أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - خمس بطات وخروف العيد














المزيد.....

خمس بطات وخروف العيد


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 10:24
المحور: كتابات ساخرة
    


المهاجرون الى بلاد الكفار اعتادوا على مناظر انسانية باتت في حكم البديهة بالنسبة لهم الا البعض،ومنهم انا، ماازال او مانزال ننظر الى الامر بشىء من الريبة فنحن مازلنا نعتقد بان هؤلاء اصحاب الشعر الاشقر عكسنا نحن "الشروكيين" لايحبون الا انفسهم ولايؤمنون بالله الواحد الاحد بل جعلوا له ولدا واعطوه اسما.
ماعلينا، نعود الى تلك المناظر الانسانية لنتحدث عنها بشيء من التفصيل.
المنظر الاول: وقف ظهيرة امس طابور السيارات لاكثر من خمس دقائق في شارع من اشد الشوارع ازدحاما في اوكلاند.. يقف السائقون بانتظار ان تعبر بطة أم يتبعها خمسة صغار.
ليست مبالغة اذا قلت لكم ان البطة الام عبرت الشارع من مكان العبور المخصص تتبعها صغارها، كانت الام تمشي بثقة نادرة لانها ، والله اعلم، تعرف ان السائق البشري سوف يقف"غصبا على ابو ابوه" حين يراها تعبر من طرف الشارع الى طرفه الاخر.
انه منظر الهي مقدس،وانا هنا اتكلم عن البشر وليس عن الحكومات والسياسات والديكتاتورية البغيضة والحروب اللعينة، فحين تقف عشرات السيارات بانتظار ان تعبر مجموعة من البطات فانها بداية ليصبح الانسان نظيفا من الداخل والخارج ومن هنا يبدأ كرهه للحروب والدمار والاستبداد والطغيان. لنضع الصورة في اطار آخر ،فحين يرى الاولاد والبنات كيف يسمح للبطة بعبور الشارع دون ان تصاب باذى ستنحفر هذه الصورة مع صور مماثلة اخرى في ذهنهم وحين يكبر ويستلم منصبا حكوميا ما فانه بالتأكيد يتذكر هذه البطات ويتعامل مع البشر بنفس تلك الرقة والعذوبة.
سيقول بعضكم انه حلم رومانسي فالانسان جبل على القسوة وحب الذات والانانية والحروب والرد على ذلك مرده ليس هنا فله مكان لاحق سأثبت فيه بالدليل القاطع على ان البشر يحبون بل ويعشقون السلام والامان وحب الاخرين.
المنظر الثاني: اعتاد الناس هنا في اوكلاند ان يقضوا بعض مناسباتهم مع الجبال والشلالات والحدائق الغنّاء، انهم يقطعون مئات الاميال قادمين من مختلف المدن لقضاء عطلة نهاية الاسبوع مع هدير امواج الشلالات والغابات التي يجد فيها الاطفال خير مكان لممارسة لعبة"الاستغماية". وفي الاسبوع الماضي كنت مع حشد كبير من السائقين نقود سياراتنا الى هناك، وكان علينا قبل الوصول الى هناك ان نصعد الى اعلى الجبل ثم ننحدر الى الوادي حيث المكان المقصود. وما ان بدأنا بصعود الجبل من خلال سيارات معظمها حديثة حتى توقف السير وكان نصيبي في منتصف طابور السيارات حيث شهقت سيارتي الى الاعلى ووقفت هناك وكان لابد من الوقوف رغم مخاطره فالسيارات تقف طابورا لامجال فيه للمناورة او الرجوع. سلمت امري الى الله ووقفت مع الواقفين بانتظار ان اعرف السبب اذ لابد ان يكون الامر في غاية الخطورة ولكن لم اجد اثرا لسيارة شرطة تعلن عن هذا الخطر، مرت دقائق عصيبة ونحن معلقين على سفح الجبل بانتظار الفرج. مرت بالضبط 11 دقيقة ثم تحرك السير ولكني لم اقتنع بذلك اذ لابد وانا المعروف بحاسة الكلب الشمامة ان اعرف السبب.
