أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كحيل - ثوب زفاف للعالم الآخر














المزيد.....

ثوب زفاف للعالم الآخر


محمد كحيل

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


لم أتوقع أن حديثنا الهادئ سيفضي بها لنبش ذكريات طواها النسيان ، أو ربما حرارة الحديث استفزت ذلك المارد الذي أبى إلا أن ينفض عنه غبار المقابر ليملأ بصرخته المزعجة صفاء اللحظة التي كنا نعيشها .
بدأت سارة حديثها و الدموع تغمر عينيها :
كنت في السابعة عشر من العمر عندما طرق قلبي ذلك الإحساس الجميل لأول مرة ، استجاب قلبي لذلك الفارس الهمام ابن حينا و جارنا محمد كان في بداية العقد الثاني من العمر فقد رمى شباكه فما كان المرمى إلا قلبي الذي تربى على حنانه و وده و طيبته لقد كان أحد أبناء الأسرة فكانا والديَ يحبانه لأخلاقه و حسن معاملته فدخل البيت من بابه وأصبحنا ملازمين لبعض حتى أحسست بذلك الشعور الذي تملكه بالمسئولية عني كان يلازمني الطريق إلى المدرسة في الذهاب و الإياب و كان يحضر معه الطعام لأنه كان يدرك أني لم أتناول الطعام منذ الصباح لقد اتفقنا على الزواج بعد نهاية العام الدراسي ، امتلكني إحساس بان الدنيا قد أشرعت زراعيها لي لحياة ملؤها السعادة و الهناء لكن......ذلك الثوب الأبيض الذي حمله بيديه و تعطر برائحته لا اعرف لماذا كنت من حين إلى آخر أخرجه و اشتم رائحته فهو الثوب الذي جاء بيه محمد لأرتديه ليلة زفافنا فهو من ذوقه و اختياره لم تسعني الدنيا عندما جاء بيه لقد كان يأتي يوميا ليساعد أمي بدلا عني ليتيح لي الدراسة و النجاح ، اقترب العرس و بدأت الامتحانات لقد انشغلت عنه
تخاصمنا كطفلين يتدللا على بعضهما البعض ، زدت في دلالي عليه و لم يغير عادته بالحضور ، لكني لم أفهم سر هذا الثوب الذي كنت أضمه إلى صدري أو يضمني إليه كلما غاب عني حبيبي أو شعرت بالحنين إلى عطفه و حنانه ، غاب محمد و زاد شوقي إليه مضى يوم آخر و لم يأت ، بل أتتني أخبار كالصاعقة ، رحل محمد ولن يعود ... ، لم استوعب الخبر ، جفت الدموع في المقلتين ، لا بل رفضت أن تنزل حزنا و تأبينا لزمن جميل كنت أراه كل حياتي لم يكن باق على يوم فرحنا المأمول إلا أسابيع قليلة ، أحضرت ثوبي الأبيض لأفصله على مقاس فرحتي الكبيرة ، لكن الأقدار شاءت إلا أن تنزعه عني و تضيفه للثوب الذي زف فيه للعالم الآخر ، ففي يوم الجنازة وقد كان الكل مرتبك في حزنه الشديد لم يأتوا بالثوب الكافي لكفن محمد ، فطلبوا قطعة إضافية لم تكن إلا عندي ، كان الثوب الأبيض الذي تعطر بآمالنا و أحلامنا معا ، قدمته له و أنا أحس أنه قلبي و كياني الذي يمضي معه ، زف حبيبي للعالم الأخر رفع على الأعناق و ارتفعت روحي معه لتحلق مع روحه في السماء ، ارتفع معهما الحلم الجميل ، للفضاء الواسع وقد ضاقت بيه دروب الحياة على الأرض .



#محمد_كحيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نور الكون بوجودك
- بالحب نحيا و من أجله نموت / محمد كحيل
- ليش تستخدمي الهجران / محمد كحيل
- لن يرحم التاريخ أحد
- طفل في سن الثلاثين/قصة قصيرة
- أدوار ما بين ليفرمان و موشيه أرنس
- كل الدنيا أنتي
- رهوانة /قصة قصيرة
- عيون حبيبي
- موطني الحزين
- سعاد ولا زالت.... /بقلم محمد كحيل
- حلم يتجدد في الذكرى الثانيةو الستين للنكبة
- العمال في عيدهم
- يا سمرة يا أم الجدايل
- قصة قصيرة بعنوان/ما بين العهد و العذاب
- مالي أرى اللعنة فادمة
- في يوم الارض
- اشتكى شهيد الأرض
- القمة العربية ما بين الحلم و الحقيقة


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كحيل - ثوب زفاف للعالم الآخر