أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟














المزيد.....

إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 09:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


بالأمس وقعت الطفلة شهد في درعا ضحية وحش بشري قام باغتصابها، وقبلها كانت خولة في حلب، وقبلها... وقبلها كثيرات ممن علمت بهنّ الصحافة، والكثيرات اللواتي لم يُسمع بهنّ لأسباب تتعلق بنمطية التفكير الاجتماعي ومنطق الخوف من الفضيحة.. وبالتالي التستر على المجرم.
واليوم نحن أمام جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان وقعت في مدينة قطنا بريف دمشق مطلع الشهر الحالي راحت ضحيتها طفلة بعمر الزهور(10 سنوات) بدافع النهم الجنسي المتوحش والشّاذ لشاب قريب لها لا يمتلك من الأخلاق ذرة تجعله يُفكّر ألف مرة قبل الإقدام على فعلته الشنيعة تلك، إضافة إلى أنه هارب من الخدمة العسكرية.
تلك الجريمة التي جعلت من اكتشفها في حالة من الذهول والمرض الذي أقعده الفراش من يومها دون أن يستطيع الكلام، بينما راح قريبه يسرد للصحافة ما حصل معه يومها قائلاً:
" حوالى الثانية والنصف ظهراً ذهب ابن عمه لسقاية الأشجار والمزروعات في أرضه في موقع البركة في قطنا وهو يدير الماء على الأثلام طافت المياه في أحدها بسبب مانع أعاقها، وعندما عمل على إزالته وجده جسماً، فظن أنه جثة لحيوان لأنه لم يخطر بباله أن يكون جثة طفلة مقتولة عارية كما خلقها الله، ودون شعور منه وجد نفسه في مركز الشرطة يعلمهم بما رأى وشاهد، وعلى الفور تحركت دورية من مركز الشرطة ووضعت يدها على الجريمة، وتم إعلام قاضي التحقيق في قطنا السيد عدنان لطف الله رئيس هيئة الكشف والذي دعا هيئة الكشف سريعاً إلى مكان اكتشاف الجثة ومعها عناصر الأدلة الجنائية لتصوير الجثة، حيث قام الطبيب الشرعي باسل ديب بالكشف عليها ومعاينتها والذي أفادنا بأنه عند الكشف على الجثة وجدها عارية و التفسخ بادٍ عليها وعلى جسدها علامات شدة، ما يعني أنها قاومت الجاني فتعرضت للضرب والاغتصاب ومن ثم الخنق وهي بعمر لا يتجاوز عشر سنوات." ‏
ولدى انتشار الخبر في المدينة انتشرت معه حالة من الارتباك والهلع بين أهالي الأطفال، ما دفعهم لمرافقة أطفالهم إلى المدارس، أو إلى أي مكان يذهب إليه الطفل لاسيما لجهة الفتيات، غير أن عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية تمكّنت من القبض على المجرم بعد حوالي /48/ ساعة وقام بتمثيل الجريمة في مكان وقوعها، شارحاً كيف استدرج الطفلة (ز.ع) (وهي قريبته) من الحارة حيث كانت تشتري من إحدى البقاليات، فأعطاها عشر ليرات لتشتري بها وبعدها أغراها بالذهاب إلى بستان قريب لقطف الباذنجان، وهناك ارتكب جريمته القذرة، وبعد أن اغتصبها قام بخنقها حتى الموت وركنها في مجرى ماء وغطّاها بأغصان الأشجار وذهب وسلّم نفسه إلى قطعته العسكرية التي كان قد فرّ منها بقصد إخفاء جريمته، لكن تعاون أهل الحي مع المحققين عجّل في التعرّف إلى الجاني والقبض عليه حسبما أوردت صحيفة تشرين.
هنا، ألا يحق للجميع التساؤل: إلى متى سيستمر مسلسل اغتصاب الطفلات والفتيات في مجتمعنا..؟
إلى متى ستبقى الطفولة في خطر..؟ وإلى متى سيبقى هؤلاء الشّاذين يعيثون قتلاً واغتصاباً وشذوذاً في المجتمع..؟
أليس هناك من إجراء واحد يكون بمثابة العبرة لمن يتجرأ على اغتصاب وقتل الطفولة بهذه الطرق الوحشية والقذرة..؟
أنا لست مع عقوبة الإعدام بالمطلق... لكن في مثل هذه الحالات لا بدّ من إجراء قضائي حازمٍ وحاسم يجعل من تراوده نفسه الإقدام على مثل تلك الأفعال الشنيعة يُفكّر مليون مرّة قبل الإقدام على فعلة مشابهة..؟
بالأمس صدر قرار محكمة درعا بحق مغتصب الطفلة شهد، والتي رصدتها ثرى بالذكر والتحليل، صدر الحكم بسجنه مدة/24سنة/ أعمال شاقّة، ومنعه من الإقامة، ودفع غرامة/400 ألف ليرة/ تعويضاً لأهل الضحية( شهد مازالت حيّة) وكذلك تجريده من حقوقه المدنية والعسكرية.
فهل يكفي هذا الحكم ليكون عبرة لمن يتجرأ على نقاء وبراءة الطفولة رغم أن الضحية ما زالت على قيد الحياة..؟ هل يشفي هذا الحكم شهد من الآثار النفسية التي عششت في روحها ونفسها..؟
وهل يكفي حكم مماثل لقاتل ومغتصب الطفلة(ز. ع) في قطنا..؟ أم أنه يحتاج لحكم أقسى وأشد ليكون عبرة لسواه من ذوي النفوس المريضة، والتي أججت غريزتها ما تبثه فضائيات الخلاعة والإباحية التي باتت ملاذاً لمراهقين لا يعرفون من الحياة سوى غرائز وحشية تتربص بهم بسبب غياب التربية السليمة والرقابة المستمرة من الأهل إن كان على مستوى التلفزيون والانترنيت، أو على مستوى الرفاق والأصدقاء الذين غالباً ما يكونون دافعاً قوياً للجوء البعض إلى تلك المسلكيات اللاأخلاقية..؟
ثمّ على الأهل أن يحذّروا أطفالهم من مرافقة أي شخص مهما كان مصدر ثقة وهم في طريقهم إلى مدارسهم أو لقضاء بعض حاجيات الأسرة، وللأسف أقول من جهة أخرى أننا مضطرون كأهل لنزع ثقة أطفالنا بالآخرين أمام ما يقع من جرائم بحق الطفولة، رغم أن هذا الأمر مؤذٍ تربوياً، لأننا نقوم بزرع بذور الشك بالجميع، وهذا ما يُبعد الطفل عن الأمان والطمأنينة التي يتطلبها عالم الطفولة لكي تنمو في مناخ من الراحة والأمان.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل المادة/308/ والتمسّك بالمادة/192/ قوّض الآمال بقانون أ ...
- القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدع ...
- عام مضى على اغتيال القضاء السوري لزهرة العزو
- مسألة المواطنة... كرامة قبل كل شيء
- جائزة ابن رشد جديرة بالحوار المتمدن
- هل نحن مواطنون حقاً...!!؟؟ أجل... لكن مع وقف التنفيذ.!!!
- التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية
- احذروا الشجار أمام الأبناء
- تأجير طفلات صغيرات كخادمات، وأسئلة برسم المعنيين
- أمومة المرأة وأنوثتها ليست أساساً للتمييز.
- - يا رضا الله ورضا الوالدين- دعاء تلاشى على إيقاع الثقافة وا ...
- محامية تلوذ بالصحافة بحثاً عن حلول وتستجدي الإنصاف من القضاء
- الرجل والمرأة.. أيهما أكثر إخلاصاً..؟
- إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!! ...
- تعاليم القبيسيات في المدارس ضرورات أم محظورات.!؟
- الجنسية... دموع ومعاناة وأبناء مقهورين
- مؤتمر المنامة والعودة لأسوار الحرملك والوأد
- وأخيراً... عيادة حديثة لفحوصات ما قبل الزواج
- عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