عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 19:30
المحور:
الادب والفن
نوح على النخل
عبد الفتاح المطلبي
إلى كل مغترب وغريب في الشتات ...إلى أخي فيصل
نوحٌ على النخلِ شجوٌ فيه ذكّرنــي
بالساكنين طوال العمر في خَلــَدي
ورقاء أعذب ما ناحت فطار لهــا
قلبي فما كان لي إمـساكـه بيـدي
وكان من نوحِها أنّ الدموع جـرت
فبان للناس أنْ قد خانني جَلـَـدي
وصرت أهرب مما يستثيرُ جـوىً
إلى مكان يجِبُّ النوحَ لم أجــــدِ
فيمَ الأنينُ؟ وهل إلفٌ سلاكِ إلــى
أخرى أم النوحُ من آلام ما تجــدي؟
ردت عليّ كأني قد نكأت ُ لهـــا
جرحا من الروح لا من سائرالجـدِ
فأسبلت مقلتي أخرى محــــرّقةً
وقلت ياعين قبلا كيفَ لم تُجِــدي
يانائحاتٍ بأعلى النخلِ إن لنـــا
أهلاً ببغدادَ وا شوقاه يا بلـــدي
أهلٌ نسونا وهم في بالنا أبـــدا
أحارُ حين يعاتبني بهم ولـــدي
هل تعلمون بأن القلب جفّ وقـــد
ينهار وجداً و ما لي فيه من مـَـددِ
إن الفراقَ إذا عاثت مخالبــــهُ
في الروح خلّفها شلواً على وتــدِ
كأنها حين يغزو الروحَ هاجســَه
مثل الطريدةِ لا تقوى على أسَــدِ
وا حرّ قلبي الذي يشوى بناركـم
كلَّ انتظارا وصبرا واكتوى كبـدي
من لوعة و هوان بتُّ أعرفــــه
إذ ْ حلّ عقمٌ بأ يامي فلم تـــــلدِ
شطت بنا غربة لم نألُ ندفعـــها
يوما و توغل إبعادا بمبتعــــدِ
مالي أصدقُ فيما يدّعي زمنـــي
رغم النوايا ورغم ا لليل و الفنَــدِ
يا أخت آدم و الأيام ُ مائجـــها
لا يستقرّ على ما فيه من زبـــدِ
إني أراك ولا لوم عليك جـــوىً
يؤودُ سعفَك من نوح ومن ضهَــدِ
لا النوح كفّ ولا هجرالحبيب غدى
وصلاً ولاالبُسرُ تمراً صارمن حَرَدِ
ما أعجب المرء أيدي الجهل تخنقه
ويدّعي أن ذاك الجهل محض دَدِ
يا أخت آدمَ أغرابٌ هناكَ همــوا
من لو ذكرناهموا بتنا على كَمَــدِ
ماحيلتي وحديد القيد آلمنـــــي
و ثقل توقي و أشواقي على كتدي
قيد يكبل أطرافي و يأسرنــــي
قيد مفاصله من محــــكم الزرد
ولو أُبيح َلقيدي أن يفارقنــــي
ولم أرَ النسرَ حواماً على جســدي
طيراً أطيرُ إليهم و الجناحُ دمـي
والقلب يحضنهم قبل احتضان يدي
قد كان ما كان لا لومٌ ولا أســفٌ
فإن رضيت بعذلي في الهوى فزدي
شوقي إليهم كسفّودٍ بخاصرتــي
يبقى و إن آلم الأحشاء للأبـــدِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