أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد قانصو - عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..














المزيد.....


عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قيمة الثورة وآية عظمتها تكمن في منظومة الأهداف التي ترسمها وتسعى إلى تحقيقها, وفي المسار الذي تسلكه في حركتها بحيث يعكس حضاريتها وسلامة فكرها ومنهجها وممارستها.
وهكذا عندما ندرس تاريخ الثورات التي حفل بها التاريخ ونتأمّل في حيثياتها ونهاياتها, وما استطاعت تحقيقه من مبتغيات أو أحدثته من تغييرات, فإنّنا نخلص إلى إصدار الأحكام وإبداء المواقف المؤيّدة أو المعترضة انطلاقاً من الواقعية والتجرّد الموضوعيّ المحايد لكلّ غرائزيّة عمياء أو انقياديّة بكماء.
عندما نلتقي بثورة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) لنحاكم هذه الثورة أو الانتفاضة أو ما شئت فعبّر من التسميات والتوصيفات والتي تختلف في الشكل وتلتقي في المضمون, فإنّ الإنصاف يقودنا إلى حقيقة لا مجال لإنكارها أو تمويهها, وإلى خلاصة مفادها أنَّ هذه الثورة هي إنسانية بكلِّ دقائقها وتفاصيلها ومجرياتها, وأنّها كانت صرخة عدالة في وجه الظلم, وانتصاراً للحقّ في مواجهة الباطل, وهي في وضوحها وعظمة تضحياتها ومأساوية أحداثها ترتفع لتتحوّل إلى منارة وقبلة لكلّ الثوار, ومرجعاَ مهمّاً لكلّ الحركات التحرّرية التي تنشد العدل وتناهض القهر.
أمام هذه التوصيف تتحدّد طبيعة الموقف, وتتحدّد أشكال التعبير عن الانتماء والتبنيّ لهذه النهضة العظيمة بما يحفظها ويحسن إليها, وبما يبتعد بها عن كلّ ما يشوبها ويسيء إليها من مواقف وممارسات .
إنّ الوفاء لهذه الثورة الخالدة يتجسّد في حمايتها من كلّ الحشو والإسقاط والتجيير, وبعدم تحويلها إلى بوق من أبواق التحريض الفئويّ والمذهبيّ, وعدم الاستعانة بها لاستعداء الآخر المختلف في الرأي الموافق في الهويّة ..
الوفاء لعاشوراء وقائدها يكون بتحويلها إلى مدرسة للعقلنة والإبداع, و بتشذيبها من العادات والتقاليد الملصقة بها, التي تسجنها في دائرة الجمود والمأساوية ولا تنطلق بها إلى أفق الفعل والتغيير والبناء .
ولعلّه من الواجب الاعتراف بأنّ هناك خطأ يرتكب ولا بدّ من تداركه ومعالجته, وهو يكمن في محاولة البعض اختصار الحسين (ع) وثورته في شخصه أو عنوانه أو منطقته متناسياً أنّ العظماء والقادة هم ملك البشرية جمعاء, وأنّ تجاربهم وإنجازاتهم لا تخضع لموازين الإرث والحصرية, ولا يصح تحجيرها تحت أيّ إدعاء أو مبرّر من المبرّرات .
إننا نحتاج للتاريخ الذي عندما نستعيده ونستحضره نغتني به ونستعينه على معالجة أدوائنا, ونتعلّم من دروسه وعبره ونستفيد من تجاربه بما ينفعنا ويعزّز من قوتنا ومنعتنا, أما أن يكون استحضار التاريخ لتأجيج خلافاتنا وتعميق هواتنا ومضاعفة منسوب الجهل المتراكم في بيئتنا فهذا ما لا نريده ولا نتمناه لأنّه لا يزيدنا إلا ضعفاً ووهناً وانهزاما .

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة في منطلقاتها وعلاجاتها ..
- رادار للمسير .. وأيضاً للضمير !..
- كي لا نكون شهود زور !..
- الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..
- الوحل !..
- للقلوب مفاتيحها ..
- يوم ذُبحت هديل ..
- الباب الأخير ..
- هوية محمود ..
- يوميات جميل ..
- قِفَا نبني .. ولا نبكي !..
- حكومة أمونة
- سكينة ..
- أيها الحزن الصديق!..
- المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر
- أحلام ..
- لا طبقية في الإسلام
- كُسفت شمس الفكر .. يا سيدي الإنسان !!.
- العدل أساس الحكم !..
- الموسيقى في قراءة علمية إسلامية


المزيد.....




- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- مصدر في الفاتيكان يوضح آخر تطورات الحالة الصحية للبابا فرانس ...
- السعودية.. إنقاذ حياة 20 شخصا بعد تعرضهم لتوقف القلب قرب الم ...
- الشرع: قتل أفراد من الطائفة العلوية يهدد الوحدة السورية
- تردد قناة طيور الجنة toyour jana على الاقمار الصناعية 
- 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مؤتمر الأساقفة قلق من صعود -البديل- في الانتخابات الألمانية ...
- لوموند: هل تستهدف فرنسا المدارس الإسلامية الخاصة؟
- اعتنق الإسلام وتزوج جزائرية.. قصة ريبيري قاهر التنمر وصانع ا ...
- “من هنا” رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 وأهم الشر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد قانصو - عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..