|
دور الأممية الرابعة ومهامها [القسم الاخير]
المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 22:28
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مقرر المؤتمر الأممية الرابعة السادس عشر –
نشرت المناضل-ة بالعدد السابق القسم الأول من هذا المقرر، فيما يلي قسمه الثاني الاخير
4- نريد ان ننخرط في إعادة تنظيم حركة عمالية مناهضة للرأسمالية من أجل خلق يسار جديد في مستوى تحدي هذا القرن و إعادة بناء الحركة العمالية، وبنياتها، ووعيها الطبقي، واستقلالها إزاء البرجوازية على الصعيد السياسي و الثقافي: يسار مناهض للرأسمالية، وأممي، و بيئي، و نسواني، يسار بديل بجلاء للاشتراكية الديمقراطية و لحكوماتها يسار يناضل من اجل اشتراكية القرن 21، المسيرة ذاتيا والديمقراطية والمسلحة ببرنامج مطابق لبلوغ ذلك الهدف’ يسار مدرك بأن بلوغ هذا الهدف يستدعي القطع مع الرأسمالية و منطقها، ومن ثمة عدم المشاركة مع الممثلين السياسيين الذين لا يريدون القطع مع الرأسمالية في تسيير ما يُراد محاربته’ يسار تعددي و راسخ في الحركات الاجتماعية وفي عالم الشغل، ودامج لكفاحية العمال، ونضالات تحرر النساء، وحركة المثليين والنضالات البيئية’ يسار غير مؤسسي يبني إستراتيجيته على التنظيم الذاتي للبروليتاريا ولكافة المضطهدين-ت وفق مبدأ تحرر العمال من صنع العمال أنفسهم’ يسار يحفز كل أشكال التنظيم الذاتي للعمال وللطبقات الشعبية، ويحفز لديهم قدرة التفكير واتخاذ القرار والعمل لحسابهم الخاص يسار يدمج القطاعات الاجتماعية الجديدة، والمواضيع الجديدة مثل المعبر عنها في المنتديات الاجتماعية العالمية، لا سيما الخاصة بالأجيال الجديدة لأن الجديد لا يخلق من القديم فقط، يسار أممي ومناهض للامبريالية يناضل ضد الهيمنة والحرب، ومن أجل تقرير مصير الشعوب و يرسم إطارا لمنظمة أممية جماهيرية و ديمقراطية يسار قادر على ربط الإرث الثمين للماركسية النقدية والثورية مع البلورة الفكرية النسوانية و الاشتراكية البيئية أو بلورات حركات السكان الأصليين بأمريكا اللاتينية يسار مستقل وطبقي يناضل من اجل أوسع وحدة عمل ضد الأزمة ومن اجل حقوق العمال والمضطهدين- ت ومكاسبهم وتطلعاتهم. هذه هي معايير المضمون النوعي لوجهة نظرنا لبناء أدوات سياسية جديدة مناهضة للرأسمالية مفيدة لمحاربة النظام الراهن. 5- في هذا المبتغى تُطرح مشاكل بناء الأممية الرابعة، وأحزاب مناهضة للرأسمالية جديدة و تجميعات عالمية جديدة . وقد عبرنا عنها منذ 1992 ، وبالتالي في المؤتمرين الأخيرين، بصيغة "حقبة جديدة، برنامج جديد، حزب جديد" المعروضة في نصوص الأممية. نؤكد جوهر اختيارات مؤتمرنا العالمي الأخير في العام 2003 حول بناء أحزاب مناهضة للرأسمالية عريضة. إن الأممية الرابعة تواجه، إجمالا، طورا جديدا. يجب على المناضلين والأنوية والمنظمات الماركسية الثورية أن تطرح مشكل بناء تشكيلات سياسية عريضة، مناهضة للرأسمالية، و ثورية في منظور تمثيل سياسي جديد للعمال مستقل يراعي تنوع الطبقة العاملة ( ميز حسب النوع والعرق و التوفر على أوراق ثبوتية أو لا، وأشكال ميز حسب العمر و التوجه الجنسي)، ويدافع بحزم عن برنامج طبقي.
