رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مواطن عراقي يتأمل الخير لبلدهِ بعد سنين عجاف إمتدّت لعقود طويلة , طالت بظلامها كل بيت عراقي تقريباً .
***
الأستاذ / نوري المالكي المحترم , مبروكَ تكليفكَ تشكيل وزارتكَ الثانية .
وعسى أن تجدَ رسالتي هذهِ ( المقتضبة قدر الإمكان ) , بعض الدقائق لتتطلع عليها في عطلة عيد الاضحى .
وكل عام والشعب العراقي بخير وفي طريقهِ , إن شاء الله .
أعرف أنّ مهمتكَ ليست سهلة أبداً , ولا هي نزهة بصحبة ملائكة من الساسة العراقيين
خصوصاً بوجود سيف الإرهاب الوهابي البعثي المقيت , ذلك الذي لايُفرّق بينَ طفل رضيع أو سيّدة أو شرطي أو وزير !
لكنّي أستطيع أن أعمّم تقريباً , أنّ تلك المهمة لم تكن يوماً سهلة حتى في الدول الغربية المستقرة ديمقراطياً منذُ قرون .
لكن الحالة العراقية , تكاد تكون من بين الأعقد في العالم ( هذا قدرنا جميعاً ) .
وحتى في طريق البلد نحو الديمقراطية نراهُ دخل الأنفاق المظلمة المختلفة .
ثمّ دخل مجموعة جينس أخيراً ( كأطول فترة لتشكيل حكومة في بلد ديمقراطي ) .
مع ذلك, ومع باقي تعقيدات المشهد العراقي , سأعرض طلبي هذا عليك علّكَ تقرأه بالصدفة
إنّهُ طلبٌ واضحٌ وصريح , بلا لفّ ولا دوران , ولا مُجاملة سياسية أودبلوماسية .
(وأعلم أنّ بعض مطالبي تخّص البرلمان ) , فعُذراً مقدّماً
****
أولاً // نُريد منكَ تشكيل حكومة تكنوقراط من سادة مشهوداً لهم بالكفاءة والإخلاص , ولامانع من تحقيق العدالة (لو أمكن) مع جميع المكونّات العراقية .
لكن لو تعارضت المحاصصة مع الكفاءة والنزاهة, فأرجوك إختار الأخيرة , ففيها مصلحة الشعب العراقي ومستقبلهِ .
إستخدم خبرتكَ للسنين الماضية في ترشيد عدد الوزارات , والتخلص من الكمّ الإضافي منها التي أستحدثت للترضيّة والتخلّص من المناكفات السياسية .
لكنّها تُخلّف بطالة مقنّعة و أعباء مالية كبيرة على البلد دون خير يُرتجى منها .
فليسَ مكافأة كل مَنْ ناضلَ ضدّ النظام البعثي الفاشي في الهور أو الجبل , أن يكون وزيراً لينال حقّهُ المهدور .
التعويض عملياً , ينبغي أن يكون بالتطوّر والخدمات لعموم العراقيين في بلدهم البائس . فالعراق كلّهُ منكوب حتى نخيلهِ وأهوارهِ وأنهارهِ !
وتذكر أنّ الشعب سيكون وراءكَ في تلك الحالة كما وقف معكَ عندما تصدّيت للإرهاب ومشروعكَ في سيادة دولة القانون .
والنتيجة العملية لهذا النوع من الوزراء , سينتظر منه الشعب , تنميّة مستدامة وتطوّر وبناء وعمران وخدمات , وفي مقدمتها الكهرباء وباقي أنواع الطاقة .
وخلق فرص عمل حقيقية , وكذلك الإستفادة من الصحوات وتشغيلهم كعمال زراعيين مثلاً في أراضي الدولة ثم تمليكهم جزء منها حسب نجاحهم في عملهم .
وتشجيع القطاع الخاص ودعمهِ ليثبت وجوده ويتولى رفع أعباء كبيرة عن الحكومة , حتى في التعليم والصحّة وما شابه .
