محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 01:02
المحور:
الادب والفن
" عندما تموت في هذا العام فإن الموت سوف يتجنبك في العام القادم " ( ألبير كامي )
ليل طويل لا يكاد يمضي ، ولحظاتُ ثقيلة الخطو ترتفع أرجاؤها في ك مكان من رأسي ، وكل خلية من عقلي معلنة رعباً شاملا في أنحائي من شبح الفراق الذي اجتلبته بكذبي .
” لماذا لم تقل قبلا ؟ . لماذا انتظرتَ حتى يتكشف لي الأمر ؟ وهل كنتَ تمسك العصا من المنتصف ؟ أم أنني كنتُ فرصةً تأبى وتخشى أن تزول ؟ “
تتنزل علي الكلمات كسياط مشتعلة فأشعر بجوفي يحترق حتى تتبخر دموعي ، وتتوقف الألفاظ على لساني ، وأتمتم متلعثما :
” أقسم أنني لم أبطن الأمر إلا خوفا من غضبكِ ، ومن تلك اللحظة القاصمة لظهري ” .
” حد الردة . زواج المتعة . لاهوت المسيح . الأبيونيون . المعلقون البذيئون . ولاية الفقيه . التجسد ... هل تذكرين ؟ . رسالة على بريدكِ ، ثم الرسائل تترى بيننا حتى إذا جاء حبنا وفار الفؤاد تعتذرين ؟ ” .
انقباض سرى في عضلات وجهي يوحي بما ستفعله في هذه الليلة ، والوقت يشق يدي كزجاج …..
ينتشر حولي ششظايا أحزانها المخبوءة . ترفض استمهالي وتوضيحي لها .
- ” محمد … سلام “
- ” هديل ” .
- ” ماذا ؟ ” .
- ” انتظري ” .
” لا . سلام ” .
- طاف بذهني ” تامركليب ” ، وهو يحكي لي هزيمته مع زينب ، وساخت عيني بدمعة حارقة ، وتبدى فمي عن ابتسامة مقبضة لي ، وناجيته : -
- ” ها أنا ألحق بك .. كلنا في العشق صحب مستكين ” .
- يناديني حجازي :-
” محمد . الوقت ” .. أقول : ” لاتهتم . لا تهتم ” .
- ” مالك ؟ ” .
” فقط أردت .. ” .
- ” ماذا ؟ ” .
- ” لا أدري ” .
( تعالي وانبشي قلبي هذا إن استطعتِ إخراج نفسكِ منه فافعلي . قد أكون كاذبا معتاداً للكذب . لكنني أعلم شيئا واحدا : أحبكِ . ففي ذلك اليوم عمدتكِ بدموعي وطقوس شغفي الأولى . ليس أمامكِ خيارُ إذن مهما تبدى لكِ مني . فلا تقاومي ) .
- ” محمد . سلام ” .
- ” هديل ” .
- ” ماذا ؟ “
- ” لا شيء .
لا شيء .
فقط
أردتُ
أن
أقول
: هديل ” .
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