إن بناء أحزاب مناهضة للرأسمالية عريضة يمثل جوابنا الراهن على أزمة الحركة العمالية واليسار وعلى الحاجة إلى إعادة بنائها. يستند هذا المشروع على النضالات الجماهيرية، ومركزية الحركات الجماهيرية و بزوغ جيل جديد. طبعا،هذا لا يلغي هويتنا الماركسية الثورية والبيئية و النسوانية و الأممية و هدفنا الأساسي المتمثل في إطاحة الرأسمالية من اجل إقامة سلطة جديدة على أساس الديمقراطية و المشاركة المباشرة أي ديمقراطية اشتراكية حقيقية.
يصح هذا على صعيد كل بلد وعلى الصعيد العالمي. على قاعدة تجربة الصراع الطبقي، وتطور حركة العولمة البديلة، ونضالا المقاومة و التعبئات المناوئة للحرب في السنوات العشر الأخيرة، لا سيما على قاعدة دروس تطور حزب شغيلة البرازيل وحزب إعادة البناء الشيوعية بايطاليا، ونقاشات اليسار المناهض لليبراية بفرنسا، انخرط الماركسيون الثوريون في السنوات الأخيرة في بناء حزب الحرية و الاشتراكية بالبرازيل واليسار النقدي بايطالي وحزب مناهضة الرأسمالية الجديد بفرنسا و ريسبيكت Respect في انجلترا وحزب العمل البولوني. كما واصلنا، وفق هذا المنظور، تجارب بناء كتلة اليسار في البرتغال و التحالف الأحمر الاخضر في الدنمرك. و يتمثل الهدف المشترك، باختلاف السبل، في أحزاب مناهضة للرأسمالية عريضة. ليس المقصود استعادة الصيغ القديمة لتجميع التيارت الثورية وحدها.
إن الطموح يتعدى تجميع القوى الثورية. يمكن أن تكون هذه نقطة ارتكاز لعملية التجميع هذه بشرط توجهها الواضح نحو بناء تلك الأحزاب المناهضة للرأسمالية. ليس ثمة نموذج لأن كل عملية تجميع تراعي الخصوصيات وميزان القوى الوطنيين، لكن يجب أن يكون هدفنا السعي إلى بناء قوى سياسية عريضة مناهضة للرأسمالية ومستقلة عن الاشتراكية الديمقراطية وعن يسار الوسط، أي تشكيلات ترفض كل سياسة مشاركة آو مساندة لحكومات التعاون الطبقي- أي اليوم حكومات مع الاشتراكية الديمقراطية ويسار الوسط- ، قوى تدرك أن تحقيق انتصارات تتعلق بحقوق النساء، مثل الاستفتاء حول الإجهاض في البرتغال،يعزز معسكر مناهضي الرأسمالية. هذا هو المنظور الذي يجب ان يحكم توجهنا.
وما نعلم عن تجارب التوضيح وإعادة التنظيم في إفريقيا وآسيا يصب في الاتجاه عينه. لكن في بلدان جنوب امريكا اللاتينية، يجب ان يدمج بناء أحزاب مناهضة للرأسمالية منذ البداية تبنيا واضحا للاشتراكية. عبر هذه العملية يمكن أن نشهد نموا جديدا.
وحيث نعمل داخل قوى سياسية عريضة، يتعين النضال من اجل حق التنظيم الذاتي، داخل تلك الأحزاب، للنساء و للمثليين جنسيا، وان يرد هذا التنظيم الذاتي في برامجها وفي ممارستها السياسية. هذا التنظيم الذاتي وسيلة لمقاومة ضغوط الانتخابوية والنزعة المؤسسية. الحق في التنظيم الذاتي هام في التشكيلات السياسية الراديكالية الجديدة ببلدان عديدة بأمريكا اللاتينية بهدف النضال من اجل اشتراكية القرن 21 انطلاقا من القاعدة وضد الميول السلطوية والجنوح إلى إعادة ارتكاب أخطاء القرن 20 . بوجه عام ننطلق داخل تلك القوى من فهم مرتبط برؤيتنا للاشتراكية وبضرورة جواب حازم وجماعي على كل تجليات الميز الجنسي والعرقي والكاره للإسلام و المعادي للسامية و المعادي للمثلية الجنسية. كما نناضل من اجل ايلاء اهتمام خاص لتنظيم الشباب ومن اجل دمج إشكاليات النساء والمثليين-ة ومزدوجي-ة النوع و المهاجرين والسود في المواقف السياسية للحزب و في التدخل اليومي ومن اجل تمثيل الرفاق المضطهدين على نحو خاص في قيادة الحزب، وضمن الناطقين باسمه و في الترشيح إلى هذه الوظائف.
