|
الصالونات الثقافية والمعرفية ودورها في أغناء الحياة العامة ....... صالون رواق المعرفة أنموذجا
فراس غضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 19:30
المحور:
الادب والفن
نشطت في الآونة الأخيرة صالونات أو ديوانيات للثقافة والأدب والحوار المتمدن وقد قرنت أسماءها بشخصيات معروفة في الأوساط العراقية وهي تثير تساؤلات كثيرة أبرزها هل هي منتديات للترفيه أم للتغيير وهل لها القدرة إن تلعب دورا فعالا في الحياة العراقية .
قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد إن نتذكر جذور هذه الظاهرة القديمة بقدر قدم العراق فذكرت لنا كتب التاريخ انعقاد مثل هذه المجالس عبر الحضارات القديمة مرورا في عصر الجاهلية والعصور الإسلامية المختلفة وشهدت بغداد بالأمس القريب العديد من هذه الصالونات الثقافية والفنية التي أغنت الحياة السياسية في الرؤى والأفكار ومزجت ما بين كل الاختصاصات في محاولة لوضع أسس بناء دولة عراقية عصرية ونشطت هذه المنتديات في الحقبة الملكية في العراق .
وبعد ثورة 1958 قوضت هذه الصالونات بسبب الانقلابات العسكرية التي عمت البلاد وتناحر الأحزاب وهيمنتها على العملية السياسية ثم جاءت الكارثة الكبرى التي ألغت جميع هذه الفعاليات في عام 1968 وأبقت فقط على هياكل جامدة لحزب البعث وأوجدت له واجهات مهنية وثقافية مؤدلجه وحتى بعض الصالونات المحدودة التي ظهرت نهاية القرن الماضي كانت أدبية محضة ولم تستطع إن تتجاوز حدود الزمان والمكان لأنها كانت تؤمن إن للحيطان أذان .
وبعد سقوط النظام عام 2003 شهدنا هجمة للهيمنة على مقدرات العراق تتزعمها مجموعة شخصيات مؤتلفة في أربع أو خمس تيارات معروفة وحاولت التعاون مع الأمريكان إن تتعجل في إصدار دستور من ثم تشكل مجلس حكم ومن ثم حكومة وبرلمان وبين هذا وذاك لم نسمع صوتا لمفكر ينطق باسمه أو يتداول مع الآخرين في شؤون الوطن في مجلس أو صالون ويبدوا إن الأزمات المتلاحقة التي انهالت على البلاد والشعور بفشل التجربة الديمقراطية بعد سبع سنوات من الشروع هو السبب في اختيار المفكرين العزلة وعدم التحرك مع الآخرين .
ونتيجة لتعاظم الشعور بالأمل والدعوة إلى الإصلاح في ظل هذه الأجواء انتعشت بعض المجالس واستقطبت نخب مثقفة من كل الأجيال في محاولة لاستذكار ما حصل وتدارس ممكنات إنقاذ العراق ولعل من أهم هذه المجالس منتدى كاشف الغطاء حيث استضافت العديد من الشخصيات المهتمة بالشأن الثقافي ، ومنتدى رواق المعرفة الذي استضاف الكثير من المثقفين والأكاديميين والمبدعين كل جمعة ، ومنتدى المدى الثقافي الذي يستضيف كل يوم جمعة في منتداه الكائن في شارع المتنبي العديد من الشخصيات ، ومنتدى جاسم الربيعي الذي يستضيف النخبة من الشعراء والأدباء والشخصيات البغدادية المعروفة ، ومنتدى صفية السهيل الذي يستضيف النخبة من المفكرين والفنانين والرواد من الفنانيين والوزراء ومنتدى الإسلام المعاصر للباحث أحمد القنبنجي والذي يتبنى مشروع الإسلام الحداثوي . بالأضافه الى الكثير من المنتديات الذي سنذكرها بمقالات لاحقة وبالتفصيل عن فعالياتها وحضورها .
واليوم نتناول فعاليات منتدى رواق المعرفة الذي يقام مساء كل يوم جمعة في مضيف السيد أياد جمال الدين في منطقة الجادرية / الناظمية والذي يشرف عليه الصحفي و الإعلامي ناصر الياسري وان من أهداف هذا الصالون الثقافي والمعرفي هو كسر حالة الجمود الثقافي الذي ساد الحياة العامة نتيجة الجمود السياسي الذي ساد مؤخرا وجعلها تعيش في ركود تام حيث أصاب مقتلا الحياة الثقافية والفكرية في العراق واعتقد إن انطلاق صالون رواق المعرفة في هذا الوقت قد ساهم بتحريك هذا الجمود الثقافي و النخبوي في جديده إطلالة مشرقة ساهم في بناء ثقافة الحوار السلمي و احترام الرأي والرأي الآخر والحقيقة وجدت من خلال حضوري بعض هذه الأماسي هو ذلك المستوى الرائع في التنظيم والنقاش والذي يسوده احترام الرأي والرأي الآخر وتقبل كل أنواع النقد البناء الهادئ وكذلك مستوى الحضور المتعدد المشارب والاتجاهات والثقافات .
