أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لماذا لا تنشئ الولايات المتحدة محكمة دولية لأحداث 11/9؟














المزيد.....

لماذا لا تنشئ الولايات المتحدة محكمة دولية لأحداث 11/9؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه لمن المستغرب، فعلاً، تترك الولايات المتحدة قضية قانونية وجزائية مروعة، ذات أبعاد سياسية وإستراتيجية مطعمة بنزعات ونكهات فاشوية غيبية تدميرية شاملة، وجريمة كبرى بحجم الحادي عشر من سبتمبر التي راح ضحيتها حوالي الثلاثة آلاف أمريكي، بينهم، عرب ومسلمون، وتذهب، وتكرس كل جهودها الدبلوماسية والسياسية ونفوذها الشرق أوسطي للبحث عن قتلة رجل واحد، هو رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، ومع الاحترام لروح الحريري، وضرورة البحث وإيجاد من قتله، فالعدالة واحدة، ووحدة المعايير مطلوبة وواحدة لا تتجزأ..
وبهذا الصدد، قد يقول قائل بأن الولايات المتحدة تشن حربا استنزاف طويلتين ضد ما يسمى بالإرهاب، في كل من العراق، وأفغانستان، وباكستان، وتطارد فلول القاعدة في اليمن، ونجمها الجديد اليوم هو الشيخ الأمريكي اليمني الأصل أنور العوالقي المختبئ في بحماية قبيلته في الجبال اليمنية الوعرة، وقد كلفتها حربها تلك تريليونات الدولارات حتى الآن، مع خسائر بشرية ومادية أطلسية أخرى لا تقدر ويصعب حصرها في عجالتنا هذه، وهذا الكلام صائب ومعقول، في حال واحدة هو عدم معرفة المجرم والقاتل الحقيقي، وعدم معرفة من قام بتنفيذ وتمويل وتدريب وتسمين عجول القاعدة، وبلدهم، ومنبتهم الذي يعتبر اليوم أكبر مصنع ومدجنة لتفريخ القتلة والإرهابيين والتكفيريين في العالم ، وهو من يمول حتى اليوم الإرهاب الدولي، ويملأ الفضاء ضجيجاً دموياً وفكراً تكفيرياً تحريضياً، ويحث على القتل والفتنة وإشعال الحروب، وهو من يرسل القتلة والتفجيريين والانتحاريين إلى العراق، والمسؤول الأول والمباشر في توظيف ثروات تريليونية بترودولارية في طريق الإرهاب الأسود والكر الضال والقتل، بدل توظيفها في التنمية والتعليم والصحة وإشاعة الحب وثقافة الحوار والتسامح والمحبة والتلاقي بين الناس، ولا يزال مستمراً في غيه ونشر ثقافته التي لا تجلب غير الدمار والحروب ويبدو أن هذه رغبة أمريكية صهيونية مشتركة، في إشاعة أجواء الحروب والكراهية والتطرف في سماء المنطقة، فمن مصلحة هؤلاء جميعاً، وبسبب من مشروعهم التدميري الجهنمي الشامل أن تبقى حالة الحرب والنزيف مستمرة في المنطقة، فهي السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله أن يؤمنوا بقاءهم واستمرارهم واستمرار ماكيناتهم الحربية بالعمل ومد شرايين مصانعهم الحربية بالطاقة المالية والغذاء البترودولاري، وإيجاد المبررات الحروب لشن الحروب الاستباقية ضد الشعوب والأمم الآمنة.
لقد اعتقلت الولايات المتحدة بعض الصغار، و"الأدوات" الصغار في حربها على القاعدة، وأودعتهم في سجن "غوانتانامو باي" في كوبا، ولم تجرؤ على إجراء محاكمات علنية لهم، ولا إطلاق سراحهم أو إغلاق السجن كما وعد أوباما إبان حملته الانتخابية، لأن ذلك ربما، سيفضح الأسس العسكرية والسياسية، قبل الأخلاقية، التي قامت عليها فكرة الحرب على الإرهاب، وتقوضها وتنسفها من الأساس. كما عمدت إدارة مجرم الحرب الدولي، بوش على "لفلفة" عدة دعاوي قضائية بحق "أمراء" وعائلة مالكة "خليجية" كبيرة ثبت تورطها وتمويلها لأحداث سبتمبر، وتم تمييع الموضوع عبر عدة وسائل ضغط مباشرة وغير مباشرة، ومن خلال استغلال صلاحيات الرئيس، كقائد عام للجيش في حالة حرب خارجية.