****
ثانياً / نطلب منك تفعيل قانون مكافحة الفساد والشفافيّة والذمّة المالية للمسؤولين .
بصراحة نريد تقدّم إسم العراق في جدول الشفافية من المركز قبل الأخير الى المركز مائة مثلاً , ويقرأ ( مئة ) في عهدكَ الجديد , والذي تبقى منهُ 3 سنوات وبضعة أشهر .
ولن أبالغ في تفاؤلي وحلمي ليكون العراق من بين ال 20 دولة الأقلّ فساداً في العالم .
كوني أدرك مقدار ما زرعهُ صدّام بنفسهِ في نفوس الغالبية العظمى من الشعب .
نعلم بصعوبة المهمة لكنّ الشعب لن ينسى الشرفاء وسيجازيكَ بحبّهِ لو نجحتَ في سعيكَ .
وحبّ الشعب هو الوسام الحقيقي للسياسي الشريف .
****
ثالثاً / غالبية الشعب العراقي ممتعض ومستاء من رواتب ومخصصات البرلمانيين والوزراء وحتى راتبك أنتَ كرئيس للوزراء ,
لذا نرجو الطلب من البرلمانيين الإصغاء لصوت الشعب , وفي ذلك فوائد عظيمة للجميع
فأولاً .. لو كانت الرواتب طبيعية سيقّل التكالب على السلطة .
وستكون السلطة همّ وخدمة للشعب كما هي في باقي العالم المتحضّر .
وليست ميزة وفوائد مالية ومخصصات وحمايات وسفرات وحج ومتعة وما شابه .
وثانياً .. ستتوفر أموال كبيرة تذهب لمشاريع تنموية تؤتي أكلها لآلاف , بدل آحاد !
وفي هذا المجال , يجب توجيه عقوبة قطع الراتب للبرلماني المتغيّب عن الحضور في المرّة الأولى ومضاعفة العقوبة في الثانية وطردهِ من البرلمان في الثالثة .
وفي حالات الإنسحاب المفاجيء ( كما حصل يوم الخميس من د. علاوي عندما ذكرنا بالحركات الإنقلابية والغوغائية ) , فيكون قطع راتب شهر كامل , وطبعاً الطرد في حالة التكرار !
لأنّ الشعب يعطي رواتب للبرلمانيين ليتصرفوا بمسؤليّة داخل دائرة دوامهم
وهم ليسوا في نزهة ليخرجوا وقتما يمتعضون أو عندما يفكرون بعرض مسرحي هزيل .
وفي هذا الشأن أيضاً أرجو التفكير جدياً بمعاقبة من سنّ تلك السنّة الغبيّة ( من الصدريين) في البرلمان السابق يوم توقيع الإتفاقية العراقية الأمريكية ,
عندما أزعجونا بسيركهم البائس وتقديمهم للمحاكمة ودفع الغرامات , لأنّهم مسؤولين عن تشويه مشهد التحضّر الذي يبغيه الشعب العراقي !
****
رابعاً / لا تستسلم لضغط البعثيين والصدريين وما شابه , خصوصاً القتلة منهم !
كل من أجرم بدماء العراقيين يُحاكم , ومن ليس لهُ ذنب لا يؤخذ بالرجلين .
ويا ريت تتجمع كل القوى العلمانية الحقيقية المخلصة في حزب واحد , وكل البائسين والعنصريين في حزب ثاني ,في الإنتخابات المُقبلة
بحيث النتيجة تكون مثل أمريكا .. حزبين رئيسين !
لكن في العراق نسميهم الحزب الوطني العراقي الليبرالي مثلاً , والثاني / حزب المحافظين .
****
خامساً / هناك قوانين ممكن أن تفعل فعل العصا السحرية
مثال 1 // أعرف أنّكَ تكره النفاق والأساليب الرخيصة
لذلك أطالب بقانون تغريم لكل منافق ومطبّل ورافع للصور حتى لو كانت صور رجال الدين (( العايشين والميتين )) .
