أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - أجندة الأحزاب الدينسياسية














المزيد.....

أجندة الأحزاب الدينسياسية


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 18:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يبتعد نظر الكثير من أعضاء حكومة العراق وكذلك أتباعهم في مجالس محافظات الوسط والجنوب ابعد من أرنبة أنوفهم، حين النظر لمشاكل البنى التحتية المتضررة في أماكن مسؤولياتهم. بل تراهم يفضلون الأخذ بالحلول المبتورة والكسيحة، ليكونوا وفي الأعم المسبب في جلب ما يزعج ويؤذي المواطن ويضعه في تخبط وخيبات وأمراض نفسية وجسدية. فجميع هؤلاء يتصرفون وفق حساباتهم القاصرة وأعراف ومناهج تعلموها ورسخت في أذهانهم والتي بدورها تحدد لهم أطر العلاقة مع الوطن والمواطن ومؤسسات الدولة. فنموذج الفوضى ونقص الخدمات وتفشي الجهل، في حساباتهم هو المفضل، كونه يوفر الفرصة لإدامة المشاريع الدينسياسية للسيطرة على الناس وقيادتهم وفق مناهج ومفاهيم مبسترة لطبيعة الحياة ومساراتها، لذا فهم يعتقدون، بل البعض منهم يجزم بأن نقص الخدمات مع تفشي الضلالات والجهل وحدهما ما يجعل الناس تتمسك بالدين والعقائد وإن المدنية والعمران والخدمات الجيدة سوف تجعل الناس تبتعد عن الدين وتغرق في لهو عابث وبضائع مفسدة. ولا يختلف من يقود السلطة باسم الدين عن بعضهم في هذا التفكير والسلوك شيعة كانوا أم سنة حتى وإن تنافروا في العقائد والأعراف. فموقف أهل الدينسياسة من الرياضة والفن بمختلف أنواعه والثقافة والعلوم بتعدد انماطهما، معروف وليس بخاف على أحدا. ولن نعجز عن اكتشاف تلك الطبائع والتوجهات غير السوية لو دققنا في السبع سنوات العجاف التي سيطر فيها هؤلاء على الشارع السياسي والسلطة في وسط وجنوب العراق. فهم ساعون لإبقاء حالة الخدمات على شحتها وسوئها مع جهد مبذول لتعميم ثقافة التجهيل والشعوذة، ومهمتهم تصب في أبقاء الوعي مغيبا والعمل على استلاب هوية الناس الوطنية وتحويلها إلى هوية موحدة مسيطر عليها وخاضعة ومشدودة لتيار يلهث وراء فكر السلف، يمجد رأي واحد ومنهج واحد، مغلق وكاره للحوار وكل ما يمنح الناس المعرفة، لا بل يخلق الأزمات ليبعد الناس عن التطور الإنساني الحضاري والحداثة. وتلك الأيدلوجيات السلفية بمختلف مذاهبها وفرقها وتفرعاتها تضع في مقدمة حساباتها إبعاد المثقف التنويري عن المشاركة في العملية السياسية والثقافية عبر تحجيمه وغلق المنافذ عليه أو تغييبه.
وتترافق هذه الأفعال بفكر منهجي ينهل من تقاليد وسلوك أهل القرى والأرياف وأعراف البداوة والعشائرية. ويعزز هذه الظاهرة وجود غالبية منحت سلطات واسعة، قدمت من أرياف العراق وقراه وفقعت فجأة مثل الفطر متسلقة السلطة وإدارة مؤسسات الدولة من خلال انتمائها لتلك الأحزاب الدينسياسية.

