 21 - 09:26
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ان الاسابيع القليلة المنصرمة من حياة الحزب الشيوعي العمالي الايراني، بكل مجادلاتها وابحاثها وندواتها هي، وللاسف، اشهر "دفن الحقيقة" من قبل رفاق "جناح حميد تقوائي" ليدر الحزب! ان المقابلة التي اجرتها "الحوار المتمدن" مع سياوش مدرسي المنشورة يوم 14-9 هي ورقة اخرى في سجل "دفن الحقيقة" هذا! انها محاولة عقيمة محكوم عليها بالفشل سلفاً. يبدأ سياوش مدرسي جوابه على السؤال الاول بالقول "في الحقيقة ان مسالة دخول وخروج الناس بسهولة من حزب اجتماعي واسع ومتجذر تعتبر امر طبيعي... وعلى هذا الاساس انضم الينا الكثير من الناس وانفصل اخرون" (!!!). ان من انشق ليس "اناس عاديين"، وقصدي من الناحية السياسية وليس الانسانية، دخلوا الحزب وخرجوا منه. ان من انشق عن الحزب 24 عضو لجنة مركزية وطلب الخامس والعشرون العضوية في الحزب الجديد (من 46 عضو لجنة مركزية) ونصف استشاريي اللجنة المركزية! (اي اغلبية اللجنة المركزية) ونصف المكتب السياسي تقريبا!! بالاضافة الى المئات من الاعضاء والكوادر في خارج ايران وداخلها! من بين هؤلاء ليدر الحزب لحد قبل 8 اشهر واحد مؤسسي الحزب ورئيس مكتبه السياسي لدورات عدة، كورش مدرسي! ان رفاق سياوش يصورون المسالة بـ"انشقاق بعض الفعالين والنشطاء"، او "مجموعة كوادر"، "جماعة"! وغيرها من العبارات والتسميات التي لاتهدف سوى "التقليل من شان" الرفاق المنشقين والانشقاق، رفاق كانوا ولحد اليوم الاخير اهم اركان الحزب وعموده الفقري وشغل اغلبهم اهم المناصب والمسؤوليات القيادية، شخصيات سياسية واجتماعية معروفة على صعيد مجتمع ايران وراسمال مهم لاي حزب سياسي جدي يبغي التدخل في الاوضاع! ان اعطاء هذا التصوير هو سياسية رسمية تجدها في كل كلمة تتعلق بالموضوع! ليس بوسع مثل هذا الادعاء ان يبعث الغبطة في قلب احد وبالاخص اؤلئك الذين يعرفون بالضبط من هم كورش وفاتح شيخ ورحمن حسين زادة واذر مدرسي ومهرنوش ومظفر محمدي وغيرهم!
يتحدث سياوش مدرسي عن الخلاف بشكل يعكس فهمه، فهم يسار تقليدي ومحدود الى ابعد الحدود للخلافات. لم يكن الصراع حول:"هل ان الاصلاح هو المطلوب ام اسقاط النظام"! اذ لم تكن هذه القضية يوم من الايام مشكلة احد. ان هؤلاء الرفاق انفقوا ما لايقل عقدين من عمرهم جنب الى جنب مع منصور حكمت من اجل اسقاط الجمهورية الاسلامية واقامة البديل الاشتراكي في ايران. ولهذا فان الحديث بهذا الشكل عن المسالة لهو هراء محض. كما لم تكن "احدى اهم تلك الخلافات" هو السؤال حول:"هل بامكان اليسار ان يظفر بالسلطة السياسية ام لا؟". ان الاخير قد جاوبه منصور حكمت منذ زمن بندوته الشهيرة التي عقدت بعد المؤتمر الثالث، اي في 2001، وتحت عنوان "هل بوسع الشيوعية ان تنتصر في ايران؟" وقد كان جوابه، نعم. ولهذا ليس مطروحاً لافي ذهن كورش ولا رفاقه ولا في ذهن احد.