ورفع صورة أيّ سياسي خارج فترة الإنتخابات يُعتبر جريمة أخلاقية يُحاسب عليها القانون بالغرامة والسجن إن تطلّب الأمر !
لتنتهي الى الأبد في العراق قصّة تمجيد الحاكم !
فكلنّا مسؤول عن خلق الطاغية صدّام بشكلٍ أو بآخر وكذلك لو خُلق طاغية جديد اليوم .
وفي هذا المجال أيضاً لايُسمح للمرء بأكثر من دورتين برلمانية أو حتى وزارة حكومية .
لو نجحتَ في ذلك فالشعب العراقي لن ينساك وسوف يُسميّك مخلّص العراق من الفساد والنفاق .
وتلكَ من أخطر الآفات , فأرجوك فكّر بتلك النقطة بجدية تامّة .
مثال 2 // حول حقوق المواطن :
الحقوق متساوية للجميع ولا تعتمد على نسب التكوين من النسيج العراقي
فلو كانت نسبة العرب السنّة مثلاً 20 % فهذا لايعطيهم حقوق أكثر من الصابئة ونسبتهم مثلاً
2 بالألف , وكذلك لو كانت نسبة الشيعة 60% مثلاً , لاتُعطي للشيعي حقاً أكثر من المسيحي , ونسبتهِ 2 % مثلاً .
الحقوق لاتتبع النسب , الجميع متساوون .
والعصا السحرية في هذهِ الحالة إلغاء أيّ إشارة في الدستور وفي الهوية الشخصية للمواطن , لكل تقسيم وتمييز حسب الدين والعرق والنوع ,
والفيصل الوحيد هو ,, مواطن عراقي !
ملاحظة : في السويد يضطر الوزير الى الإستقالة لو أخطأ وذكر لغة أو قومية معينة للمهاجرين , حيث يعتبر ذلك (( راسيست )) منهُ أو عنصرية .
فإذا كان الوضع هكذا مع المهاجرين , فما بالكَ بين سكان البلد الأصليين أنفسهم ؟
فتصوّر لو طبّق ذلك المبدأ في العراق ؟ أعتقد الجميع سيضطر للإستقالة .
وبالمناسبة أهديك هذا المثل السويدي الرائع
De som tror att dem kan .. de kan
ويعني / هؤلاء الذين يظنّون أنّهم يستطيعون .. فهم كذلك !
فهل تظّن نفسكَ قادراً ؟
****
طلبات من أصدقائي
منصور المنسي القانع / مهندس عراقي في أمريكا
سيّدي رئيس الوزراء , ليكن راتبكَ ضعف راتب الرئيس الأمريكي , وشكراً
****
كاتبة عربية / تحبّ العراق وشعبهِ
أتمنّى تفعيل التالي :
أ / سيادة القانون وعدم تعطيله , عندما يكون الجاني من أصحاب النفوذ .
ب / نزع سلاح المليشيات الحزبية بأنواعها وإبقاء السلاح بيد الدولة فقط .
****
شامل عبد العزيز / كاتب عراقي
لم ننتهي بعد من مصطلحات المحاصصة ومرادفاتها حتى خرجوا علينا بمصطلح التوازن . وما أدراك ما التوازن ؟ خراب العراق في التوازن !
فهو يعمل على أن تكون الوزارات مستقلة , ولكتلة معينة بغّضِ النظرِ عن الكفاءة ,
وهذا سوف يؤدي إلى كارثة مستقبلاً .
***
في الختام أشكر إطلاعكَ على رسالتي وتمنياتي لكم بالنجاح .
وللشعب العراقي المظلوم حظاً أوفر مع وزارتهِ القادمة , ولتكن أوّل وزارة نحو الأمل
وكل عام والجميع بخير وسلام .
رعد الحافظ
كاتب عراقي / موقع الحوار المتمدّن
14 نوفمبر 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