أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر موسى الشيخ - لقطة عراقية فراغ














المزيد.....

لقطة عراقية فراغ


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 01:04
المحور: الادب والفن
    



الفراغ بكونه مفهوم هو شيء متشيئ لكنه لا مرئي لا ملموس ، فقط محسوس ، وإذا ناقشناه مكانيا فهو عدم امتلاء المكان بشيء ما ، فهو عكس الامتلاء ، إسقاطات هذا المفهوم على الانسان له دلالة عدم الوعي ، عدم التعلم ، عدم التفكر والتفكير ، كثيرون هم مدعو الامتلاء لكنهم يعانون الفراغ أو هم الفراغ نفسه ، هم فقط يعرفون العناوين الكبيرة ولم يصلو إلى حقيقتها ومعرفة قيمتها المعرفية الحقة سألت أحدهم عن قصيدة معينة لاحد الشعراء ، اجاب : إن سيسيلوجيا الخطاب المتكون داخل بنية القصيدة يتماها مع موجودات لها علاقتها بديموغرافية المجتمع وتأسس علاقة انثربيلوجية مع اصل الخطاب ، أربع عناوين ضخمة في نص لشاعر لم يرد كل هذا في القصيدة لكن صديقي الحفيظ لهذه العناوين جمعها داخل نص واحد وطبعا لم أفهم جملة واحدة من جمله الرنانة هذه ، وتجده هكذا يعرف في كل شيء ، يتكلم عن كل شيء ، يدعي الفهم والتفهم ، إلا انه لم يع الفهم نفسه ، ولصديقي هذا نسخ كثيرة في المجتمع صفاتهم متشابه ، جلوسهم هو ثني الاقدام ، وسيكار جانبي ، بذلة أنيقة ، ربطة عنق ، أنف معلّق في السقف ، التكلم بطريقة الاستعلاء ،( يعني شايلين خشومهم على المامش ) لا يعرفون كلمة نعم ، معترضون على كل شيء ، وأصوات عالية ثرثارة ، تسبب زحام مروري في تقاطع قناة( اوستاكي ) الخاصة بالأذنين وعادة ما تأخذهم العزة بالإصرار على الخطأ وإن كانوا يعون بأن حديثهم هو الخطأ نفسه ، هم يقرؤون لكن غير واعين لما يقرؤون ، يتحدثون عن مشكلات المجتمع وهم الجزء الأكبر منها ، أو هم مسببيها لان نهوضهم أصله فراغ وبلا أي أرضية رصينة لكنهم يدعون الرصانة إلا أنهم إلى الرطانة ينتمون .
( الفارغون ) هؤلاء عند الحديث معهم تحس بنفسك وانت بصحراء عصفت هوائها على أعمدة الكهرباء التي تُحدث صوت الصفير المزعج . تحدثت مع احدهم مرة بموضع ثقافي كان منطلقه لوحة تشكيلية لاحد الفنانين العراقيين حيث أبديت إعجابي بلوحة ، فقال السيد ( الفارغ ) انا ارسم وأعزف على العود والكمان وأكتب الشعر بجميع أشكاله ولدي مسرحيات واكتب القصة وأعمل في المجال الاعلامي ورئيس منظمة مجتمع مدني وعضو في 25 منظمة مجتمع مدني وذيل كلامه بالشعار المصري التالي ( بتاع كلو ) فقلت له كيف توزع 24 ساعة على هذا كله فأجاب ( مدبريها اخوتك إحنا ) وحينها تذكرت عظماء العالم الذين ضيعوا حياتهم من أجل مشروع واحد وماتوا وفي نفسهم أشياء كثيرة لم يقدموها عن إختصاصهم الوحيد فهل يجوز مسك التفاحات كلها في يد واحدة ، من وجهة نظر الفارغين يجوز لكن العقلاء إجابتهم معروفة .
و اشير هنا مجازا إلى الديوان الاخير للشاعر العراقي حسين القاصد عندما أسماه "تفاحة في يدي الثالثة " وهذه دلالة إلى إن مسك التفاحات يراد له يد إفتراضية حتى نتمكن من أداء فعل المسك وأضيف أيضا شعاره المثير للجدل الذي رفعه أثناء ترشيحه للإنتخابات النيابية ( انا رشحت من أجل الامية الأكاديمية ) ويقصد فراغ بعض حملة الشهادات من الامتلاء الثقافي المرجو دائما .
الفراغ أحدث أزمات في الفكر ، العقل ، الاخلاق ، الوعي ، الفهم ، ولا أعرف هل نضيف هذه الازمات إلى الازمات التي تعانيها البلاد ، وهل نصطلح مثلا على أزمة شحة الاخلاق مثلما هي أزمة شح المياه وإنقطاع الفكر حاله حال إنقطاع التيار الكهربائي وهكذا ؟
الفراغ مشكلة بحد ذاتها تحتاج إلى عملية إستصلاح وحملة وطنية تحمل شعارات ويسن لها قانون الامتلاء بالوعي والتفكر والتفكير رغم اليقين الذي يقول بأن الفارغين ظرف والممتلئ تاريخ راسخ ، الفارغون في سعادة بلهاء الممتلئون في حزن مستمر على فراغ الفراغين .

نيجاتف اللقطة
أزمة الوعي مرض
لابد من وجود مصل يستأصل
أصله
من الارض



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقة من أوراق حزن
- لقطة عراقية وائدو البنات
- ارفع قبعتي
- علب الصفيح
- جسد على جسد
- امرأة باسم مستعار
- الشاعر نجم عذوف أنا رجل بلا وطن ووطني هو الشعر
- مختصر الابواب
- لقطة عراقية يوميات
- الوقت عند توقفه
- مونيتر *
- إليها في ذكراها الثامنة
- بإختصار
- لقطة عراقية / إن كنت منهم لا تكمل
- لقطة عراقية ... وردة عند الصباح
- مرثية الوطن والشعر
- سيرة امرأة خائنة و لكن ...
- عتبات خربة
- الكتابة الالكترونية - ذاكرة هائمة -
- تكوين


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر موسى الشيخ - لقطة عراقية فراغ