أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى الشحتور - شغب السجون














المزيد.....

شغب السجون


مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح ان سجون العراق تفتقر الى المعايير العملية للادارة والتنظيم وحسن المعاملة.
فقد حفلت السنين الاخيرة بمختلف انواع المآسي .
واذا كانت الانتهاكات من قبيل انتزاع الاعتراف بالاكراه من ابرز تلك القضايا واكثرها شيوعا فأن الخوض في تلك المسائل يخرج من دائرة النقاش السريع والحديث العارض هذا.
ان تسليط الضوء على النماذج الاخرى هو مايدفعنا لبحث هذه القضية.
ففي عشية الاضحى تواترت التقارير مشيرة الى حدوث عصيان واسع في احد سجون بغداد.
ومن ايام قريبة شهدت الحلة حالة اكبرحجما واكثر خطرا وقبيل حوالي الشهر كان سجن المعقل مسرحا لانفجار عبوات ومعارك لم يترشح عن تفاصيها الا النزر اليسير.
وتقول تقارير الحكومة ان عشرات الارهابيين قد تمكنوا من الهروب من سجن المطار بتواطؤ من القوات الامريكية.
ولابد من التذكير بما حدث في الامس القريب عندما استهدفت طواقم حماية وادارة سجن بادوش.حيث استشهد مدير السجن وامر فوج الحماية!!
وغير هذا فقد شهد هذا السجن هروب عدد من ابناء قيادات النظام السابق.
اننا هنا لانتحدث عن المعاملة الداخلية انما نستعرض هذه الاحداث لنرى ان كان يمكن تفادي مايحدث من امورمن هذا القبيل في سجون العراق!
لقد كنت ااتردد كثيرا في قبول مايطرح من ادعاات عن الاحتجاز غير القانوني.
وانا هنا اقرر ان قناعتي تلك كانت صحيحة في صورتها الجزئية ففي الجنوب زرت من عامين برفقة قيادات الحكومات المحلية المرافق الاصلاحية وكان من ضمن تلك الوفود ممثلي مجلس القضاء حينها ترسخت قناعتي بعدم وجود معتقل لم يعرض على محكمة فكل المتهمين الذين التقيناهم في مختلف المواقف والسجون هنا كانوا قد دونوا اقوالهم بعد 24 ساعة !وهناك نظام غذاء وبرنامج خدمات صحية متاح للجميع!
واذا كان منظر السجن ومرافقه الحديثة لاتستحق الاشادة باعتباره موقعا لمقبرة الاحياء . انما ولان البعض من ارباب الجريمة ومن المتهمين الذين لايمكن درع خطرهم الا بالحجر والحجز والتغييب في غياهب السجون!
وانطلاقا من هذه الفكرة فقد شهدنا في الناصرية سجنا حديثا مصمم وفق احدث التقنيات وفن العمارة يحتوي قاعات واسعة وغرف للمحكومين متكاملة الخدمات وورش عمل واماكن للرياضة والتشميس وهناك مستوصف حديث في السجن فضلا عن كادر ممتهن يحظى باحترام النزلاء.
انما بعيدا وفي العاصمة تبدو الامور مختلفة تماما.
لقد التقيت من ايام احد ابناء اخوتي وهو شاب نابغ في علوم الالكترونيات ومهندس حاسوب.
كان هذا الشاب قد افرج عنه توا من سجن المطار . لقد استوضحته عن المعاملة وظروف احتجازه . وخلاصة مايفيد الموضوع من كلامه هو قوله ( انه بقي ثلاثين يوما ولم يجري معه التحقيق ولم يعرض على قاضي).
ولقد كان من اكثر الامور التي عاناها قيام المترجمين بنسبة افعال لم يرتكبها.
كان هذا الفتى يجيد الانكليزية ولما استدعاه احد الضباط الامريكان فوجيء برواية غريبة ينقلها المترجم العربي للمحققين الذي لم يكن حذرا ظنا منه ان عمر لايعرف مايقول للضباط.
هنا ثارت ثائرة عمر وتحدث بانكليزية واضحة صعقت المترجم النذل ليشرح ظرف اعتقاله ويفند الرواية ويحذر الامريكي من هذا اليعربي الرديء. ثم وبعيد يوم اخلي سبيله.لابفضل احد انما بفضل لاغته ولطف الله به
لقد فهمت من هذا الفتى ان العشرات من ابناءها موجودين فعلا في المعتقلات وتمضي عليهم اسابيع واشهر دون التحقيق معهم.
حدث هذا قيل عام ويحدث هذا في السجون التي لايشرف عليها القضاء والحكومة الوطنية.
ان الاحداث التي انطلقنا منها تستدعي مراجعة شاملة لما يجري في السجون فهذه الاضطرابات تنبيء عن فشل كبير في الادارة وعن نقص في الخبرة وعن مأسي انسانية يدفع الابرياء ثمنها.
نعم ومن دون شك هناك ارهابيين ومجرمين وقتلة وسفاحين تمكنت قواتنا من القبض عليهم ونحن ننادي بمحاكمتهم وانزال اقسى العقوبات بهم والاقتصاص منهم .
ونعم ان معظم الانتهاكات حدثت دون علم الحكومة وبسبب ازدواجية الادارة والمسؤولية المشتركة التي تفتح الباب للتنصل من المسؤولية.
لكننا اليوم في وضع مختلف لقد امتدت سلطة الدولة ومعظم مراكز الاصلاح باتت تحت سيطرة مؤسساتنا ومن المهم اليوم ان تجري مراجعة اوضاع السجون بسرعة وان نقف على اسباب هذا الشغب المستشري والاضطراب اليومي والمستمر .
والا فقد تقودنا احداث اخرى الى مجازر ومأي وايام عصيبة ومحن لانريد ان نراها.
ان اعادة النظر بقيادات الادارة وبالمسؤولين على الحراسة وبالمتعهدين بنظام التغذية .والمسؤولين على احضار المتهمين امام القضاة في الوقت المحدد . يستدعي معالجة عاجلة.
متمنين ان لايكون في هذا الكلام مايثير حفيظة البعض.




#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الخليج الاولى الفصل اللاحق
- مسلسل الالغاء العام
- حوسمة الانتخابات
- حر آب وحرب الاحزاب
- سفير جديد لمرحلة جديدة
- الكهرستاني ورمضان
- اقصاء المالكي لماذا
- السيادة المعنى والتدويل المغزى
- الغطرسة وقلة التجربة
- دولة القانون والعراقية
- هل راى الكون حيارى مثلنا
- وصل حقا نائب الملك
- اضواء على المغامرة الديمقراطية في العراق
- عراقية كركوك وعراقية كردستان
- عمامة السيد
- اغا نجاد،ندى اغا وبورصة السلطة!
- ايران وافاق التغيير
- الائتلافات الطائفية لاتنجب ائتلافات وطنية!
- لاننام
- السؤال الجديد؟


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى الشحتور - شغب السجون