وعرفته ايها السادة، سائق السيارة الاولى توقف فجأة حين وجد جثة طائر "الكيوي" ملقية في منتصف الطريق ،والمعروف ان الكيوي لايعيش الا في نيوزيلندا وبلغ احترام الناس له ان وضعوه شعارا للدولة ورمزا لبلدهم في كل المناسبات. فما كان من سائق السيارة الاولى الا ان توقف ونزل من سيارته وحمل "الكيوي" الى اقرب ارض ترابية وحفر له قبرا بمساعدة السائقين القريبين منه ودفنوه هناك بكل ود واحترام.
المنظر الثالث: قبل عشرة ايام اوفد ابن ابو الطيبالى لندن لحضور احد المؤتمرات التخصصية في الهندسة. كان سعيدا لحصوله على سكن قريب من مكان صالة المؤتمرات بحيث اتيحت له فرصة ،كما قال، ان يعيد اللياقة الى بدنه بعد طول كسل.
في اليوم الثالث رأى وهو يقترب من الباب الرئيسي لهذه الصالة انها جانبها الايمن قد سيج بشريط اصفر على غرار الاشرطة التي تستعملها الشرطة لمنع العامة من الدخول لاى اماكن يجري فيها تحقيق ما.
ويكمل هو الان فيقول:بصراحة شعرت بخوف شديد لظني ان حادثا ارهابيا قد وقع خصوصا وان الصالة تضم عشرات العلماء القادمين من بلدان مختلفة ولكني لم ار اثرا للشرطة كما هو معتاد ،الشريط الاصفر وحده منتصب هناك. وبعد حين عرفت ويالهول ما عرفت فقد ابلغ احد حراس الامن ادارة المؤتمرات بان بطة قد وضعت بيضها للتو في مكان من الحديقة،وسرعان ماصدرت الاوامر بتسييج المكان ومنع اي احد من الاقتراب منه حتى تكمل البطة ترتيب بيوضها..!
ارجو الا يفهم من كلامي باني اشيد ببلاد الكفار وانقص من مكانة اهلنا، اقسم لكم ليس هذا هو القصد بل القصد هو مايجري لخروف العيد في موسم الحج.
لابد من القول بسرعة انه حسنا فعلت الحكومة السعودية حين طلبت من الحجاج هذه السنة بايداع قيمة شراء وذبح الخروف نقديا في احد البنوك على ان تقوم الجهات المختصة باجراء اللازم لاحقا. انه بكل المقاييس قرار حكيم لسببين: الاول ان عادة الذبح التي تتكرر سنويا في جميع بلدان المسلمين قد اشبعت الاولاد والبنات رعبا وخوفا خصوصا وان اولياء الامور لايولون هذا الامر اهتماما يذكر كل ماعليهم ان يذبحوا الخروف بسكين حادة وينظرون مبتهجين الى رقبته وهي تنزف دما احمر قان، اما الاولاد المساكين الذين ينظرون بدافع الفضول الى هذه الدماء فعزائهم عند رب العالمين. سيقول احدكم لماذا لايبعدون الاطفال عن هذه الدماء والجواب ان ذبح الخروف في هذه المناسبة هو واجب ديني مفروض ورب هذا الدين هو الذي يحمي هؤلاء الاطفال والاولاد حتى ولو رأوا الدماء تسيل غزيرة من رقبة الخرفان. النقطة الثانية هي كما اكد العديد من الحجيج في العام الماضي بان اطنانا من الخرفان تذبح وترمى في عربات القمامة لنقلها بعد ذلك الى المكان المعد لاتلافها او احراقها دون الاستفادة منها. فهل بعد ذلك من موجب الان لذبح الخرفان كما فعل ابو الانبياء ابراهيم الذي كان مضطرا لذلك بعد ان اراد ان يذبح ابنه؟؟.
سؤال ليس الا



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال سانجا يؤكد: شاي الوزة حلال
- الله ليس ضابط مخابرات عراقي
- آه ديكي..مكياج حلال
- قتال الديكة وكشف السر الغامض
- لم تستح ياوزير التربية فافعل ماشئت
- كلنا وياك نوري المالكي
- راحت عليكم ايها المجاهدون
- في العراق..بيت الله بالمزاد العلني
- مارأيكم دام ظلكم؟؟
- هلهولة ..الحلو في لاهاي
- انت شيعي انا شيعي ، انت سني انا سني
- ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة
- اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
- التيار الظهري ليمتد
- ميوشه بين حانة ومانه
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - خمس بطات وخروف العيد