ان سياوش يتحدث عن ان كورش "يستبعد حدوث ثورة اجتماعية في ايران من تحليلاته ويرى بان النظام الاسلامي في ايران سوف ينهار تحت ضغط الاعتراض الاجتماعي وستقع السلطة على اثر ذلك في ايدي الجناح المعارض وسيشكل مجلس المؤسسين للنظام الجديد ويجب ان يشارك الحزب الشيوعي العمالي في ذلك المجلس". ان هذا تصوير كاريكاتوري ومخططاتي ساذج. ان هذا التصوير يصلح لـ"فتاح فال" وليس قائد سياسي ومعه عشرات الشخصيات القيادية والكوادر المجربة!! ان هذه الرواية لا تختلف 180 درجة عن واقع الحال فحسب، بل انها لاتمت باي صلة بواقع الامور. لقد قدم كورش مدرسي ورقة افكار لقيادة الحزب وقدمها بكلمات " لقد كتبت هذه النقاط للبحث في الهيئة الدائمة". (اعلى مرجع قيادي في حينه). لقد كتبت في تاريخ 24-8-2002 (اي قبل اكثر من سنتين!) بوصفها افكار للنقاش واثارة موضوع ليس لدى قيادة الحزب اي بحث جدي حوله وليس التصويت عليها. ان تقاليد الشيوعية العمالية واضحة وراقية الى ابعد الحدود بهذا الصدد. ان افكار البشر (والقيادة بشر ايضاً) واجتهاداتها ونظراتها هي ليست مادة للتصويت. انها اراء وملاحظات فردية. ان ما يصوت عليه هو القرارات. وقد قدم بعد 4 ايام، اي في يوم 28-8-2002 قرارا يستند الى الافكار العامة التي اوردها في هذه الورقة لكن لايتضمن الكثير من التفاصيل الواردة في ورقته السابقة. وللمهزلة، ان حميد تقوائي لم يكن مخالفا لها، بل كانت لديه بعض التعديلات والملاحظات البسيطة عليها لا اكثر!! (رسالة حميد الى كورش واعضاء الهيئة الدائمة للمكتب السياسي والمؤرخة في 30 اب 2002). وساسعى ومعي رفاقي لترجمة هذه الوثائق في الايام القليلة المقبلة لابسبب من اهميتها بل لتبيان الحقائق فقط لقراء العربية. من الواضح انه لم يبقى في جعبة هذا الجناح سوى ان يمد يده لرسائل قديمة لينبش فيها عسى يجد ضالته المنشودة في "تكفير" كورش. ان هذا الاسلوب يصلح لتاجر افلس ينبش بدفاتره القديمه عسى ان يجد دينا قديما ولكنه لايصلح لسياسي جدي يقوم بسياسته في مجتمع وليس وسط العالم المهجور لفرقته.
طرح كورش في هذه الرسالة الخطوط العامة لتصوره لاستراتيجية الحزب فيما يخص اوضاع ايران السياسية واحتمال سقوط الجمهورية الاسلامية. ان مفاد هذه الاستراتيجية هو ان هناك امرا محتملا وهو ان سقوط الجمهورية الاسلامية لايجلب تلقائياً الحزب الشيوعي العمالي ولا التيار اليميني الموالي للغرب للسلطة. ان هذا الاحتمال ليس ببعيد. في مثل هذه الاوضاع، يحدث فراغ في السلطة. تسعى الاحزاب والتيارات السياسية ان تملأ فراغ السلطة هذا. وعليه، ستكون الحكومة، بعد سقوط الجمهورية الاسلامية، بيد اقرب القوى الموجودة في الميدان. سنشهد حكومة او حكومات مؤقتة لحين انتصار افق معين وتشكيل حكومة مستقرة (وان تيار المعارضة البرجوازية وكذلك الشيوعية العمالية كلاهما يمتلكان افقا موضوعياً للنصر). ولهذا، يتمثل بحثه بانه يجب ان يكون الحزب احد اللاعبين الاساسيين فيما يتعلق بحسم مسالة السلطة السياسية. اي يجب ان نطرح