نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 08:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لقد أثار مقالي عن اللغة العامية في بلاد الشام المنشور في الحوار المتمدن نقاشاً واسعاً على موقع الفيس بوك وكان في مجمله إيجابياً، ولقد رأيت أن أنشر مداخلة قصيرة حول الموضوع على صفحات موقع الحوار.
فالمسألة المطروحة هي كالتالي:لماذا اللغة العربية الفصحى لا يتكلم بها الناس في المنزل والشارع والمطعم والمشغل على مختلف فئاتهم وطبقاتهم الاجتماعية بما فيهم المثقفين وأساتذة الجامعة والأدباء والشعراء، لدرجة أن أحد المثقفين إذا أراد أن يتكلم بالفصحى في الحياة اليومية العادية يصبح موضوعاً للتندر؟؟ في اعتقادي أن الناس في بلاد الشام والعراق وكذلك في مصر قد اكتسبوا كتلة هائلة من المفردات العربية، ولكن الذي لم يتغير لدى شعوب هذه المنطقة هو منطق اللغة ونحوها وأدوات الوصل وأحرف الجر وغيرها من الأدوات.فبقي منطق ونحو اللغة المحكية في الحياة اليومية هو منطق ونحو اللغة الآرامية أو بالأحرى اللغات القديمة للمنطقة(السومرية والأكادية والآشورية والكلدانية والفينيقية والعبرانية والآرامية).ويقول أحد الآباء الآساتذه في الكسليك:نحن نتكلم عربي ولكن بمنطق ونحو سيرياني. ويرى الباحث اللبناني جورج قرم في كتابه "تاريخ الشرق الأوسط" أن هوية المشرق العربي يتطلب تحديدها ورشة كبيرة من التنقيب عن الجيولوجية الثقافية للمنطقة وأن هذه الهوية لا تتحدد فقط بالدلالة الدينية أو القومية العربية.إني أرى أنه لا بد من مصالحة كبرى بين اللغة العربية وشقيقاتها وهذا لايضير اللغة العربية بل يرفع من شأنها ويقوي انتشارها في الحياة اليومية .وهذه المصالحة الكبرى تتطلب ورشة ضخمة في علم اللغة المقارن إن كان على مستوى النحو(سيمانتيك)على المستوى القاموسي(ليكسيك)،فقد آن الأوان لإصلاح جدي في لغتنا العربية لجعلها أكثر انفتاحاً وأسهل تعلماً وأكثر انتشاراً.
دمشق في 13/11/2010
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