6- هوذا الإطار الذي يتعين علينا ان نتناول فيه العلاقات بين بناء الأممية الرابعة و سياسة تجميع مناهض للرأسمالية على الُصعد للوطنية والقارية والعالمية. يجب نقاش كيفية تعزيز الأممية الرابعة وتحويلها لجعلها أداة فعالة في منظور تجمع عالمي جديد. كنا بدأنا نقيم ندوات لليسار المعادي للرأسمالية وندوات عالمية أخرى، لكن بنتائج محدودة. وعلى الصعيد العالمي، ضاعفنا على قاعدة هذه السياسة الندوات ومبادرات التلاقي و التجميع العالمي: بناء اليسار المعادي للرأسمالية بأوربا، مع كتلة اليسار البرتغالية والتحالف الأحمر الأخضر الدانمركي، و الحزب الاشتراكي الاسكتلندي. واشتغلنا مع منظمات مثل حزب العمال الاشتراكي البريطاني. كما شاركت بتلك الندوات أحزاب أخرى – إصلاحية يسارية حتى- كان لها في لحظة ما تطور سياسي "يساري" مثل حزب إعادة البناء الشيوعية الايطالي او سيناسبيسموس باليونان.كا نظمنا ندوات عالمية لمنظمات ثورية ومناهضة للرأسمالية أثناء المنتديات الاجتماعية العالمية و في مومباي بالهند او بورتو اليغري و بليم بالبرازيل. ونسجنا على هذا الصعيد علاقات تضامن مع حزب الحرية والاشتراكية بالبرازيل في قطعه مع حزب الشغيلة البرازيلي بقيادة لولا. وساندنا جهود رفاقنا الايطاليين لبناء بديل مناهض للرأسمالية عن سياسة قيادة حزب إعادة البناء الشيوعية بايطاليا. تبرز هذه العناصر طراز التوجه الذي نريد تطبيقه. وعلى هذا النحو تدل مختلف الندوات المنعقدة في العامين 2008 و 2009 ضرورات وإمكانات عمل ونقاش مشتركين لعدد هام من المنظمات والتيارات المناهضة للرأسمالية بأوربا. يجب الآن مواصلة سياسة اجتماعات وندوات مفتوحة حول مواضيع تفكير استراتيجي و برنامجي و أعمال مشتركة عبر حملات أو مواعيد تعبئة دولية.
7- قامت الأممية الرابعة و فروعها وستواصل القيام بدور أساسي في الدفاع عن برنامج مطالب مستعجلة لكن أيضا انتقالية نحو الاشتراكية، وفي الدفع بهكذا برنامج و تطبيقه، وعن سياسة جبهة موحدة ترمي إلى تعبئة جماهير العمال ومنظماتهم، وسياسة وحدة واستقلال الطبقة العاملة ضد كل أشكال التحالف مع البرجوازية، وضد كل مشاركة في حكومات تسير الدولة و الاقتصاد الرأسماليين متخلية عن أي نزعة أممية أو معركة للقضاء على أشكال التفاوت و الميز على أساس النوع والعرق و الدين أو التوجه الجنسي.