انفسنا كطرف اصلي في الصراع حول السلطة. ان عملنا لحسم السلطة من فوق لايناقض ابدا مسعانا على صعيد التحرك الجماهيري وحشد القوى وتنظيمها من اجل ارساء بديلنا. ان كلا العمليتان تسهلان بعضهما البعض وتدفعان بالحزب من صوبين نحو السلطة. وعليه، ليس العمل القاعدي الجماهيري من اجل ممارسة الضغط على الاحزاب السياسية في البرلمان وغيره كما يدعي زورا سياوش مدرسي وهو الامر الذي لم يرد في اي بحث او نقاش. ان النقطة الاصلية في طرحه هي وجوب عدم ترك مسالة تحديد مصير المجتمع بيد الحكومات التي تتمثل محور حركتها في ابعاد الجماهير عن السلطة، واعلان انتهاء الثورة واعادة المنتفضين الى بيوتهم. وكما يذكر كورش في رسالته "فيما يتعلق بسياسة الحزب تجاه الحكومة التي تحل بدل من الجمهورية الاسلامية، فان سياسة الحزب حتى الان هي انه مع سقوط الجمهورية الاسلامية يجب ان يستولي الحزب على السلطة او يبغي ذلك. ان هذا الجواب صحيح ولكنه ليس بكاف... ليس بكاف لانه لايرى توازن القوى القائم في المجتمع، وبالتالي لاياخذ بنظر الاعتبار المسار المحتمل للاوضاع. بالاضافة الى ذلك يعطي لتصوير دور الحزب في هذه المرحلة مجرد تصوير معارض، اي الضغط من تحت فقط وليس قوة تبغي ان تحرك الاوضاع نحو الجهة التي تنشدها مستغلة كل ادوات وعتلات السلطة. ان الضغط من اسفل هوتوأم للضغط من فوق...." اي على كل امرء لاينطلق من الايديولوجيا والخوف على ان لاتثلم ايديولوجيته، بل ينطلق من حقيقة الصراع وفنه ومقتضياته، كل امرء يعرف بالضبط ما يريد، يعرف هدفه بالضبط، عليه ان يستغل ادنى الامكانات لطرح الشيوعية العمالية في الساحة. على الحزب السياسي الجدي ان يفكر بدخول المعترك هذا وفرض نفسه كقوة يجب ان يحسب لها الاخرون الف حساب.
ولكن هل يعني ذلك التخلي عن مبادئنا واهدافنا؟ كلا اطلاقا. ان اهدافنا معلومة للجميع. ان الاوضاع قد تجعلنا نساوم هنا ونناور هناك، بيد ان اعيننا مصوبة نحو هدف انتزاع السلطة السياسية وارساء البديل الاشتراكي فورا. ان الشيوعية العمالية ولشدة تماسكها النظري والفكري والعملي ليس من السهولة انزلاقها في احضان البرجوازية. ان لدى حركتنا قرنان من التجارب العظيمة والدروس والعبر بحيث لانخشى اطلاقا هذا النمط من "التيه" الذي يتحدثون عنه. ولهذا فان الحديث عن ان كورش يبغي، عبر "انكاره الثورة" هو التزلف للاحزاب الاخرى والوصول للسلطة من خلال العلاقات والتحالفات الحزبية واستخدام ورقة الضغط الجماهيري اثناء مساومتهم مع الاحزاب لهو كلام تافه لابعد الحدود. انه تشويه سافر للحقيقة ولنضال العشرات من الكوادر والشخصيات القيادية والاجتماعية البارزة والمعروفة. انه دلالة الارتعاب وانعدام الثقة بالنفس من الولوج في معترك هذه الاوضاع والخروج منها دون ان تتبلل او تتلوث صبغتك الايديلوجية والفكرية والعقائدية، هو كل هم اليسار! ان الثورة هي صيرورة معقدة. ان تصور اليسار لهو تصور متهافت لها. ان تصورهم للثورة هو انتفاض الناس وصعود الشيوعيين للسلطة طالما ان الجماهير نزلت للميدان. انه لايرى ما هي الافاق السياسية السائدة على هذه الثورة، وانها تحت تاثير اي التيارات الاجتماعية والسياسية. انهم يتناسون الكلمات المعبرة والرائعة لمنصور حكمت في مقالته "العمال والثورة": "ان العمال الشيوعيين ينشدون الثورة. لكن اية ثورة؟ تستخدم الطبقات المختلفة والميول السياسية والاجتماعية المختلفة كلمة "الثورة" بمعان مختلفة الى حد كبير. لقد رأى عالمنا بام عينه مجمل اشكال "الثورة" ومجمل اشكال "الثورية". وتقريباً، ان كل امرء او تيار يبغي تغيير الوضع القائم في المجتمع بصورة فورية وغير سلمية يتحدث عن الثورة و يسمي نفسه ثورياً. ان الكثير من هذه الثورات لاتتعدى رجعية صرف. ان نموذج "الثورة الاسلامية" لهو حي وماثل امام اعيننا. لقد اطلق على اكثر اشكال الخرافات تخلفاً واكثر الاوضاع شقاءاً اسم "ثورة". لقد اطلقت اكثر العناصر رجعية وقذرة اسم الثورية على نفسها. ان العامل الشيوعي لهو ارسخ عدو لمثل هذه الثورات والثوريين الزائفين". ان ولعهم بالثورة وتغنيهم بالثورة هو ولع وتغني يساري شعبوي. لم يرد في بال احد، ناهيك عن كون هذا الاحد هو كورش مدرسي وخيرة مناضلي ايران الشيوعيين، هو التهافت على السلطة والتقرب لها باي ثمن، على حساب جماهير ايران وتطلعاتها بالحرية والمساواة والجمهورية الاشتراكية. انه رهن مسالة المشاركة في الحكومة المقبلة، بل حتى وايجادها، بتقيد الاطراف السياسية الاخرى والتزامها بعدة اصول سياسية واقرارها بالحقوق والحريات الاساسية للجماهير التي منها: اقرار هذه الاطراف بان الحكومة هي حكومة سياسية (وليست اقتصادية) مؤقتة، عدم القبول باعلان انهاء الثورة الا بعد ان تتوفر الفرصة كاملة للجماهير لاختيار بديلها ونظامها السياسي المنشود، التزام الاطراف السياسية بالحيلولة دون السيناريو الاسود، تامين اوسع الامكانيات لتدخل الحزب الشيوعي العمالي من فوق واسفل، منع ممارسة سلطة الاحزاب السياسية على الجماهير عبر السلاح، ناهيك عن سائر مطاليبها في الحريات السياسية دون قيد او شرط، الغاء عقوبة الاعدام، فصل الدين عن الدولة، المساواة التامة بالمراة والرجل والخ.
يذكر سياوش "ان اصل مشكلتنا مع بحث كورش تتمثل بعدم توجه اي حزب سياسي اجتماعي جدي داخل المجتمع للنضال من اجل ايجاد حكومة مؤقتة...". ان الحكومة اوالحكومات المؤقتة هي امر لايتعلق بارادة احد. انه امر تقتضيه اوضاع انهيار السلطة (ومن المؤكد ان السبب الاساسي لهذا الانهيار هو ضغط الجماهير) وحدوث فراغ يسعى طرف او اطراف لملئه بشكل وقتي وتستمر هذه العملية لحين تشكل حكومة غير مؤقتة متعارف عليها. ليس ثمة احمق من يناضل من اجل ايجاد حكومة مؤقتة كهدف نضاله! انها امر واقع (سد فراغ السلطة الناجم عن انهيار حكومة) وليس هدف بذاته. ان هذا هو تقويل الاخرين ما لايقولونه. ان السؤال المطروح والذي تسعى الورقة للاجابة عليه هو: لو حدث مثل هذا الوضع، ماذا نعمل؟! ان الحزب فاقد لاي تصور لمثل هذا الاحتمال والاسوأ من هذا انه لم يضعه على طاولته اساساً!
