أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر البياتي - أرفعوا عبارة ألله أكبر من العلم العراقي














المزيد.....

أرفعوا عبارة ألله أكبر من العلم العراقي


ثائر البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت رسالة الدكتور قاسم الأنباري المنشورة في صفحات الانترنيت تحت عنوان: إكراما لدماء شهداء كنيسة سيدة النجاة وكل شهداء أبناء شعبنـــا، أرفعوا عبارة ألله أكبر من العلم العراقي.
ويمكن قراءة الرسالة كاملة بزيارة الموقع الاليكتروني : http://www.iraq11.com

جاء فيها أنه عازم في قيادة حملة في الانترنيت لرفع عبارة " الله أكبر" من العلم العراقي باعتبارها رمزاً للقهر والموت وليس رمزا ً للحب والوطنية. أتـَفق ُ مع الكاتب في حملته وأضم صوتي لصوته ليرتفع صوتنا عاليا بين أصوات النيامى من أبناء بلادنا، فأصواتنا خافتة، لا تصل إلى أقرب الناس إلينا، رغم أن صيحات " الله أكبر " عالية، ترن في آذاننا ونسمعها عندما يـُذبـَح الأبرياء ويـُنحر المساكين كل يوم.

كما ذكر الكاتب بأن الدعوة ليست موجهة ضد جلالة الله، وليست استهانة بعقيدة المؤمنين الصالحين، وإنما الدعوة ضد الاستخدام السيئ لعبارة الله أكبر عبر التاريخ. فمنذ الغزوات والفتوحات الإسلامية الأولى، استخدمت العبارة في صدارة كل معركة وهجوم، لرفع هـمم وشد عزائم المقاتلين لاستمرار هجومهم والقتال بقوة وضراوة لحين تحقيق النصر على الآمنين من الناس وسبي نسائهم ونهب أموالهم وإذلال كرمائهم. واستمرت استخدامات العبارة عبر العصور الإسلامية من قبل السياسيين وتجار الحروب في تحقيق مآربهم ومقاصدهم وأخرهم وليس أخيرهم منظمات القاعدة ومن يستخدمها وكذلك ما فعله الطاغية صدام حسين. ونحن إذ نستنكر كل الاستخدامات الباطلة التي تتنافى مع صفات الذات الإلهية الخالية من أفعال الشر، نطالب برفعها من العـَلـَم العراقي لما لها من إساءات للدين والوطن والإنسانية.

كثير من المسلمين، أفواههم مكممة، عيونهم مغمضة، أذانهم صماء، ساكتين عن الحق، فالبعض منهم لا تهمه المجازر التي تـُـنـَفذ ْ تحت راية الله أكبر، لا يسمع أنين اليتامى والأرامل، ولا يرى سيل الدماء الجارية في كنيسة ومسجد، ومعبد أو ناد ، ولا يـَرفع صوته ضد منفذي مجازر الإرهاب في (سبيل الله)، ليس خوفا ً من الله بل خوفا من عباده الضالين والمتخلفين.

تاريخنا الإسلامي حافل برايات "الله أكبر" ، والعبارة تذكرنا بآيات قتالية كثيرا ً ما تـُحـَرض ُ المسلمين َ على القتال في سبيل الله في مناسبات مختلفة. تحت هذه الرايات قـُتــِل َ كثير ٌ من الناس، منهم أقرب الناس الى بيت آل الرسول وأصحابه، قـُطـعت ْ رؤوسهم وَمـُزقت ْ أجسادهم وَد ُفـنوا أحياء بلا خوف أو حياء، وما واقعة كربلاء وقتل الحسين وصحبه والتمثيل بهم إلا مثالا على ذلك، وتحت نفس الرايات قـُتـِل كثيرٌ من أمراء المؤمنين وولاتهم لمصالح شخصية، وقــَتل الأخ أخاه ليـَحـل َ بكرسي الخلافة وأستمر حـُكم الطغاة والفاسقون من الخلفاء، وتوسعت إمبراطورياتهم شرقا وغربا وعبروا البحار ليهاجموا الآمنين من الناس وليحتلوا أراضيهم ويغتصبوا كل شيء بأسم الله وفي سبيله.

