|
سفر ات من عدن
جواد المنتفجي
الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 13:27
المحور:
الادب والفن
سحر آت من عدن الجزء الأول ما بين صنعاء وبغداد متابعات لأهم ما جاء بكتابات الشاعرة ( د . ماجدة غضبان المشلب ) الباحث والأديب جواد المنتفجي استهلال: - (( اسمعني صوتك عبر حقول الدم وعفونة سجن في وطن أودعناه قصائدنا المصفرة قبل خريف العمر...! ))
السفـّر الأول قبل عقدين ونيف من الزمن، وبعد أن خدمتها الصدف اختفت عن الأنظار فجأة .. وهكذا شدت ترحالها معلنة بدء سفرها ألأول متجهة صوب عدن طاوية بذلك طلاسم أحلى ذكرياتها .. حاملة مع عتاد أنفاسها الحرى وفرة من نثار قلائدها الشعرية المتسمة بالحداثة والدلالة والرمزية، بينما أصرت على أن تخبئ الكثير منها بين طيات حقائب السفر الذي أزمعت على تنفيذه هربا من خفافيش الظلام ممن امتلأت بهم أدراج المطارات ودكات الحدود .. مخطوطات زخرت بها كوشاتها الشعرية، احتوت ديباجة أغراضها على رونق عوالم الحيوات السحرية الزاخرة بشتى العطايا الإنسانية .. سخاء عارم ما بعده سخاء، التحف بأحاسيسها المتدفقة كشلالات شمال العراق الأشم في أوقات ذوبان الثلوج، وهذا ما تكشفه لنا مجساتها الحسية التي تغطي كل بوصة من فكرها وقلبها .. دلالة على ما فقدته من عواطف جياشة في غابرات تلك الأيام.. مستعرضة فيها مرارة الماضي.. وحكايات متخمة بأهوال العشق المفتون بحب هذا الوطن .. الوطن الذي كان ولا يزال يلم أهلها وناسها وكل أصدقائها تحت خيمته الكبيرة .. خيمة يكتنفنها فرح ما سيتأتى به من حاضر مشرق آلت ظروفه بان يكون ناصع البياض كثياب زفافها .. شاملا .. باهرا .. رسمت الق كلماته ليكون واسعا .. قدم وبطريقة ما مع سالفات أمانيها السعيدة رغم فداحة ما مرت به من التجارب التي كانت قد خاضت معظم معاناتها تحت تأثيرات ورؤى أحضان الغربة .. الفراق الملتاع بكوابيسه المزرية التي لا مفر منها .. ولهذا نراها هنا تقف بصمودها المعهود لمواجهة جميع تلك الأمور بشجاعة، وهذا نقراه على شفاهها عندما تنظر لصورها التي وشحت معظم المنتديات الانترنت والمواقع الالكترونية وهي تترنم بمقطع من قصيدتها (( ندوب ))،محاولة منها بالتغلب على الحزن الذي عاشت بين ظهرانيه هناك .. على أملا بان كل شيء سيعود قريبا: - (( لم يُعدْ أصدقائي الراحلون لم يستفق أصدقائي الملتصقون في الذاكرة لم أعد كما كنتُ كلَّ القصيدة )) (3) أو بالأحرى نستطع القول وفي المضمار ذاته بان بضع من نزيف كتاباتها التي توافدت من دواخلها الملتهبة جيئة نتيجة لإرهاصات أعاشتها وشهدتها خلال سني حياتها ويبان في افقه ما ضحت به من سني عمرها، بدء من حياة الطفولة والصبا إلى الجامعة التي تخرجت منها بعد أن وفقت وبشكل تراتيب إيقاعية بين كتابة الشعر ودراساتها العلمية لامتهان الطب، وانتهاء برحلتها شطر اليمن، وهذا ما سيستقريه المتلقي والمطالع الشغوف عندما يغور في تفاصيل رحلتها إلى مملكتها الأدبية .. مملكة يانعة حدائقها الأسطورية بالتعلق وأشباه العشق .. المشتعلة جذوتها بالحب والحرب.. المزدانة جوانبها بطعم من طيبة مضايف أهلها في الجنوب .. الجنوب المتسمة قيعانه برهافة فياء نخيل بساتينه وشموخ بردي اهواره الذي عاد مؤخرا عقب سقوط الصنم .. ليعانق وبلا هوادة طراوة ونضوج أشجار فاكهة رمان بساتين ( ناحية قلعة سكر) في شمال الناصرية، حيثما كانت ولادتها .. بحيث أنها استطاعت وبجدارة استمالت وجلب اهتمام قرائها .. عن طريق مد جسور التعارف، مستخدمة اللحمة الذاتية للتواصل فيما بينهما .. وهكذا نراها كيف أنها نجحت باختيار الوصف الشعري الوجداني .. وهذا ما أوضحته في إحدى سرائر قصائدها المسماة بـ (الؤاد ): - (( أوثقـُوني إليها قبل أن يشدُّوا الرحال تجاهلتْني قوافلُ الجمال سـَكبتْني على الرمالِ كقطرةِ ماء ..! حتى نـَمَوْتُ .. في غفلةٍ منهم .. وركضتُ في شوارعِهم وسكنتُ منازلـَهم وكنت على نوافذِهم زهرةً حمراء..! )) ( 3 ) السفـّر الثاني وفي الشهادة أدلى بها الكاتب الأستاذ ( عبد الرزاق الربيعي ) في إحدى مقالاته،والتي بث لنا ومن خلالها ما تضمنته مجموعتها الموسومة بـ ( قصائد ممطرة )، والمنشور مفادها أصلا على إحدى مواقع الانترنت لحظة قيامة باستقراء طالعها الأدبي وهي تعيش في سفـّر مراحلها الأولى لكتابة القصيدة .. حين قال: - " بعد طول انتظار، وتمهل، ومراجعة، أمطرت غيوم الشاعرة ماجدة غضبان وكان مطرها قصائد مثخنة بأوجاع شاعرة تعيش في خضم أزمنة تضع الألم عنوانا لها. لقد عرفت الشاعرة منذ سنوات بعيدة، حيث كانت موزعة بين دراستها العلمية الطبية وهوس القصيدة، وفي بداية تلك المعرفة كانت تعرض لي نصوصا كتبتها على حواف أوراق مليئة بالمصطلحات الطبية والرسومات التوضيحية لأنها كانت تكتب تلك النصوص والمقاطع في قاعة المحاضرات، فظننت إن العلاقة بالكتابة ستنتهي بمجرد أن تتخرج وتدخل في خضم الحياة العملية، وسيجف نبع الشعر المتدفق في وجدانها، لكنها فاجأتني باستمرار تدفق ماء هذا النبع، عندها تيقنت بأن الكتابة بالنسبة للشاعرة ماجدة غضبان ليست تعبيرا عن نفثات وجدانية، بل هي إنها موقف من العالم والوجود"( 2) . وهنا لابد لنا من الاستماع قليلا إلى صوت الخرير الذي دلنا على منبعه الكاتب( عبد الرزاق الربيعي ) .. والمنوه عنه في المقطع الثالث من قصيدتها (( اليتم )): - (( اقضم قصائدي أشذبها امنحها شكلا أقطعُها من هنا أمزقـُها من هناك أريدُها أن تكون طفلتي بصوتي حين ينزفُ قلمي حين يلدُ دمي قصيدتي الريح ُ .............. .............. أيتها الريحُ ............. ............. هاك ِ صوتي احملي وجهي لعلَّ الرجلَ الذي يقفُ هناك ... بعيدا ً ينقشُهُ على جدار ٍ وتلمحُهُ العيونُ التي لا تعرفُ الأسوار التي عَرَفنا !! )) (3) السفـّر الثالث ولا تتعجب عزيزي القارئ أن أفدتك بمعلومة أخرى في الجزء الأول من مبحثنا هذا بان تسمية المكان الذي ولدت فيه الشاعرة المذكورة، والواقع حاليا في شمال محافظة الناصرية .. كان يعود لاسم جدها المدعو( سكر المشلب )، والمنسوب إلى عشائر (عنزة) .. ذلك الرجل الذي كان يرتجل الشعر، إضافة إلى ما تمتع به من صفات الفارس الهمام، بعد أن جاء مرتحلا ليحل ضيفا على احد شيوخ آل ( السعدون ) ممن كان يفرض سطوت حكمه على الضفة اليمنى ..