وكطبيعة راسخة لمفهوم التقية بنموذجيها الديني والسياسي وحرصا من السلفيين بتعدد أقنعتهم على أبعاد حقيقة تهمة التخلف والظلاميه الملتصقة بهم والتمويه على وقائعها وحقائقها، تجدهم يبحثون عن مقاربات يحاولون فيها التغطية على سلوكهم المعوج والغريب. فيعلنون بين الحين والأخر عن مشاريع ثقافية وفنية ورياضية ترصد لها مبالغ ضخمة، بعد ذلك تتحول تلك المشاريع إلى مهازل ثقافية وفنية تروج فيها قيم التخلف والركاكة والنفاق الديني والسياسي، لا بل تكون تلك المشاريع أبواب مشرعة لسرقة المال العام والضحك على الذقون.
وإن تفحصنا المهرجانات المتكررة التي تقام في العراق من قبل روابط ومؤسسات السلطة وكذلك الأحزاب الدينسياسية، وخاصة ما تسمى بالفعاليات الثقافية والفنية منها، لرئينا العجب العجاب مما يجري خلف الكواليس، والجهد الجاد والقسري لاحتواء تلك الفعاليات ثم تجيرها لصالح فكر بعينه ليروج فيها لثقافة القرى والأرياف والبكائيات والعويل واللطم على الصدور أو الدرباشة والدروشة والثوب القصير والتكايا التي تستلهم فكر الضلالات وخداع الناس وتحفزهم لكره الأخر المخالف للمذهب والرأي.
ومن خلال عمليات تمويهية يقدم قادة الأحزاب الدينسياسية رؤيتهم لعراق ديمقراطي ودولة تسيرها سلطة القانون وحين يستمع المرء لهذرهم هذا يعجب بما يبزون به أقرانهم في الدول الديمقراطية الكبرى، ولكن التدقيق في حقيقة السلوك اليومي وما يخطط له وراء الكواليس يشي بمقدار الخداع والنفاق السياسي الذي يغلف أقوالهم وأفعالهم ونواياهم، ويؤكد رؤيتهم الكسيحة للديمقراطية باعتبارها وسيلة للوصول إلى مرحلة التحكم برقاب الناس. فهؤلاء القادة هم المحرك الأساسي لرعاعهم في مؤسسات الدولة وأيضا أنصارهم في الشارع العراقي وهم من يعمل على إرهاب الناس بتشكيل المليشيات، لتطبيق نهجهم ومشاريعهم المستقبلية بالإكراه والقسوة ودفع العراق نحو جمهورية ظلامية تحتقر الحريات المدنية وتسلب الناس حقوقهم. وهؤلاء القادة في دعوتهم لدولة القانون وغيرها من التعابير المخادعة والمراوغة يسعون التمهيد لمشروع دولتهم القامعة للحريات المدنية، ويمهدون لفرض قانونهم الخاص ومشروعهم الساعي للسيطرة على مقدرات البشر من خلال مؤسسات حكومية تفرض فيها أحكام وشرائع تستنسخ طبيعة السلطة الشمولية حيث لا حريات ولا قانون دون أن يأتي متساوقا مع فكر السلطة ومشاريعها، ليعاد اليوم بواسطة تلك الأحزاب ومؤسساتها السلطوية صياغة العبارات وسن القوانين والمناهج والتشريعات في عملية متواليات رغم بطئها فهي دقيقة وواعية ومحكمة، لتكون طبيعة الدولة العراقية في نهاية المطاف تحت سلطة قوى الظلام ويبعث وجه البعث القذر بسحنة جديدة قديمة خانقة واقصائية.
وفي أخر فعل لهؤلاء من أجل دفع العراق ليكون جمهورية طلبانية. ودون أدنى شعور بالخجل والعار، يعلنون صراحة انتمائهم لعهد الطاغية صدام، حين يصرح بعضهم بأن عملية التضييق والمنع لبعض الحريات المدنية جاء وفق قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل المرقم 82 الصادر عام 1994 وهو جزء مما عرف في حينه باسم الحملة الإيمانية. لذا فأن القاعدة موجودة وراسخة ولا تحتاج للتوريات والمطلوب من الشعب العراقي التكيف للسير نحو بناء الدولة الجديدة لحزب البعث وحسب قرارات الأب الروحي صدام ورؤيته في حملته الإيمانية الزائفة.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجائب وغرائب ساسة العراق
- رحيم الغالبي وجسوره الطينية الملونة
- في انتظار جوده
- السيد جوليان آسانج يشرب نقيع وثائقه
- الارتزاق وأجندة دول الإقليم
- من يربح البرلمان
- جيش محمد العاكَول في البغدادية
- النوارس تشدوا للفرح والسلام
- انتخابات الخارج دعوة مفتوحة للسرقات
- طريقان لا ثالث لهما
- انتخابات عجفاء وخيار كسيح
- صباح بهي نسائمه شيوعية
- الفن والثقافة ميوعة وبدعة
- الإقصاء والتهميش ليس خيارا ديمقراطيا
- نبوءة أصحاب الجباه المكوية بالبيذنجان
- الجميع يمتطي ماطور سكلات السيد محمد العسكري
- طوق النجاة للمجلس الإسلامي الشيعي
- تساؤلات حول إجابة السيد رئيس الوزراء
- السلب والقتل والكذب وفق الشريعة
- استغفال جارح للسيد المالكي


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - أجندة الأحزاب الدينسياسية