رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 07:46
المحور:
الادب والفن
طُلّي عليهم سيدتي
فخلفَ المحرابِ كانوا يُصلّونَ طويلا
طلي عليهم
فخلفَ المحرابِ وقفوا لكِ أخرا
يا نجاة الاولين
قُداسكِ عِندَ النهر بالرصاصِ دُنِسا
صَلبوا أولادكِ للمرةِ الألف
بأبنكِ كانوا يستنجدونَ بِلا كللا
عادةُ الأعراب سيدتي
أنْ تُحلّلَ صَلبَ الدمعِ وإن مِنَ السماءِ مُنزلا
وهل مِن أمة إلا نحنُ نفخرُ بأنَ عِهرُنا حلالا !
يا سيدة المصلوب
أولادُكِ بينَ النهرينِ تاهوا
ولمْ يجدوا عَن هذا بدلا
فكمْ مِن راهبٍ عندَ أقدامهُمْ لخلاصكِ يظّلُ راكعا !
وكَمْ مِن رضيعٍ كطفلكِ أمسى باكيا !
رُدي عليهم لا تغيبي
فما عرفناكِ إلا اُماً لاتملُ النوحُ
وإنْ قضى رضيعها الليل صارخا
يا أمَ عيسى
أولادُكِ مُنذُ سنينَ يعصُرونَ الالمُ مِلحاً
يرتشِفونَ خُيوطَ الشمسِ علّ الظلمة تُصبحُ نِسيانا
شِتاتٌ بينَ الخُطوبُ
وتحت كُلِ نجمةٍ حُفِرَ لَهُمْ قبرا
كَمْ مِن صرخةٍ بضمائر الاغرابِ غُرِزتْ
لَمْ تلقى لها بالاً ولا أُذنا
يستَصرِخُكِ أهلوكِ بالنجاة أسموكِ
فهل أنتِ اليوم لهُمْ مُجيبا !
#رياض_بدر (هاشتاغ)
Riyad_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