من المعروف إن الرموز والرايات تنقش على أعلام الدول للتعبير عن آمالها وأمانيها وأهدافها الوطنية والإنسانية شريطة أن لا تمس بكرامة الآخرين، غير أن تدوين عبارة " الله أكبر" أو نقـش السيف وما شابه من رموز في الأعلام الوطنية، يثير الضغينة في نفوس الأخريين فيتطلب منا تجنبها. وهل من المناسب أن تـُطـَرز دولة عربية مسلمة كبرى عـَلـَمها بسيف أ ُعد َ أساسا ً لقطع الرقاب؟ أو أن تبادر دولة مغتصبة لأرض عربية بعلم نـُقش عليه خطان أزرقان يمثلان نهري النيل والفرات، يجسد مطامح توسعية لتلك الدولة المغتصبة كدولة إسرائيل.

ولم ْ يكن ْ الطاغية صدام حسين من عباد الله الصالحين ولا محبا ً لله عندما نقش عبارة " الله أكبر " في متن عـَلمنا العراقي، بل كان منافقا ً ومستهترا ً عندما جعل هذه العبارة رمزا ً للوطن، لنحيي وننشد لها الأناشيد. فتحت راية هذا العلم تقدمت جيوشه لتلقن (الفرس المجوس) بحسب تعبيره دروسا لا يـَنسوها، ولكننا مع الأسف خرجنا من المعركة مندحرين بخسائر كبيرة لا تـُعـَوض، فقدنا شهداء ً، وأرامل ويتامى ، وتركنا الآلاف المعوقين وتشرد الملايين من الناس، وتعمق الحقد بين الشعبين الجارين المسلمين .

تحت راية عـَلم ْ " الله أكبر" اجتاحت الجيوش الغازية الحدود الدولية لتحتل دولة الكويت المسلمة، ولم يبق فيها بيت إلا سـُلبَ ونـُهب، ولا فرد ٌ إلا أ ُذل َ وأ ُهين، وبسبب ذلك الاعتداء الأثيم، شنت ضد بلادنا حرب دولية ، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء، وخسرنا المزيد من اليتامى والأرامل، وما إن ثار شعبنا في شماله وجنوبه ضد ممارسات الطاغية ومغامراته الهوجاء ، تقدمت جيوشه المنهزمة أمام الجيوش الدولية لتنتقم من شعبنا المنتفض، وكانت حصيلتها المقابر الجماعية وتشريد الآلاف من الناس وزرع بذور الحقد بين أبناء الوطن الواحد.

إن نقش عبارة "الله أكبر" على علمنا إساءة إلى الوطن والدين والإنسانية. فممارسات الجلاد تحت راية هذا العـَلم كانت منافية للدين والقانون والأخلاق، مهينة للعراق ولدول الجوار وللمجتمع الدولي، والعبارة تذكرنا بمأساة وجراحات عميقة يلزم علينا تجاوزها لذا أرفع صوتي عاليا مع أصوات كل الشرفاء من أبناء وطني العزيز، وأناشد المسؤولين العراقيين حفظا ً للدين وقيم الوطن، برفع عبارة "الله أكبر" من عـَلمنا العراقي لنطوي صفحة مؤلمة من الماضي ونبدأ بصفحة جديدة تسودها المحبة والتآخي ولعراقنا العز والكرامة.



#ثائر_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد
- الدكتور كاظم حبيب في إنحيازه الأنساني والوطني للقوميات
- الدكتور حكمت حكيم لم يمت
- قانون الأنتخابات العراقية وأهمية المشاركة الواسعة في الأنتخا ...
- الأنتخابات العراقية القادمة معركة وطنية فاصلة
- قانون الأنتخابات العراقية وضرورة المشاركة في الأنتخابات القا ...
- الديمقراطية والعلمانية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر البياتي - أرفعوا عبارة ألله أكبر من العلم العراقي