أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - في مكان ما














المزيد.....

في مكان ما


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


ما بين خيمةٍ في منتصفِ برّيةٍ
وبين فندقٍ مشرفٍ على بحيرةٍ تحتلُّ قلبَ برلين
صلْ بيتاً مِن الشِّعرِ أو ضحكةَ صبيةٍ اندلعتْ في المكانين
ما بين خيمةٍ في الباديةِ وقصرٍ في لُبِّ حضارةٍ
اسقِ يا هاجسي في ركنِ حشاشتي بعضَ خميلةٍ
ودعْني ابتهجْ لرؤيةِ ربٍّ يسبحُ في ساقيةٍ مِن حنين
هل كان بهياً في برودةِ ماءٍ آسرة ؟
ما بين خيمةٍ تتنفسُ مِن عمقِ البرّيةِ ندىً
وبين حجرةِ غريبٍ يأتي الصوتُ متهدجاً :
خُذي نصفَ آهةٍ واترُكي للرحيلِ القادمِ نصفَها الآخر
خُذي فأنا لم أتعلّمْ أسرارَ الرّيحِ
ولا أحوالَ الطيرِ
ولم أعرفْ للبحرِ هديراً آخر
خُذي وتَحَوّطي مِن غدرِ النسيمِ
فهو إنْ علا غدا ريحاً صرصراً
وأنتِ هل تعلّمتِ مِن رغبةِ الرّملِ أعنفَ الرّغبات ؟
ما بين أحلامِ البرّيةِ وبين صحوةِ روحٍ معذَّبٍ في جسدِ برلين
خمسون فرساً مقدساً تصهلُ في خَلْوتي وتسدُّ عليَّ منافذَ السنين
وإلى جوارِ منضدةٍ يحفُّ بها السكونُ
يجلسُ إلهٌ غريب الأطوارِ
يحملُ كأسَ الكراهةِ ويُحدِّقُ في فضائي
كلّما رفعتُ نحو القمرِ طرفاً
وأنا أجمعُ شتاتي وأقذفُ الكلامَ :
ـ يا هذا الإلهُ خُذْ كأسَك الملعونةَ وارحلْ
يا أيها الإلهُ
ابحثْ عن طاولةٍ أخرى تمنحكَ كأساً مُبرَّدةً
ربما مِن خلالِها تعلّمتَ شيئاً عن المحبةِ ـ
يأتي الدعاءُ :
يا إلهَ الليلِ والعتمةِ والأقمارِ وكلِّ المتاهةِ
امنحْني القدرةَ على متابعةِ انطفاءِ النجمِ في آخرِ الأفقِ
امنحْني جسداً زورقياً كي أُراوغَ شبقَ الموجةِ اللعوب
يا ملكَ الضبابِ
امنحني نظراً ثاقباً كي أرى ما لم يُرَ
أو بنا تحرف البحرَ
امنحْنا إدراكَ ما لم يُدركْ
فنحن مِن روحِ المتاهةِ إليه داخلون
ومنه خارجون
نبحثُ في عثراتِ اليمِّ عن محّارتِنا القاتلةِ
ها نحن ننصلبُ أمامَ هذيانِ المرجان
في هذا الوطنِ المائيّ
الذي لا تمتلئ فيه الضروعُ بلبنِ الحنينِ
ها نحن مُتصلبون
نتصدّرُ الغرابةَ في لونِ المشهدِ
حيثُ نبيعُ ثيابَ سترٍ ما عادَ ينفعُنا
وقد عرينا وعرِيتْ سرائرُنا
خُذي مِن دنانِ خمرتي ما يكفي للطريق
وأمام محرابي تعللي
وتعبّدي
مثلما برقتْ عيونُ نسوةٍ عبثْنَ بحَيْرَةِ غرابتي
خُذي هذياني الأصيلَ ..
صيحاتِ عنفوانِ الجسدِ الصباحيّ
لشبقِ سفينةٍ حاسرةِ الموجِ
وارحلي عَبْرَ التماعِ البحارِ في غيبوبةِ النهار ِ
ارحلي فسفائني تحرّشتْ بالملحِ
وتخلّت عن قمصانِ نومٍ لم يدُم غيرَ بضعةِ أعوامٍ آسرةٍ
وإنْ شئتِ فتعطّلي هنا
في بابِ الصحراءِ
أو على أعتابِ الميناء
فالبحارُ غادرت
والموجُ أرخى ثيابَ العفّةِ
فادخلي الرّيحَ وتبسّمي
فهي لا تُسلم زغبَها لعبوسٍ أو غَرُورٍ
تعطّلي هنا في قارورةِ الإلهِ
واسكبي مِن عرقِ الجسدِ ما يُسكر الأكوان
هل رأيتِ فارساً مُسافراً في ثيابِ نجمةٍ مِن عطرِ
وأجنحةٍ مِن قهقهاتِ صبيةٍ
لوّثت مِن الفراشِ أطرافَهُ وتندّت في النومِ شفتاها ؟
أنا البحرُ
وسحابةٌ مِن موجِ التّمنّي تعتليني
لوحٌ تائهٌ مِن مدٍّ لنيرانِ الثورةِ التي سيشعلُها الجسدُ بعد حين
لوحٌ لركوبِ المحيطِ المُتعثِّرِ الزرقةِ
لسفينةٍ أدمنت البوحَ على سرّةِ الموجةِ
لتائهةٍ تُرشِدُها نارٌ فوقَ ساريةِ المحنةِ
نحن في أُبّهةِ التكوينِ
في النافذةِ المُتصالبةِ بلاجدوى بوجهِ الرّيحِ
افتحْ هذا المنفذَ
وليدخل نحو صدورِنا هذا العالمُ
افتحْ بوّاباتِ النّفسِ
ولتدخل مجرّاتٌ
مجرّةٌ في إثرِ مجرّةٍ
افتحْ لهذا الهواء الذي لا تعرفُهُ تضاريسُنا
منذ انمحاء خطوطِ الطولِ الأولى
وانبعاثِ الوهنِ في جسدِ الخرائطِ
افتحْ لهشيمِنا
الذي تواطأ على كلِّ شيء فينا
افتحْ فنحن تعلّمنا أنْ نأتيَ
نحو المساء نأتي
نرممُ تحت حنايانا أرواحاً باتت مهيضةَ الجناح
ونأتي
ندخلُ مِن أجملِ بوّاباتِ الليلِ نحو الجنةِ
يا هذا المساءُ أتينا
أتينا
فافتحْ لملوكِ الضبابِ
وآلهةِ الشمسِ
آخرَ باب

11 ـ 12 ـ 2010 برلين
***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تذبل الوردة
- التمثال والمثّال
- مساء الحكايا
- الخلاسيون رواية
- حديث الكمأة .. رواية صبري هاشم
- كتابي .. الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الثالث
- كتابي .. الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الثاني
- كتابي الأعمال الشعرية الناقصة .. الجزء الأول للشاعر صبري ه ...
- تلك الطائرة التي أقلتنا
- صوفي أيها النبيل
- أرض الرؤيا
- الفراش لا يُحبّ العاصفة
- قمر في بحري عينيك يسبح
- الخراب الأخير
- أُبهة النص
- المحّارة الفاجرة
- الحافلة والذئاب الجزء الثالث
- الحافلة والذئاب الجزء الثاني
- الحافلة والذئاب الجزء الأول
- كائنٌ برّي


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - في مكان ما