|
شيوخنا (الطيبون) والمرأة الغربية (المضطهدة) ..
ياسمين يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 22:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا الهي كم شيوخنا طيبون فهم حنونون جدا على المرأة ومن فرط حبهم لها وحنانهم عليها الذي غمروا به المرأة المسلمة فاض هذا الحب والحنان وزاد عن اللازم وبما أنهم محبين لفعل الخير والأحسان قاموا أيضا بغمر المرأة الغربية بالفائض من حبهم وحنانهم للمرأة المسلمة ، فالمرأة الغربية بأمس الحاجة لهم ، تعلمون لماذا ؟ لأنها مضطهدة نعم مضطهدة لماذا تضحكون؟ هل أنتم أعلم من شيوخنا (الأفاضل) ! لو قال لي أحدهم نكتة مفادها (أن المرأة الغربية مضطهدة) ، لما كنت ضحكت كما فعلت عندما سمعتها من أحد الشيوخ الحنونون على المرأة الغربية، لأنني عندما أسمع هذه الجملة كنكتة فمن الطبيعي أنني لا أضحك لأن من طبيعة النكات قلب وعكس الحقائق والأوضاع، أما عندما أسمعها كحقيقة وواقع فهذا يحتاج مني على الأقل أسبوع كامل كي أفيق من ضحكاتي (خاصة أنا أحب الضحك) . بصراحة أنا شفت وعرفت كذابين كثير بس كذاب مثل شيخنا (الفاضل) هذا يكذب عيني عينك هكذا وعلى الهوى مباشرة لسه ماشفت . ( تعيشوا وتشوفوا ). منذ زمن كنت دائما أسمع من شيوخنا بأن المرأة الغربية تستخدم كسلعة لترويج البضائع وعارضة أزياء وفتاة فيديو كليب وما إلى ذالك ، وكنت أجاوب نفسي حينها نيابة عنهم وأقول: ولكن يوجد أيضا رجال عارضين أزياء ومروجي أعلانات وشباب فيديو كليب وحتى راقصين فلماذا لاتقولوا عنهم نفس الكلام ؟ لماذا عندما تقوم المرأة بهذه الأعمال تصبح سلعة في نظركم وأن هناك أشخاص يستخدمونها بتلك الاعمال ، بينما عندما يقوم بها الرجل تتجاهلوا الموضوع تماما ! فلا يقولون عنه سلعة ولا أنه مستخدم من قبل الغير .
حديث شيوخنا (جزاهم الله خيرا) مثل أن المرأة الغربية سلعة ودمية وغيره لو كان قبل عشر سنوات أو أكثر سيكون قبوله من قبل الناس أمرا مفهوما بسبب الأنغلاق وعدم توفر وسائل المعرفة بهذه الوفرة المتوفرة حاليا ، لذالك من السهل على أي شيخ أن يقول مايقول من الكلام الذي يحبه ويتمناه بكل جرأة وبدون خوف أو وجل فهو مصدر المعلومة والحقيقة بالنسبة لجماهيره من الناس البسطاء، أما أن يطلع علينا في عصرنا الحالي المنفتح على كل العالم والذي بفضله توسع أدراك الأنسان للأمور والحقائق ، شيخ شرشوح في أحدى القنوات الدينية ، ويقول لنا: أن المرأة الغربية مضطهدة ومسلوبة الحقوق. ويجد من يصدقه ويأيده فهذا ما لا يخطر على عقل بشر. إلى هذه الدرجة أستخفوا بعقول الناس والى هذا الحد يوجد بشر أغبياء تصدق هذه الخزعبلات! لو صدق هذا الكلام شخص ستيني أو ثمانيني لكان الأمر مفهوما ومنطقيا أما أن يصدقه شخص في العشرين أو الثلاثين فهذا هو الدليل الساطع على تخلفنا وأنحطاطنا بين جميع الأمم.
