أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الشخصيات المتباينة في الذات














المزيد.....

الشخصيات المتباينة في الذات


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 18:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس سهلاً تطابق الشخصية مع الذات إلا في الحالات النادرة الخارجة على حدود عقلانية المجتمع بعدّ شخصية الفرد ترسم ملامح شخصية المجتمع، حيث ساهم علماء وفلاسفة كثيرين عبر التاريخ في خلق شخصية مجتمعاتهم من خلال نتاجهم المعرفي الذي يعدّ مصدراً للاكتساب المعرفي وبمثابة هوية المجتمع المعرفية أمام المجتمعات الأخرى.
إن كانت شخصية الفرد الاجتماعية مرتبطة بصلات ووشائج كثيرة مع أقرانها أصبحت أكثر انصياع إلى عقلانية المجتمع، ومن ثم فإنها تقسر الذات على تقمص شخصيات متباينة تبعاً لمصلحة الفرد في المجتمع. وعلى الرغم من أن ذات الإنسان منصاعة إلى منظومة ثنائية الروح والجسد فإن حراكها اليومي يمثل ذاتاً موحدة لكنها بشخصيات متباينة ومنسجمة مع القيم العامة والمصالح المشتركة مع أقرانها البشر التي قد لا ترتضيها الذات لنفسها لكن يرتضيها المجتمع وبما أن الذات منصاعة إلى عقلانية المجتمع فإنها تؤدي أدواراً يرتضيها المجتمع والذات حين تقسرها رواسبها الكامنة على سلوك ما.
إن محاولات الذات التقاطع مع شخصياتها الظاهرية ليس سهلاً كونها جزءاً من المجتمع لا العكس، وإلا فإنها تصاب بأمراض نفسية تجعل شخصياتها الظاهرية متقاطعة مع المجتمع فتهزم الذات لتمارس طقوس عزلتها عن الواقع الاجتماعي الذي يرفض التعامل مع ذات موحدة في إطار شخصياتها الظاهرية غير المنصاعة لعقلانية المجتمع وقيمه العامة أو لا تجيد أبجدية الانسجام معه.
يعتقد (( ألفوس كار )) " أن هناك ثلاث شخصيات في الذات الواحدة، الأولى هي الشخصية التي تعرفها، والثانية هي الشخصية الحقيقية، والثالثة هي الشخصية التي تظن أنها شخصيتها ".
كل الشخصيات الظاهرية الفعالة في حراكها اليومي تسعى إلى تحقيق مصالح الذات لكنها في الوقت ذاته ليست منسجمة على نحو كلي مع بعضها ولا مع الذات حين تكون مستجيبة لرواسبها الكامنة لأن لكل منها قيم خاصة منسجمة مع محيطها الاجتماعي لكنها قد تكون متعارضة مع قرينتها الشخصية الأخرى التي تحمل قيم مغايرة ومنسجمة مع محيط اجتماعي مخالف تسعى هي الأخرى إلى تحقيق مصالح الذات.
حين يشتد الصراع بين الشخصيات الظاهرية لاحتلال مساحات أكبر على حساب الشخصيات الأخرى داخل الذات تعمل الشخصية غير السوية على فرض قيمها على الشخصية السوية في الذات من دون قدرة الذات فرض إرادتها على الشخصيات المتصارعة على نوعية القيم داخلها لتصبح ذاتاً غير متوازنة ومتقلبة وغير مستقرة على رأي محدد، لذلك لابد للذات أن تتخذ قرارها فإما تجري مصالحة بين شخصياتها داخل الذات وإما تقتل أحدها لتعيش الأخرى.
تقول (( أحلام مستغانمي )) : " لا يمكن أن نتصالح مع كل الأشخاص الذين يسكوننا، ولابد أن نضحي بأحدهم ليعيش الآخر ".
إن الشخصيات الظاهرية للذات ليس جميعها شخصيات ناضجة، لأنها لم تتشكل في إطار زمني واحد تبعاً لحاجة الذات للانسجام مع محيطها الاجتماعي. وحين تخلق الشخصية الظاهرية للمرة الأولى تكون شخصية غير ناضجة تكتسب مع الزمن الخبرة من محيطها الاجتماعي لتصبح شخصية ناضجة ومتكاملة ومتصالحة مع الذات ومنسجمة مع محيطها الاجتماعي.
إن استقرار الذات نفسياً مرده عدم وجود صراع بين شخصيتها الظاهرية داخل الذات فكلما كانت الشخصية الظاهرية مستقرة ومتطورة ومكتسبة للخبرة أصبحت متكاملة ومتصالحة مع ذاتها، وفي المحصلة فإن كل الشخصيات الظاهرية الكامنة في الذات حين تكون متصالحة مع الذات تصبح الذات أكثر استقراراً وتوازناً وتطورها النفسي يرتبط بتكامل شخصياتها الظاهرية المنسجمة مع بعضها والمتصالحة مع الذات.
يرى (( فيغوتسكي )) " أن التطور النفسي يعدّ تطوراً كاملاً للشخصية برمتها ".
ومع كل محطة عمرية للذات تخلق شخصياتها الظاهرية لتنسجم مع محيطها الاجتماعي وتحقق مصالح الذات، لكن في الوقت ذاته لا يمكن خلق شخصية عمرية جديدة من دون قتل شخصية عمرية سابقة داخل الذات، فكلما تعددت شخصيات الذات الظاهرية ضعفت إرادة الذات على فرض احكامها فتنصاع أكثر إلى قيم شخصياتها الظاهرية لتصبح ذاتاً قلقة غير قادرة على اتخاذ القرار الملائم فتتقاذفها أهواء شخصياتها الظاهرية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواصفات السلوكية للشخصية المضادة للمجتمع
- الشخصية المضادة للمجتمع
- طباع الشخصية وأنماطها
- المواصفات العامة للشخصية
- الشخصية الحقيقية والافتراضية
- تأثير عوامل المحيط والذات على الشخصية
- الشخصية وتحولاتها الزمنية
- ماهية الشخصية
- الحياة والموت
- الحقائق وزيفها في الحياة
- ماهية الحقيقة في الحياة
- الشجاعة والخوف في الحياة
- الصدق والكذب في الحياة
- حالة الخطأ والصواب في الحياة
- عوالم الحياة المختلفة
- حالة الحزن في الحياة
- دور العوامل الخارجية والداخلية في حياة البشر
- الحياة الخاصة والعامة
- ماهية الحياة
- صدر في دمشق كتاب جديد للكاتب صاحب الربيعي بعنوان (( رؤية في ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الشخصيات المتباينة في الذات