أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ














المزيد.....

الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 14:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعبر الشخصية المضطربة عن ذاتها بسلوكيات وممارسات لا إرادية تكشف خلالها بوضوح عما يكمن داخلها من نوازع شريرة مضادة للمجتمع وتجاهد إخفاء ذاتها المضطربة والقلقة لتوحي أنها شخصية سوية. وكلما زاد اضطراب الشخصية زاد قلقها وضعفت أجهزة تحكمها الذاتية فتمارس على نحو لا إرادي سلوكاً متعارضاً مع السلوك العام للمجتمع، لتكشف عن شخصيتها الحقيقية.
وعند نقد سلوكها الشاذ تتصرف بعدوانية شديدة ضد الآخرين لإحساسها في اللاوعي أنها أصبحت مكشوفة وغير قادرة على اخفاء شخصيتها المضطربة. لذلك تلجأ إلى التعامل مع الآخرين بعدوانية شديدة، أو تلجأ إلى العزلة عن محيطها الاجتماعي لحجب شخصيتها المضطربة. إن طغيان القلق والاضطراب يفقد الذات التحكم بسلوكها مع الآخرين على نحو سليم وأحساسها بحالة الرصد المباشر لسلوكياتها الشاذة عن السلوك العام يجعلها تتصرف بعدوانية شديدة.
يحدد (( محمد ربيع وآخرون )) أعراض السلوك الشاذ للشخصية المضطربة في المحاور التالية :
1 – " الشعور بالآلم : يشعر الفرد بعدم الارتياح داخله والنفور وعدم السعادة والصداع الدائم، وسلوكه العام مخالف لحالته الشعورية فقد يبدو هادئاً على نحو ظاهري لكنه يشعر بالضيق والقلق داخله.
2 – السلوك غير المعقول والمتوقع : فاقداً للعقل ومنصاعاً إلى حالته الانفعالية لا العقلية، وكلامه يكون غير متناسق لعدم معقوليته وتوافقه مع العمليات الفكرية الآنية الخاضعة للقواعد المنطقية خاصة إنه يعاني ضعفاً بامكاناته المتواضعة في النشاط الاجتماعي والسياسي لكنه يدعي زيفاً نشاطاً اجتماعياً وسياسياً واحتلاله لمواقع في السلطة والمجتمع.
3 – تلقي علاج طبي – نفسي : يتلقى المريض العلاج عند طبيب نفسي طوعاً أو إكراهاً.
4 – المقارنة الذاتية : يقارن المريض على نحو دائم بين قدراته وامكاناته مع الآخرين ".
في حالات الضعف الشديد للشخصية تقر بسلوكها الشاذ خاصة حين تمنح الثقة إلى صديق قريب أو طبيب نفسي وتأخذ بنصائحه لتجنب سلوكها الشاذ وتعترف بمرضها وتصبح مستعدة الاستجابة للعلاج النفسي.
يعتمد الطب النفسي عدداً من المعايير التشخيصية لتحديد السلوكيات الشاذة للشخصية المضطربة لتعين مسارات علاجها على نحو دقيق، فكلما كان التشخيص صحيحاً أمكن علاجها على نحو أسرع شريطة استجابة المريض ذاته للعلاج الطبي والنفسي لانتزاع مسببات الاضطراب الذي يخل بسلوكه العام.
يلخص (( محمد ربيع وآخرون )) معايير التشخيص العلمي للسلوك الشاذ في المحاور التالية :
1 – " المعيار المثالي : مدى اقتراب المريض أو ابتعاده عن الكمال، فالشخص السوي يعدّ كاملاً في كل شيء ومن النادر وجود شخصية كاملة لذلك يعدّ المعيار المثالي معياراً غير واقعي.
2 – المعيار الاحصائي : يمثل درجة انتشار ظهور الحالات المرضية أو تكرارها في مجموعات سكانية متنوعة.
3 – المعيار الاجتماعي : توافق سلوك الفرد السوي مع السلوك العام للمجتمع، فكلما كان الفرد مجارياً لقيم المجتمع وأعرافه وقيمه وقوانينه وأهدافه عدّ سوياً.
4 – المعيار الطبي : يعد السلوك الشاذ حالة مرضية من حالات الاضطراب السلوكي يستدل خلال أعراضه الإكلينكية مثل: الرهاب، والخوف، والهديان، والهلوسة، والسلوك المضاد للمجتمع.
5 – المعيار القانوني : يجري تحديد السلوك خلال المسؤولية الجنائية ".
إن رصد السلوكيات الشاذة والمضطربة لأفراد المجتمع بعدّهم يعانون أمراضاً وراثية ونفسية واجتماعية ليست مسؤولية المحيط الاجتماعي والذاتي على نحو مباشر، وإنما مسؤولية مشتركة لجهات حكومية كثيرة منها الصحة النفسية والاجتماعية والأسرية والأمنية.. وغيرها. لأن أضرارها لا تخص المريض وحده وإنما تشمل قطاعات واسعة من المجتمع، فشعور المريض بعدم اهتمام المجتمع لمعاناته يدفعه إلى الانتقام منه بأساليب عنفية. ويمكن أن تستغل معاناته النفسية مافيات الجريمة المنظمة أو مجموعات ارهابية كارهة للحياة لايقاع الأذى بالمجتمع، فمن دون تضافر جهود الجهات المعينة للاهتمام بالصحة النفسية للمرضى النفسيين لا يمكن ضمان استقرار المجتمع.
لا يمكن تجنب المرض النفسي بعدّه مرضاً وراثياً أو فسيولوجياً، لذلك ليس غريباً أن تستقطب المنظمات الارهابية في صفوفها ذوي التحصل التعليمي العالي تحت قناع زائف أنهم مقتنعين بفكرها. إنهم مرضى نفسيين يبحثون عن وسيلة لتفريغ شحنات الحقد والكراهية من ذاتهم بارتكاب مجازر دموية بشعة تحت شعارات دينية أو وطنية كاذبة أو يسعون إلى تفريغ توترهم واضطرابهم الداخلي خلال تحريض الآخرين على العنف لإشباع نوازعهم الشريرة كونهم جبناء ويعانون قصوراً عقلياً وراثياً يضعف قدرتهم على تقييم الأفكار الصحيحة من الشاذة بدقة متناهية أو عاجزون على التنافس الحر لاحتلال المواقع الاجتماعية والمهنية والسياسية في المجتمع فيصابون بالاحباط وتحتقن ذاتهم حقداً ضد الآخرين.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصيات المتباينة في الذات
- المواصفات السلوكية للشخصية المضادة للمجتمع
- الشخصية المضادة للمجتمع
- طباع الشخصية وأنماطها
- المواصفات العامة للشخصية
- الشخصية الحقيقية والافتراضية
- تأثير عوامل المحيط والذات على الشخصية
- الشخصية وتحولاتها الزمنية
- ماهية الشخصية
- الحياة والموت
- الحقائق وزيفها في الحياة
- ماهية الحقيقة في الحياة
- الشجاعة والخوف في الحياة
- الصدق والكذب في الحياة
- حالة الخطأ والصواب في الحياة
- عوالم الحياة المختلفة
- حالة الحزن في الحياة
- دور العوامل الخارجية والداخلية في حياة البشر
- الحياة الخاصة والعامة
- ماهية الحياة


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