بعد هذا كله، يقول كورش ان تحقيق كل هذه المطاليب ونوع الحكومة المؤقتة "لايعني ان هذه الحكومة هي الحكومة التي ينشدها الحزب الشيوعي العمالي". انه حين يتحدث عن الحكومة الموقتة لايعني "الاقرار بمرحلة للثورة واحالة الثورة الاشتراكية الى "بعد ذلك". ان يتحدث عن "حكومة مؤقتة، لعدة اشهر، تفسح المجال للحزب الشيوعي العمالي وللجماهير ان تحدد "بصورة ديمقراطية" مصير المجتمع..." وبالعكس، وبكونه احد معماريي مثل هذه الحكومة يضفي تصويرأ اكثر اقتدارا على الحزب". بوصفه حزب يهيئ نفسه لاستلام السلطة حاله حال اي طرف جدي ينشد امساك زمام امور السلطة بايديه.
كما يضيف ان "مجلس المؤسسان ليس منبوذا بذاته. انه ليس بديلنا. انه شيئا شبيها بالبرلمان. لقد كان هذا شعار البلاشفة ايضا الذي قبلوه نظرا لاوضاع المجتمع". اي ان التكتيك الذي يتبناه كورش هنا هو تكتيك قام به البلاشفة ايضا وليس تكتيك المناشفة مثلما يدعي سياوش. ولم يجلب هذا التكتيك للبلاشفة العار الذي يسعى سياوش لالحاقه زورا وكذبا بالحزب الحكمتي. بل يشار له دوما على انه نموذج حي على الدراية والحكمة التامة التي يتمتع بها لينين والبلاشفة. ان تنظيرات سياوش حول اقران ابحاث كورش بالمناشفة لهي في غاية الهزالة والابتذال. انها تهم اكثر منها بحث سياسي جدي. حتى ان بحث كورش حول التكتيك البلشفي وليس له ادنى ربط براسمالية ايران اليوم وشيوع العلاقات ماقبل الراسمالية في روسيا كما يدعي سياوش. ان محور النقاط التي طرحها كورش حول التدخل العملي للطبقة العاملة والجماهير الكادحة والمحرومة ممثلة بحزبها السياسي في الاوضاع. لقد سعى، وعلى خلاف اليسارية- الشعاراتية لفظاً والسلبية العملية لليسار التقليدي الموجود في الحزب المكتفية بالنقد الجيد والبحث الجيد والتحليل الجيد والمواقف الجيدة، الى استغلال اي منفذ يراه يقرب الحزب والطبقة العاملة من السلطة السياسية ليسلكه. ان محور استراتيجية اليسار هو التغني اللفظي بالثورة الموعودة. ان محور الاختلاف هو بين الممارسة الواعية والمتدخلة التي سعى لها كورش مدرسي ورفاقه وبين السياسة السلبية "انتظار الثورة"، "انتظار الفرج". ان محور تصور اليسار للتدخل بالاوضاع هو ان يكونوا معروفين عبر الدعاية والاعلام في الخارج وحين تهب رياح الثورة، سيحطون في مطار طهران وستجلبهم الجماهير للسلطة. ستختارهم الجماهير من بين القادمين. المسالة ليست هكذا اطلاقاً. ان هذا هو محور اختلاف منصور حكمت مع ممارسة الحزب الشيوعي العمالي نفسه. لقد كان منصور حكمت يدفع بالحزب شيئاً فشيئاً نحو الابتعاد عن هذا التصور اليساري التقليدي والهامشي للممارسة السياسية الشيوعية. بيد ان غياب منصور حكمت وفقدان خط الشيوعية العمالية للاعتبار والنفوذ السياسي والفكري لمنصور حكمت، اعطى الفرصة لهذا التصورات التي وجدت في حميد تقوائي معبرها السياسي ان ترى النور.
وللانصاف على المرء ان يذكر ان هذا الطرح هو "اضعف الايمان"، انه ليس الطرح المنشود. اذ قال في ختام ورقته "ان هذا الطرح لهو افضل من السكوت" "افضل من انعدام الجواب" و"ياليت كان للحزب طرح ما. اني شخصيا ارحب باي طرح يلائم ويناسب هذه الاوضاع"!!! لم يكن هذا هو الطرح المثالي، بل طرح تقتضيه الاوضاع في وضع ليس لدى الحزب اي كلمه حول سبيل الحل. ان الاجتهاد يظل افضل بكثير من السكوت!! ان الرفاق يفتقدون حتى الانصاف. انه امر مؤسف.