قامت الأممية الرابعة ولا زالت بدور وظيفي ليبقي حيا تاريخ التيار الماركسي الثوري و "لفهم العالم" وتفاعل تحاليل وتجارب المناضلين و التيارات او المنظمات الثورية وتجميع المنظمات والتيارات والمناضلين الذين يتقاسمون نفس الرؤية الإستراتيجية و نفس اختيارات التجميعات العريضة على أسس ثورية. إن وجود إطار عالمي يتيح "التفكير في السياسة" مكسب لا غنى عنه لتدخل الثوريين. يجب على النزعة الأممية المنسجمة مع نفسها أن تطرح سؤال إطار عالمي. لكن ليس للأممية الرابعة ، لأسباب تاريخية قامت هي ذاتها بتحليلها، الشرعية لتجسد هي ذاتها المنظمة الأممية الجماهيرية الجديدة التي نحن بحاجة إليها. لذا مذ يتعلق الأمر بالقيام بخطوة إلى أمام في تجميع قوى مناهضة للرأسمالية، لا يمكن لتلك المنظمات الجديدة بأوربا وأمريكا اللاتينية أن تندرج أو تنخرط في هذا التجمع او ذاك المنتسب إلى الأممية الرابعة، وهذا أيا كانت المرجع – مورينيون سابقون، لامبرتيون، الاتجاه الاشتراكي الأممي (حزب العمال الاشتراكي البريطاني)، اللجنة من اجل أممية عالمية (الحزب الاشتراكي البريطاني) آو تنويعات تروتسكية أخرى. نشير مع ذلك إلى فرق كبير بين الأممية الرابعة و هذه التجمعات، فضلا عن المواقف السياسية، متمثلة في قيامها على تنسيق ديمقراطي للفروع والمناضلين، فيما التجمعات العالمية الأخرى عبارة عن "أمميات-تكتلات" او تنسيقات قائمة على "أحزاب-تكتلات" لا تحترم قواعد الاشتغال الديمقراطي، لا سيما حق تكوين الاتجاهات. إن الحدود التاريخية لهذه التيارات "التروتسكية" العالمية، مثل تيارات ماوية سابقا او شيوعية سابقا- تحول اليوم دون التقدم في بلورة تجميعات عالمية جديدة. أما نداءات تشافيز او غيره إلى قيام منظمات أممية جديدة، فإنها لا تقف على الساحة ذاتها. جلي أنها تطرح مشاكل أساس سياسي ولكن أيضا مشاكل علاقات بين الدول والمنظمات. يطرح نداء تشافيز الداعي إلى تشكيل منظمة أممية خامسة مسائل أخرى حول أصلها و إطارها أي قابليتها للحياة. تؤكد الأممية الرابعة استعدادها للمشاركة في النقاشات واللقاءات التحضيرية التي قد تُنظم. سنتقدم بمكاسبنا التاريخية ورؤيتنا لما يمكن أن تكون عليه منظمة أممية جديدة و أسسها البرنامجية. لا يمكن أن تولد منظمة أممية جديدة حقيقية إلا إذا كان أعضاؤها يشتركون برنامجا، وقدرة تدخل، واشتغالا ديمقراطيا و تعدديا، وكذا استقلالا واضحا إزاء الحكومات بهدف القطع مع الرأسمالية.
في ظل ميزان القوى الراهن، يجب بالأحرى على سياسة التقدم نحو منظمة جماهيرية ان تسلك طريق ندوات مفتوحة و مركزة على مسائل سياسية مركزية- تحركات، حملات، مواضيع خاصة او نقاشات- تتيح تلاقي وبزوغ أقطاب مناهضة للرأسمالية وثورية. في هذا الاتجاه تتعامل الأممية الرابعة ايجابيا مع الاقتراحات الصادرة عن تيارات ماركسية ثورية و/أو مجموعات تشاطرنا فهما للوضع العالمي وتطمح أيضا في بناء إطارات عالمية جديدة. في الأحزاب الجديدة المناهضة للٍرأسمالية التي قد تتشكل في السنوات المقبلة وتعبر عن المرحلة لراهنة من كفاحية وتجربة ووعي القطاعات الأكثر انخراطا في السعي إلى بديل مناهض للرأسمالية، تطرح وستطرح مسألة منظمة أممية جديدة. نعمل، وسنعمل، على ألا تطرح المسألة بصيغ إيديولوجية أو تاريخية وإلا انقسمت و تفجرت. يجب أن تطرح على مستوى مزدوج، التلاقي السياسي الفعلي حول مهام التدخل العالمي وتعددية التشكيلات الجديدة التي يجب أن تجمع تيارات من أصول متباينة: تروسكيين من مختلف المشارب ، لاسلطويين، نقابيين ثوريين، قوميين ثوريين، إصلاحيين يساريين. لذا بوجه عام، لما كانت ثمة أوجه تقدم نحو أحزاب جديدة، اقترحنا أن يكون اشتغال الحزب الجديد العريض قائما على حق تكوين الاتجاهات أو التيارات، وان يتنظم أنصار الأممية الرابعة في هذه الأحزاب الجديدة بأشكال يتيعن تحديدها، حسب الأوضاع الخاصة بكل حزب. إن رفاقنا البرتغاليين في كتلة اليسار، و الدانمركيين في التحالف الأحمر والأخضر و البرازيليين في حزب الاشتراكية والحرية، منظمون بأشكال خاصة كتيارات أممية رابعة أو تيارات طبقية مع حساسيات أخرى.
