أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - رسالة من صديقتي العراقٌية














المزيد.....

رسالة من صديقتي العراقٌية


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 14:11
المحور: حقوق الانسان
    


رسالة من صديقتي العراقٌية
نوفمبر 2010
صديقتي العزيزة
اشتقتُ اليكِ كثيراً ، كيف حالك والأولاد ؛اتمنى أن تكونوا جميعاً بصحة وعافية
اكتبُ اليكِ وانا في حالة يأس شديد؛ لا أعلم ماذا أفعل،الحال صعب جداً ،أردت فقط أن احكي معكِ كما تعودنا ، ولا أطالبك صديقتي بمساعدتي لإيجاد حل ، مع علمي يقينا أنكِ لن تتوانِ عن مساعدتي لو كان في قدرتك فعل هذا .
مرضتْ والدة زوجي كما تعلمين بجلطة في المخ ،اصابتْ مركز الكلام والسمع في المخ؛ فهي لاتسمع ولا تتكلم حتى الآن ،ابنتي في السادسة من عمرها وأنا على وشك الولادة ،ولولا زوجي الحبيب ما استطعت أن اتحمل كل هذا الجهد ،مع طفلتي وحملي ووالدة زوجي ، وهي امرأة طيبة ، أحبها لأنها أم ثانية لي بعد ان فقدت أمي؛ و أيضا لأنها والدة زوجي الذي أحبه من كل قلبي .
كانت حياتنا تسير سيراً هيناً ، لا أستطيع أن أقول على أفضل حال ، مع الخوف الذي يسود بلادنا ،وعدم شعورنا بالأمان ،ولكننا كعائلة استطعنا أن نمنح لبعضنا البعض الحب والأمان ، زوجي يعمل وانا اهتم بالأم وبالطفلة وبشئون البيت ، لم يشكو يوماً ولم اغضبه ابداً ، كان بيتنا الصغير -رغم ضعف امكانياته ، غنيا بالدفء والحب والحنان .
كان زوجي قلقاً بسبب اقتراب موعد الولادة ، بسبب ضعف صحتي وهزالي الواضح ، وكلما اقترب هذا الموعد ازداد توتره، وفي يوم الأحد لم استطع الذهاب الى الكنيسة ،وفضلت والدة زوجي البقاء معي ومع طفلتي؛ خوفاً من أية مفاجآت بخصوص الولادة. نزل زوجي الوديع المضحي ليصلي من أجلي ، ولكنه لم يعد ، ولن يعود ثانية ،قتلوه داخل الكنيسة ، لماذا قتلوه ؟ هل يعرفونه ؟هل أساء لأحدهم؟ لماذا قتلوه ؟ ماالذي فعله ليستحق عليه القتل ؟هل يدركون كم نحتاج اليه ،كم تحتاج اليه طفلته ؟ هل يعلمون مدى احتياج امه المريضة له ،ماذنب طفل لم ير الحياة، ان يفقد والده قبل ان يراه،و قبل ان تسنح له الفرصة ان يذوق حنان وحب واحضان ابيه ؟ لماذا ؟هل يعرفون كم احتاج اليه ؛ هو شريك حياتي هو كل عائلتي ؛ساذهب بمفردي للمستشفى لإستقبال طفلي ، هل هذا يرضيهم؟ سأترك ابنتى مع والدة زوجي التي لاتسمع ولا تتكلم والتي تتحرك بصعوبة ،هل هذا يرضيهم ؟ هل يفرحون لعذاب الآخرين ؟
كان زوجي الحنون يحب الجميع ، لم يسئ الى أي انسان ، لم يكره ولم يكن له اعداء ، كان طيب القلب ،يقدم الآخرين على نفسه ، يعود من عمله متعباً ،ورغم هذا يطلب مني الراحة ويتقدم لمساعدة ابنتنا في واجباتها المدرسية ، ويجلس مع امه يحكي لها وهو يعلم انها لاتسمعه مكتفيا ً بأن يجعلها تشعر بحنانه وقربه ، هل مثل هذا الإنسان يستحق القتل ؟
كيف استمر في الحياة بدونه ، كيف اتحمل هذه الحياة وهذه المسئوليات بمفردي ، ماهو منطقهم ، ماهي افكارهم ، ماذا ربحوا ، كيف يستطيعون النوم ، والراحة بعد أن تسببوا في تعاسة آخرين لاناقة لهم ولا جمل في كل مايحدث ؟
اعتذر لكِ صديقتي لما سببت لكِ من آلام بسبب ما شاركتك به ،ولكن كتبت اليكِ لاحتياجي ان اشارك معكِ مايجيش بصدري ، ولأسألك: مامصير هؤلاء المجرمين الذين تسببوا في تعاسة عائلات بأكملها ؟
تحياتي لعائلتك



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفل
- مشكلة تبحث عن حل
- لماذا نُعلِق؟
- أنا محبوبة
- عيد الحب المصري 4 نوفمبر
- لو تدري كم أحبك !
- لماذا لا تسألني ؟
- لو نتوقف عن الحلم سنموت
- بحث الإنسان عن معنى
- زهور الحوار
- رفقاً بالمرأة ايها الرجل
- 2- قانون الحياة ( الزرع والحصاد)
- 1-أين أبوك؟
- ليس وهماً
- مصر بلدي زمان والآن
- قصة لا إنسانية أخرى من واقعنا الُمرٌ
- لقطات
- قصة لا إنسانية من واقعنا المُر
- استراحة قصيرة
- ماذنبي ياسادة ؟؟


المزيد.....




- روسيا ترفع السرية عن جرائم حرب النازي الأوكراني الأمريكي مال ...
- تونس.. القضاء يحتجز 3 موظفين في شركة -واجهة- لتهريب المهاجري ...
- ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة: استقالة دي ميستورا لن ...
- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - رسالة من صديقتي العراقٌية