أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عصام سحمراني - إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان














المزيد.....


إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 18:24
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


عاماً بعد عام واحتفالاً بعد احتفال تتناقص أعداد اللبنانيين المهتمين بما يسمى عيد الإستقلال، الذي يقع تاريخه الرسمي في 22 تشرين الثاني من كلّ عام.

لست اليوم بعد مشاهدتي للبذلات الرسمية المستنفرة على منصات الإستعراض العسكري ودواوين التهنئة، وسماعي لأصوات الطوافات المتعاقبة، بصدد التقليل من أهمية هذا النهار "المجيد" بالنسبة لقسم من اللبنانيين. فالمسألة لديّ تختص بالقسم الآخر منهم، أولئك الذين وإن اهتموا يوماً ما وانتظروا هطول الأعلام من إحدى المروحيات وتسمّروا أمام الشاشات لرؤية الإستعراض، فإنّهم اليوم مشغولون بأمور أخرى بعيدة كلّ البعد عن الإحتفال والإهتمام حتى.

قد يعتبر البعض أنّ أزمة اقتصادية تقف خلف الأمر لكنّ ذلك لا يمكن أن يكون حقيقياً، فالمسألة تتجه أكثر نحو الشأن السياسي بامتزاجه بالواقع الإجتماعي الذي ترسّخ لديه منذ زمن طويل مفهوم البعد عن الدولة ونكران مؤسساتها وكيانها، وهيبتها التي تراهن عليها الفئات العسكرية والمقاطعجية غالباً حين تحقق الإستفادة القصوى منها.

يتخذ النأي عن الدولة ورموزها غالباً وفي إطار طبيعي، اتجاها نحو الأحزاب والقوى الفاعلة سياسياً. وفي هذا الإتجاه لا بدّ أنّ احتفالاً حزبياً ضيقاً سيشهد اهتماماً لدى المناصر أو الحزبي أكثر بكثير ممّا يفترض أنّه عيدٌ وطني.

وفي هذا الإتجاه قد يرى البعض أن يوبّخ الحزبي أو المناصر على اهتمامه الضيق البعيد عن روح الوطنية (ولو أنّ بعض المناسبات القومية والأممية أكبر بكثير من مجرد عيد وطني)، ويتخذ هذا البعض صفة الدفاع عن الوطنية، كقديس لها، رغم أنّ لكلّ "زقاق" حزبي عيده الخاصة وذكرى شهدائه الخاصة... وربما مناسبات استقلاله أيضاً!

حتى الآن ما زلنا نتكلّم عن حزبية وسياسات قائمة، أما مع امتزاج كلّ ذلك بالطائفية والمذهبية فلا بدّ أنّ الأمر يتجه أبعد بكثير من مجرّد ذكرى آنيّة. ويعود بنا إلى تأسيس لبنان كمقاطعة مارونية عنصرية سلخ الفرنسيون إرادة أبنائها الباقين في الإنضمام إلى الحكومة العربية في دمشق عام 1920 مع إعلان لبنان الكبير. ولا شكّ أنّ الأحداث التي تعاقبت منذ ذلك التاريخ قد أثّرت أيّما تأثير في الطوائف الإسلامية والمسيحية الأرثوذكسية المأخوذة عنوة إلى رعاية دولة لم تشأ قيامها ولم توافق على الإنضمام إليها.

هذا الأمر ينطبق تماماً على الطائفة الشيعية التي تمكنت دون باقي الطوائف، الواقعة في شباك نكتة "الإنصهار الوطني" الممالئ للسيطرة المارونية، من قلب السحر على الساحر ولو بعد وقت طويل. فمع تشكلها كطائفة حدودية لفلسطين المحتلة، ووقوعها في بؤرة النزاع الطويل مع الصهاينة اتخذت هذه الطائفة لنفسها كينونتها الخاصة، منذ قيام الأحزاب اليسارية والقومية في خمسينيات القرن الماضي بفك سطوة المقاطعجيين عن أبناء الطائفة، وانخراط هؤلاء في الحركات الفدائية الفلسطينية بعد العام 1967، وصولاً إلى انتشار الحالة الإسلامية للشيعة خاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وتجلّى ذلك بشكل أكبر بعد انتهاء الحرب اللبنانية عام 1992 وسطوة نموذج المقاومة ضد الصهاينة التي جسّدها حزب الله حتى يومنا هذا.

باتت الطائفة الشيعية هي الأكبر في لبنان، والواقع يشهد على ذلك. الواقع نفسه الذي يشير إلى أنّ ذكرى الإستقلال عن الفرنسيين عام 1943 قد لا تعني شيئاً لفئة قاومت الإحتلال الصهيوني طوال عقود وصدّت اعتداءاته المتواصلة -بالتعاون أحياناً مع فئات أخرى- وأجبرته على الإنسحاب عام 2000 وتسببت له بأقسى هزيمة عام 2006.

الواقع يقول إنّ أيّ ذكرى خصّوا بها الشيعة فحسب، دون أن يحتفلوا معه بانتصار على صهيوني، هي فخر لهم طبعاً كجزء من اللبنانيين.. أو ككيان خاص لا يملك من الممارسة السياسية أهمّ من هوية المقاومة مقاماً، وأعلى رتبة من استقلال تتناهشه مخابرات أميركية وصهيونية وفرنسية وبريطانية وغيرها فاعلة في لبنان، وقوات يونيفل تحتلّ جنوبه بقرار دولي صادر عن بوش وأولمرت دعماً لحكومة فؤاد السنيورة الرايسيّة عام 2006.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان
- حلم ونحس... وبركات من السماء
- سطح مالح وعمق مالح للغاية
- كوضوح حذاء يتجه إلى رأس بوش
- المدّ السابع بعد الجزر- قصص قصيرة جداً
- إنتخابات جامعية مستنسخة في لبنان
- المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!
- عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!
- حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت
- من حقهم كلبنانيين أكراد
- يحصل في بعض الملاعب الأوروبية
- كترمايا
- أوباما الفاشل.. فرصة لحركات المعارضة العربية
- عماد الدين رائف.. صحفي متقصٍ لقضايا خاصة
- الحريري وبن غوريون والحرب القادمة


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عصام سحمراني - إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان