جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 16:55
المحور:
الادب والفن
شكرا للتوضيح الذي قدمه القاري فؤاد النمري على أفكار المقالة.خاصة ما يتعلق بإشارتي إلى رواية جورج اورويل (مزرعة الحيوان) التي ظن ــ وبعض الظن أثم ـ أنني لم افهم مغزى الرواية حينما نشرتها في زمن الظلم والقهر والطغيان ، زمن الحكم الشمولي القمعي ، زمن صدام حسين.
لا أريد هنا مناقشة الرواية ولا أسباب قيامي بنشرها ولا أسباب منعها من قبل بوليس صدام حسين بعد نشرها حين وعى تأثيرها على كل نظام شمولي، لكنني أود القول ببضعة سطور أن من الغريب أن نجد كاتبا في الألفية الثالثة يدين خطوة روائية تنويرية لكاتب حر جريء كان هدفه مساعدة الإنسان في كل مكان حتى ولو في الاتحاد السوفيتي على التخلص من عجزه الفكري والانضمام الجريء إلى عصر التنوير . بدلا من أن يكون القارئ فؤاد النمري مراجعا جريئا للتاريخ ولمعطياته ولنتائجه بعد حوالي 60 عاما من نشر الرواية وبعد حدوث تطورات عالمية كبرى من ضمنها زوال الاتحاد السوفييتي من الوجود قبل عقدين من الزمان وبعد انتشار الشفافية والحرية والديمقراطية في سماوات العالم اجمع بسبب تعاظم نضال الشعوب بالعالم اجمع ضد كل أنواع القهر والعبودية فأنني أجده متمسكا في عام 2010 بما هو نقيض لعصر التنوير وبما هو نقيض لحرية التعبير وبما هو نقيض لحرية الروائي ـ أي روائي ـ في التخيل والتعبير. بل المؤسف أن فؤاد النمري نسى وتناسى بعض نتائج المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956 الذي أدان بجرأة كبيرة النهج الستاليني الذي وصفه المؤتمر بأنه نهج عبادة الفرد وأدان نتائجها ومساوئها وندد بجرائم ستالين وغروره وبمساوئ القمع البوليسي السري وبآثاره المدمرة في المجتمع. لكن فؤاد النمري نسى كل هذا وما بعده من دراسات شيوعية ومن تنديدات متنوعة في الميادين الفكرية كافة، وراح يطلق كلمة (جرذ) على روائي عالمي مرموق مما يدفعني بوضوح إلى تأكيد ضرورة تكريم الإنساني الروائي لأنه يتمسك بالعقل وبالسبق العقلاني مهما كانت أفكاره مغايرة لهذا القارئ أو ذاك لكي يظل الفن الروائي عنصرا رئيسيا في التنوير بعصر التنوير وبعصر الظلام أيضا.
ليس عندي الآن غير دعوة السيد فؤاد إلى مراجعة مراحل تطور الوعي الإنساني والوعي الشيوعي والوعي الروائي لكي يدرك عبر هذه المراجعة ـ كما اعتقد ـ أن علاقة الإنسان المعاصر بالحرية ما زالت علاقة معقدة بحيث أن بعض الآراء الحرة قد تزعج بعض القراء ممن يفضلون الموقف الحساس والعاطفة على الموقف العقلاني الواعي.
أملي أن يستجيب لدعوتي الأخوية الخالصة.
جاسم المطير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 18-11-2010
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