لن تتكلف الولايات المتحدة شيئاً من خلال إقامة محكمة دولية لمحاكمة مجرمي أحداث 11/9 ، ولن يستغرق الأمر كثيراً من الوقت، كما لن يستهلك شيئاً من الجهود فمعظم أركان الجريمة واضحة تقريباً للعيان، والأولى والضروري، ومن منظور وطني أمريكي، أن تقوم على الفور بإجراء هذه المحاكمة، وجلب المتورطين الحقيقيين المعروفين، بدل الذهاب مرة للعراق، وأخرى لأفغانستان، والثالثة لا يعلم بها إلا الله، وربما تكون "إيران"، فلا شيء بغريب على الحماقة الأمريكية في ظل ظهور شاهد ؟الزور" الإيراني، هذه المرة، الجديد الجنرال أصغري، وانتظروا لتروا، بأم عينيكم وأبيها، كم سيكون له من دور فاعل في مجريات الأحداث المقبلة لجهة محكمة الحريري.
لقد قلنا في مقال سابق أن الولايات المتحدة تتصرف بغباء شديد حين تحاول القبض على أدوات الجريمة، وتترك المجرم الحقيقي فاراً وطريقاً يرتكب ويسهل للمزيد من الجرائم. وها هي تغمض عينها عن جرائم وقعت على أرضها، وتحت سمعها وبصرها، مع معرفة المجرمين، ومموليهم، ومن أين أتوا، ومن يقف خلفهم، ومع ذلك لا تخطو خطوة واحدة بهذا الاتجاه، وجل إستراتيجيتها الوطنية مبنية اليوم على معرفة "قاتل" الحريري الذي سيشكل عامل "أمن قومي كبير" على ما يبدو لها ولغيرها من دول الإقليم الفاعلة.
لقد انهارت محكمة الحريري إجرائياً، وقانونياً، ووظيفياً، قبل انهيارها الأخلاقي المجلجل، ولم يعد لها من مبرر وكله بالأدلة والوثائق والأحداث المتتابعة والمعروفة، لكن يبدو أن أدوارها السياسية والتجسسية الاستخبارية الأكثر سطوعاً اليوم ما تزال مطلوبة، وهذا ما ما يدلل ويؤكد على أن محكمة الحريري هي محكمة أمريكية وإسرائيلية سياسية تجسسية بالدرجة الأولى تقوم بأعمال تجسس وجمع معلومات على أساس تحقيقات جنائية ويتم إرسالها فوراً للأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية، وهي باتت بهذا المعني الوظيفي أداة ضغط وابتزاز على دول وشعوب وأنظمة ومنظمات بعينها، دون غيرها، ليست الغاية منها الانتصار لدم الحريري وإحقاق أي نوع من الحق بل هي مشروع لفتنة كبرى قد تشيع فوضى من الصعب على أحد التحكم بها أو توجيها.
حري بالولايات المتحدة ومن منظور وطني خاص، وأخلاقي عام، أن تحاكم قتلة ثلاثة آلاف أمريكي قضى معظمهم تحت أنقاض برجي التجارة العالمي، وأن تفكر بإقامة محكمة خاصة لذلك لتجريم الفاعلين وجلبهم للمحاكمة، قبل أن تفكر بمحاكمة قتلة رجل غير أمريكي، لا يربطها به، إلا ذاك الرباط السياسي والاستراتيجي، والذي يتبين أنه أهم، بمعايير وحسابات الإدارات الأمريكية، من دماء ثلاثة آلاف مواطن أمريكي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الحجاب والنقاب: لماذا نزلت أمكم حواء عارية من السماء؟
- أوقفوا جرائم التطهير الثقافي: في أصول الفاشية والإرهاب العرب ...
- إعلان قندهار: الاستقواء بالسلفيين
- هل يتخذ سعد الحريري قراراً شجاعاً؟
- رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟
- هلال ذي الحجة
- أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس
- مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار
- لماذا أسلمت شقيقة زوجة توني بلير؟
- ما حاجتنا لنكح الرضيعات؟
- المافيا الدينية وفضائياتها
- مدرسة المشاغبين: خيبة العرب التاريخية
- تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان
- إهانة العرب
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لماذا لا تنشئ الولايات المتحدة محكمة دولية لأحداث 11/9؟