فمنحه الضفة اليسرى من منطقة ( الغراف ) سعيا منه لمساعدته للقضاء على فلول الظلام من أشرار الخلق المتمثلين باللصوص وشرذمة الفجار، والذين كانوا يعترضون القوافل التجارية التي كانت ترتاد تلك المناطق الواسعة الثرة ربوعها بالخير الوفير حينذاك .. وطلب منه تأديبهم، ووضع حدا لما كانوا يقومون به من جرائم ضد العزل من المسافرين.. ولهذا جهد لبناء قلعة .. والتي سميت منذ أزل ليس ببعيد بـ ( قلعة سكـّر) نسبة إليه .. وعندما أكمل بنائها صعد على احد جدارها وهتف بأهزوجته المشهورة: - (( عوزج طوف وصرتي علة)).. أي بمعني أن هذه القلعة أضحت علة وسد منيعا بوجه الأعداء.. أضف إلى ذلك انه كان لهذه القلعة مواقف تاريخية أخرى ضرب فيها أروع ملامح الصمود والتحدي العراقي عقب موت جد الشاعرة المذكورة، والتي توافقت مع قيام ثورة العشرين حيثما كانوا ينطلق منها الثوار لمقاومة جيش الاحتلال الانكليزي، بينما راحوا يتوارون فيها ليهجمون ليلا من هناك . وهذا ما تبينه لنا الشاعرة في وصفها لشجاعة جدها وهي تتأسف عليه: - (( لجدي زاد لا سواه وا أسفاه سيف و غارة على قلعة الجوار)) (4)
السفـّر الرابع وللشاعرة ( د. ماجد غضبان سكر المشلب الناصري ) سيرة إبداعية حافلة بمجمل من النشاطات التي احتفت بها الكثير من المحافل الأدبية والمؤتمرات الثقافية، كما وتناولها الكثير من النقاد والباحثين والكتاب بدراسات مستفيضة .. حيث تلخصت بدءا من ولادتها في محافظة الناصرية - ناحية قلعة سكر عام 1964، مرورا بحصولها على شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد بالطب والجراحة البيطرية عام 1988، إلى أخر مشوار لها والمتمثل بالعيش شطرا من حياتها في اليمن، علما أنها نشطت ثقافيا هناك عقب توفر المناخات الملائمة لنشر نتاجاتها .. ومن ثم عادت إلى بغداد لتتنعم بأجواء الحرية الثقافية بعد حرب التحرير، هربا من آتون الجحيم الذي سعرت به تلك الأمكنة نتيجة للاتهام ممن كانوا يوالون النظام البائد بان العراقيين هم من ساهموا بسقوط صنمهم .. وقد حظيت باستقبال رحيب للعديد من المواقع الالكترونية والمجلات والجرائد السفـّر الخامس صدر لها : - مجموعة شعرية بعنوان قصائد ممطرة - صدرت عن دار نشر بلد الطيوب - لو كان للحشرجة ريشة ودواة للنشر - صدرت عن نفس الدار لها تحت الطبع : - الآن ارتشفت زبد الحب - مجموعة قصصية بعنوان " لو كان للحشرجة ريشة ودواة للنشر" الانجازات الأدبية والثقافية : - حازت إحدى قصائدها على لقب أجمل قصيدة في منتدى عاطف الجندي عن مجموعتها "نصوص قصائد ممطرة" - اختيرت قصيدة " قلائد الذهب "وهي مترجمة إلى خمس لغات كأضخم انطولوجيا عربية - مواظبة على نشر معظم نتاجاتها الأدبية في المطبوعات اليومية من صحف ومجلات إضافة إلى العديد من المواقع لالكترونية المصادر: (1) من مجموعة الشاعرة ماجدة الغضبان قصيدة " نقوش أثرية على وجه البحر- النقش الأول" (2)عبد الرزاق الربيعي . عن مقاله مطر ( ماجدة غضبان) الشعري (3) ماجدة غضبان . قصائد ممطرة. قصيدة الوأد (3) ماجدة غضبان . قصائد ممطرة. قصيدة اليتم / المقطع الثالث (4) ماجدة غضبان . من مجموعة وصايا ما قبل التدوين . تنويه : ولإسفارها بقية ستأتي
#جواد_المنتفجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيؤكلكم الحطب
-
عودة الغائب ألينا مجددا
-
للهدوء أحكامه
-
قراءات في قصيدة (( معلقة أنا ))
-
دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب
-
منهج التربية الرياضية الحديثة
-
أيام البنفسج
-
ابراهيم سبتي في امسيته القصصية : القصة القصيرة جدا عراقية ال
...
المزيد.....
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|