وخلاصة القول، ان اصل الخلاف لم يتعلق بهذه المسائل. لم تكن الافكار التي عرضها سوى افكار للمناقشة وقبل اكثر من عامين(!!) ولم يكن حميد مخالفا لها. وبعدها غدا كورش ليدر الحزب. في البلينوم 17 انتخب كورش ليدر الحزب ونشر حميد تقوائي رسالة تهنئة لكورش بمناسبة انتخابه كليدر الحزب في جريدة انترناسونال الاسبوعية وتمنى له الموفقية والنجاح في اعماله. في البلينوم 18 لم يرشح تقوائي نفسه امام كورش وذلك نظرا للدورة الناجحة والموفقة التي قام بها كورش بوصفه ليدر الحزب كما صرح بذلك تقوائي من على منبر الاجتماع الموسع المذكور! في المؤتمر الرابعن ديسمبر 2003، اثنى حميد على كورش ودوره كليدر الحزب الذي تخلى طوعا عن ترشيح نفسه لمنصب ليدر الحزب ودعم ترشيح حميد تقوائي حفاظا على وحدة الحزب الذي اشتد صراع اجنحته جراء هذه المسالة. في البلينوم 19، كما ان حميد تقوائي نفسه من جلب قرار ايده البلينوم ومفاده اقرار اللجنة المركزية في اجتماعها الموسع بالدور العظيم الذي قام به كورش بوصفه ليدر الحزب في اكثر مرحلة حساسة في تاريخ الحزب، غياب منصور حكمت. في البلينوم 20، صوتت اللجنة المركزية بالاجماع على قرار وقعه المكتب السياسي وليدر الحزب بقرار صادر في 21 اذار 2004 (!!)، اي قبل شهرين من اشتداد الخلاف، يستسخف فيها الحديث حول وجود يمين ويسار في الحزب!!! واقرت اللجنة المركزية بالاجماع (92 عضور واستشاري) هذا القرار. ان السؤال المطروح هنا: هل تذكر سياوش ومحفل حميد هذه المواضيع التي يوردوها بشكل غاية في التشوية والتنظيرات الساذجة؟! لقد مر عامان على ذلك، لماذا الان؟! ان امر ذلك معلوم. الازمة السياسية التي تخنق بالحزب جراء هيمنة وسيادة الممارسة السياسية والحزبية لليسار الهامشي وتصوره وممارسته وبرنامجه للتصدي للاوضاع في ايران. ان هذا اليسار عاجز عن يوفي متطلبات المرحلة. ليس هذا الجناح براضٍ عن التناول النقدي لخط الشيوعية العمالية لمسار الحزب بعد المؤتمر الرابع، النقد الذي دق ناقوس الخطر امام الحزب ودوره في التدخل في اوضاع ايران. هذا من جهة، ومن جهة اخرى سيادة اساليب العمل الحزبي غير الاجتماعي والمحفلي والتكتلي على ممارسة ليدر الحزب وجناحه وتنكره لكل التقاليد واليات العمل الحزبي للشيوعية العمالية وتقاليد منصور حكمت بهذا الصدد. ان انكار سياوش للخروقات التي قام بها حميد تقوائي لهو عمل في غاية الصلف. نظرا لطول المقال، سارد عليه في الحلقة المقبلة.
#فارس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين تكمن منجزات اكتوبر!
-
لا لتسليم صدام وقادة البعث الى حكومة غير شرعية! يجب تسليم صد
...
-
دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلام
...
-
مكانة منصور حكمت في الماركسية!
-
أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!
-
وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
-
يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
-
انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
-
بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
-
جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون
...
-
بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال
...
-
ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا
...
-
ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
-
اوضاع الاطفال في العراق الان!
-
يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة
...
-
منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة ص
...
-
الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال
...
-
تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية
-
نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطر
...
-
صراع جبهتان! حول تظاهرة اتحاد العاطلين في الناصرية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|