وقد بادر المشرفون على صالون رواق المعرفة على دعوة الشخصيات السياسية والدينية والأكاديمية والفنية ونخبة من المثقفين العراقيين الذين اغنوا رواد المنتدى بفيض من الرؤى والأفكار وكان ابرز المحاضرين والذين استقبلهم صالون رواق المعرفة خلال الشهرين الماضيين هم:
( الباحث احمد القنبنجي / هل نحن بحاجة إلى دين ) (الدكتور شفيق المهدي / السينما والمسرح بعد 2003 ) ( الأستاذ طارق حرب / شخصيات عراقيه .... حسقيل ساسون أنموذجا ) (الدكتور حيدر الدهوي / النزوع نحو الكمال ) ( الشاعر موفق محمد / قراءات شعرية ) (الدكتور نبيل الحمداني / الحكومة الالكترونية ) (الدكتور سالم الالوسي / نهب آثار العراق بعد 2003 ) (الدكتور عبدالكريم السوداني / واقع الإعلام العراقي بعد 2003 ) (الدكتور فاضل خليل / تداعيات المسرح العراقي بعد 2003 ) (الأستاذ رعد حمودي / هموم الرياضة بعد عام 2003 ) ) (ندوة استذكارية للشاعر مصطفى جمال الدين ) (ندوة تراثيه وشعرية بمناسبة تأسيس مدينة بغداد ) (الدكتور عبدالزهره آل ماجد / التربية والتعليم الواقع والطموح ) ولا زال الصالون يواصل منجزة الثقافي والمعرفي بهمه ونشاط وخاصة وان الرواق قد ابرم مؤخرا اتفاقيات ثقافيه مع صالونات ومنتديات في كل من المملكة المتحدة وأمريكا يزور خلالها رواد الصالون تلك الدول للإطلاع على التجارب الثقافية والفنية والمعرفية في تلك البلدان
المهم في هذه الصالونات أنها أثارت شجون وهموم الحاضرين وبينهم عراقيون جاءوا من الخارج فقد اعترف الجميع من أقصى اليمين الإسلامي إلى أقصى اليسار بان البلاد مازالت تعيش في فوضى لأنها بلا تخطيط وبدون تنمية بشرية بل إنها تشهد اكبر عملية في التاريخ بتنمية الجهل والتخلف . وآمنوا أن تلك الصالونات ت والمنتديات يمكنها ان تلعب دورا مهما في إعادة الذائقة الثقافية والمعرفية للمثقف العراق حيث كانت في الستينات ومنتصف السبعينات من القرن الماضي حيث نشطت الحياة الثقافية والفنية . ختاما نتمنى المزيد من تلك الصالونات والمنتديات بشرط ان تضع خلف ظهرها السياسة وما جرته على البلاد والعباد من ويلات وويلات !!
[email protected]
#فراس_غضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبوط ابو خديجة
-
دروع الدجل تخترق اسوار التعليم العالي
-
الصحافة والاعلام وميثاق الشرف المهني
-
البرلمانيين العراقيين من حي التنك الى المنطقة الخضراء
-
منظمات المجتمع المدني بين الشبحية والواقعية
-
بعد خيانة بغداد هل يفعلها المالكي ويعزل العيساوي
-
عصر المكرمات والاستثناءات ..!
-
زعاطيط البرلمان
-
فضائح مكاتب اعلام الوزارات
-
المخفي والمستور في الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية
-
الهروب الى المواقع الالكترونية
-
ساسة العراق من الفيل الى الحمار ..!
-
اوباما الاسود : الضوء في اخر النفق
-
الاثمون في التعليم العالي يعالجون الخطأ بالخطيئة
-
العجيلي يدق المسمار الاخير في نعش التعليم العالي
-
بين صلاة عزة الدوري وفضيحة المطر
-
في الاتفاقية الامريكية حضر المزايدون وغاب الشعب
-
امبراطورية برزان ستان
-
افكار بلا اسوار في قناة الديار
-
الصحافة ديمقراطية وليست بيروقراطية
المزيد.....
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|