أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن شاكر الجبوري - حزن عشق معتق














المزيد.....

حزن عشق معتق


عبدالرحمن شاكر الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 19:28
المحور: الادب والفن
    


طلتْ كطلوع الصبح (هُذيلة)، كمطر يرش رصيف قمر فوق الورد بتفتح المساء...، كسياج طين مرح يعند ببلابل صيف...، كسفرجلة ندية من نوم البارحة، تتفاوح روعة...، ترسم السماء عينيها وسامة أملوحة.... تنهيداتها خفيضة مليئة، كسرب عصافير واهجة بلا عتبة دار تسافر، لملمتْ حبات كلمات شيقة من غيم سنين يرافق مجيئها من بدر بعيد...، تقترب مني... تصل الي..بل تدلني بملل، كوريقة ظهيرة تشرين بسابق حال منفلتة الأنهاك...، شاردة من سحيق ذاكرة ليالي البرد الراشقة، تساورها بل تشيل أغواءها بنعش جديد، وسهرات تعجبها صاخبة...، أمضت (هُذيلة) مشعالة تنضح حزن وغضب، وهي تتابع أعتذارات لم يلوثها الصمت أو لبثة كلمات..، تنسج غمرتها بخيوط عشق هواها بوهج عظيم... تفتح قطرات المطر شرفة نهديها فجأة بعظمة نبلٌ للعصفور، يطوح بها أبدية زقة سرّ الحنين وهي تدور بالخدر المسجى بأناقة قرنفلة... . حيث أقيم هناك..، أطبع القبلة تلك، لجفن عينيها، أشرّأق وأتوقد كقمحة..، تنظر اليَّ من شقوق الظمأ وشدَّ الخناق، كيف أتنّبع مهلوكاً بالشوق، متألقا بلمعانه...، و(هُذيلة) ترسل لي نياط ظمئاً يتسرب النجوم سيلاً من عينيها لأوردتي ...، وانا كائنا تتفاوت بي النيران تعاظماً، مكرساً بين التراقص لنخب مأتمي وروعة التعري لأطلاق صراخي...ما جدوى أن أغمد تعرقي هذا...!، والحزن يكتظ بي كنخيل مقلوب....! أين أمضي لأسكّت حنجرتي.!!

أنزلقنا أنسكاباً في أحد الأزقة الحجرية الضيقة للحارة القديمة في (الدوار الاول حيث مقهى "الوايلد كافييه") القليل الزوار...، عشاق كانوا، يغطون بأغماضات وينزوون...، حيث لا مصائد أخبار للمذياع ولا معادن للعيون، ولا خداع المُحارب الفاشل-المتلصلص، ومأربه المسيجة بالاستراق والتكاذب....، هكذا كنت بحاجة لمكان كفستان غنج تائه، يحرقني دون أشفاق، فوق جسد أمرأة تعزف تيهه. بحاجة لصمت مكان ان أشم به الاطياب المقدسة من زواياها كأبط أمرأة نديّ، تشقرَّ شفق الشمس وهي ترقص بالتلاشي. كنت أشتهي في المقهى مكانا، له لواعج عشق ونقلة أقدام راقصة...، لها محبة مجردة في الذهن...، لها أحشاء بلذائذ تحلم، وتتنزه، وتصطخب، وتتحرق، وتقوم وتقعد كعيون(هُذيلة)، كتلك الالوان المسائية في المقهى والسماء....أردفت علي بنظرة قائلة:
- حبيبي صمتك يستفزني... يجردني من فرحي.. يحزنني.! (هكذا انعمت (هُذيلة) بعد صمتها الطويل.. وشاءت لي بهذه الكلمات، واصرت بعينيها الا أتعجب، ولا أتماضى بذاكرتي لأغادر المعنى)

صمتت... وصمتها يستأذنني ليذهب كالبط للنهر، صمت مفتون كزهر الليلك بظفائر شعرها الاشيب يدور...، مكتظة بالنعاس والقلق كحانة في أخر الليل، وعيناها الناعستين كمخطوطات تاريخية تحذو باضواء الاقمار المتلئلئة لعينيها قبل الاغماض...، تسحبني للتأمل أكثر... وما لطعم النبيذ الساخن وهي كمتحف تسكرني. همست اليها:

- يا مُعَلّقتي، أحب أنفاسك.. وصوتك شيق يغريني! (حبست كلماتي الاخيرة بتأملهما في الأيهام والغموض والغيبوبة وبتفاصل الأشتات...وسكتُ)

أدع باجنحتها الناعمة تجمعني...، أمسي متكورا ومتمددا بين حضنها وقبلتها كخبزة ريفية أتسخن. كانت ظفائرها مبللة كلبلاب عصافير طاح من حبل غسيل. ألهو وأتظلل بها وهي تقطف أسفاري بهذا الوجع المتقاسم، تسيجني بقصص ضحكات صبية قرطاجة عند الاحراش، وقُبُلهم الخضراء...، أذ ذاك لامتناهيأ أكون، حين أبلغ لأول وهله نهدها المباغت، وهو كليمونة ريانة يتحرك، أماثل رحب التوق به كعصفور لاهي تحته... أسمع هبوب قلبي يرتجف كوريقة خريفية دائخة تحت مصطبة قديمة...، يتلامس صمتي بقايا مساء نسائمها.! أتأمل مهلة واقول لنفسي ( ...هل سيغني القادمون من سفر بلاد الشمس بعيد ميلادها...؟، وتنطق جميع طيور الحديقةّ..؟، ويرقصوا الأطفال.. بائعوا الورد في الشوارع كذلك.؟! أم بالانتظار غفلة...؟!!...بل اين هم بائعوا الورد..؟؟!!) تمر الأفكار مسرعة حبيسة تعج بغضب في رأسي، كما شطأن كانت...بل أين أفتح عيني لأغمضها ثانية...والبوم فوق الحانة يحوم...!!...قبلتني وقالت حان الموعد للرحيل من سطو الصمت للنهر، لأداعب واغسل أقدام قصائدي قبل النوم....فجأة أًوتْ في غمضة دفئ بين ذراعي..، أدخلت أوردتها في صيف البرد، وجاءت غيمة معتقة من سنين أزالت الشمس نحو الغروب.... . ومدت (هُذيل) ذراعيها في وسط عيني كتلال لينة ...ورحلت وئيدا وئيدا تعوم بعيدا بعمق في النهر...ثم أختفت....، وتركتني للمدينة... المدينة الرصيف... المدينة الشبابيك..المدينة الابواب...المساء البارد، حيث نسيج العناكب والحقائب. !

ها هي السماء أطبقت على رأسي مرة أخرى حين غابت...، نحّفت أسئلة البنفسج بوجنتي...ومات الحلم بوجه هادئ.! وأنا لا أعرف بأيّ الأتجاه الجسور تسير...؟ ولا أعرف كيف أفرغ من المصيبة...؟! أأأأ..سأجهد لأجدك...؟!...ام أنتهت...بل وكيف أُسمي الأنتهاء...؟!..... يا للكارثة؟!!!



#عبدالرحمن_شاكر_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن شاكر الجبوري - حزن عشق معتق