أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ آل بشارة - العراق وأزمة الهوية














المزيد.....


العراق وأزمة الهوية


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


هل تواجه الفنون والآداب في العراق أزمة هوية ؟ لا يمكن للابداع ان يظهر الا في ظل الحرية و ما تنتجه من رؤية وتأطير ولا ابداع مع العبودية ، الحقبة الصدامية شهدت استعباد الفنون والآداب لتكون ضمن وسائل تمجيد الحاكم ، وبعد زوال الكابوس سادت موجة من النشاط العشوائي اسفرت عن اعمال ادبية وفنية وفكرية مبعثرة وهزيلة وتفتقر للعمق ، غابت الاعمال الكبيرة والتأريخية ، الحرية توفرت بالفعل وهي اساس الابداع ، ولكنها لا تكفي ، يجب ان تكون هناك قضية تشغل المبدع ، فوراء كل عمل ثقافي كبير تقف قضية تولد لدى المبدع مكابدات خاصة ، ميمية المتنبي في عتابه لسيف الدولة وهي اعظم ما كتب في الشعر العربي هناك قضية انصهر فيها الوجداني بالسياسي وكانت كافية لهز الشاعر هزة اسطورية جعلته يتربع على قمة هذا الفن في لحظة تالق فريدة ، ووراء قصيدة دعبل في مدح الامام السجاد (ع)(هذا الذي تعرف البطحاء وطأته) قضية اشتبك فيها العامل الروحي وما يتعلق به من ولاء وبعد عاطفي تذكيه روح متحدية ، وقد يكون هذا الهاجس حاضرا في قلوب الملايين ولكن تجسيده بهذه العفوية والصدق وبهذه الطاقة التعبيرية الفائقة بحاجة الى تبن ذاتي حيث يخلد في اطار الفن الملتزم ، القاعدة تقول ان الاعمال الخالدة في الفنون والاداب تقف وراءها ارادة وتبن يعيشه المبدع وهو مستعد لأن يموت لأجله ، غاب المنجز الكبير بغياب جيل المبدعين المستعدين لصعود المشانق ، مثقفو السلطة مرتزقة كذابون بلا قيم ولا قضية ، أحيانا تتوفر آلاف المآسي ولكن لا يوجد من يعبر عنها فكأن المثقف سكران ضل في واد آخر ، والمشكلة ليست مشكلة ذكاء او قلة موهبة بل مشكلة فقدان القضية ، فالمأساة أو المظلومية لا تكفي وحدها محفزا لعمل فني أو ادبي فهي مأساة ولكن من وجهة نظر من ؟ وتحتاج الى حل ولكن وفق أي منهج ؟ يجب ان يكون المبدع منتميا الى رؤية كونية معينة او اديولوجيا توفر له المعايير التي تعد مصدرا للقيم ولا يكتفي بالفطرة لأنها معيار ابتدائي يكشف الانحراف ولا يستطيع ادارة الحلول ، فالتأطير يعزز الفطرة ومكوناتها ، وبذلك تتكون قضية وتتبلور هوية . قد يتصور البعض ان هزال المنتج الثقافي العراقي وتشتته سببه فقدان الحد الادنى من الاستقرار الامني ، ولكن الحقيقة ان السبب الاكبر فقدان الانتماء لأن هناك تيارا يرفض الحديث عن شيء اسمه (الانتماء) كرد فعل عاجل على دعوة التأطير لانها تذكر بهيمنة السلطة على الفنون والاداب ، فهم بأسم رفض تلك الهيمنة مجددا رفضوا الانتماء الى أي رؤية ففقدوا المعايير فوجدوا انفسهم يعانون من الضياع ، فاصبح كل منهم عاجزا عن تطوير مواقفه الى رسالة انسانية ، ولو كانت المشاعر الانسانية البدائية وحدها كافية لانتاج آثار مبدعة لظهرت تلك الآثار ، لدينا الآن ظلال باهتة لرؤى يسارية ودينية وليبرالية مختلطة ومرتبكة وباردة ، وهذا يعني ان الهوية العامة او (اللا هوية) لم تعد صالحة لتأطير الابداع بل هي وهم من الاوهام ، أما الهويات الاديولوجية الشائعة فهي محبطة وعاجزة بسبب التجربة الفاشلة التي مرت بها في المحيطين العراقي والعربي ، اذن فالمبدع العراقي بحاجة الى اطار جديد واصيل ينطلق منه ليؤسس منتجه الابداعي ، نحاول متابعة الموضوع في اعمدة أخرى .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ آل بشارة - العراق وأزمة الهوية