كيف تصدق شابة أو شاب منفتحين على العالم أن المرأة الغربية مضطهدة ومسلوبة الحقوق وهم لم يروا أو يسمعوا بحياتهم عن امرأة غربية تعاني من رجل ظلمها، أو قاضي حرمها من حقها، أو أب يأخذ راتبها،أو زوج معلقها لا يمنحها الطلاق، أو أخ يتحكم بها أو شيخ ذكوري يمنعها من قيادة سيارتها ومن العمل في المكان الذي ترغب به، بينما كل هذه المعاناة وغيرها كثير تعاني منها نساء بلد هذا الشيخ (الحنون). الغرب لا يفرق في الاعمال بين امرأة ورجل وفي نفس الوقت لايجبر امرأة على عمل لاتطيقه أو لا تحبه، لو يعرف هذا الشيخ كم تتقاضى عارضة الأزياء على هذا العمل الذي تحلم به وتعمل المستحيل من أجل أن تحصل عليه بأرادتها، لترك شيخنا هذا صاحب نظرية الأضطهاد عمله وأشتغل عارض أزياء. ولكن للأسف أزياءه بالية وأثرية جدا لذالك فهو لاينفع أبدا لهذه المهنة الأنيقة . مايجعل هولاء الشيوخ مستمرين في هذيانهم وخرافاتهم في هذا العصر الذي لا تمر فيه الأكاذيب مرور الكرام فما بالكم بمرور كذب من النوع الخرافي ، مايجعلهم مستمرين هو وجود ناس تسمعهم وتصدقهم وتكذب العالم والحقائق.
هولاء الناس يصدقونهم هكذا بدون وعي أو القاء نظرة على وضع هذه المرأة (المضطهدة) وكيف هي حياتها وهل لو رفضت هذه الحياة المذلة وفضلت أن تكون أحدى زوجات ذالك الشيخ فهل ستجد من يمنعها ياترى ؟
لو أرادت المرأة الغربية أن ترفض حياتها في بلادها وتذهب لتعيش في قندهار وترتدي الخيمة الزرقاء فلن تجد من يمنعها وأيضا لو أرادت أن ترتدي البكيني وتعيش ماتبقى من حياتها متمدده على البحر فلن تجد من يمنعها أيضا ولو أرادت أن تكون دكتورة أو محامية ستكون. أنها الحرية التي لن يفهموها ، الحرية التي تجعل الأنسان هو ذاته وليس أنسان مسير من قبل الغير يسير عكس رغبته وأرادته . الأنسان الحر امرأة / رجل لايكون مضطهدا اذا كان حرا في حياته وخياراته والعكس هو الصحيح . المرأة المضطهدة هي من تجبر على فعل لاتريده أو تسلب حق لايمكنها المطالبة به وهذا مالا نراه في حقيقة وواقع المرأة الغربية ولكنه معشعش في روؤس شيوخنا فقط.
يقول هذا الشيخ بكل تأثر وعاطفة جياشة ورحمة واسعة وحنان الأم على ولدها (وبعد شوي يبكي) : المرأة الغربية (مضطهدة ومسلوبة الحقوق) إيش رأيكم في هالنكتة الوهابية؟ وسلامتكم
#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فتاوى شيوخنا : خادمة آه , كاشيره لا .
-
رد على رد السيدة فاتن واصل ..
-
الرجل الغربي والرجل العربي ..!!
-
ديكارت العربي ..
-
خدعوه بقولهم عظيم والذكور يغرهم التكريم .
-
شيوخ العقل .
-
أحذروا يا كتاب .. من منتحلي الشخصيات
-
حبيبي الحوار المتمدن : سأفتح لك قلبي كما فتحت لي قلبك ..
-
هل فعلا تحرر الرجل العربي الليبرالي !!..
-
حرب بين امرأة ورجل ، من يكون فيها المنتصر؟
-
أصناف المنقبات ..
-
لن أكرهك ..
-
أستاذي العزيز د.طارق حجي : أرجوك لا تفهمنا غلط ..
-
النقاب من عادة الى عبادة !!
-
إجابات على اسئلة القراء الكرام ..
-
يا منقبات فرنسا : رجال فرنسا ليسوا عرب الصحراء ..
-
أسباب تمادي رجال الدين في الأستخفاف بعقول الناس ..!!
-
لتعدد الزوجات حسنات يا لخسارة الغربيين والغربيات ..!
-
وأنقلب السحر على الساحر.. !!
-
انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة
المزيد.....
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|