8- نواجه في هذه الحركة أوجه لاتزامن بين بناء الحزب على صعيد وطني و بناء تجمعات عالمية جديدة. قد تكون ثمة في الوضع الراهن، او في السنوات المقبلة، أحزاب جديدة مناهضة للرأسمالية في جملة بلدان، لكن بزوغ تجمع عالمي جديد، أو بالأحرى منظمة أممية جديدة ليس واردا في هذه المرحلة. لن تكون منظمة أممية جديدة غير نتيجة مرحلة مديدة من التحركات المشتركة و فهم مشترك للإحداث والمهام لإطاحة الرأسمالية. إن هذا، إذ يثبت ضرورة سياسة تجميع عالمي، يؤكد مسؤولية الأممية الرابعة الخاصة ومن ثمة وجوب تعزيزها. بوسعنا وبعزمنا أن نمثل إطارا تنظيميا جذابا، ديمقراطيا، لمنظمات ثورية تشترك معنا نفس المشاريع السياسية. في هذه الدينامية يتموضع رفاقنا الفيليبينيون، والباكستانيون، والروس و ربما غدا البولونيون آو الماليون، مثلا.
9- إن لنا فعلا دورا خاصا اعترفت به جملة تيارات سياسية. و بوسعنا أن نكون الوحيدين القادرين على خلق تلاق لقوى سياسية من أصول متباينة. هذا مثلا ما يقول لنا بأمريكا اللاتينية رفاقنا الفنزويليون في الاتحاد الوطني للعمل، وتيارات يسارية أخرى ضمن السيرورة البوليفارية. وتلك الحال أيضا بأوربا، في إطار علاقات اليسار الأوربي المناهض للرأسمالية، وتلك المنسوجة مع تيارات أخرى. لذا نسعى إلى تلاقي كل هذه القوى. لن يكون ثمة تجاوز تنظيمي فوري. لكننا نريد أن تقوم الأممية الرابعة بدور "ميسر" للتلاقيات في أفق تجمعات عالمية جديدة.
10- لهذا السبب، يستدعي توطدنا و ونهوضنا بهذا الدور تعزيز كل هيئات الأممية الرابعة: اجتماعات منتظمة للمكتب، اللجان العالمية، مجموعات العمل الخاصة، أسفار، مبادلات بين الفروع. يجب تدعيم ما قامت به الأممية من نشاط في السنوات الأخيرة، بتأمين انتظام اجتماعات المكاتب السياسية الأوربية وكذا جهود تنسيق الفروع بأمريكا اللاتينية. يجب أن يؤمن الاشتغال المنتظم لهيئات القيادة التي تنعقد كل سنة ممثلة زهاء 30 منظمة الاستمرارية – المكتب، اجتماعات المكاتب السياسية الأوربية، اللجنة العالمية- الاستمرارية لتيارنا العالمي.
يجب أن تعمل الأممية الرابعة ليكون لها وجود أقوى بأمريكا اللاتينية. يجب البحث عن أشكال و وسائل مساعدة المجموعات التي تتعاطف بمختلف البلدان مع مواقفنا دون أن تكون لديها ما يكفي من قدرة تنظيمية و مستوى تكوين بوجه قوى يسارية أخرى منظمة بمختلف البلدان.
نقص الموارد، وانخفاض عدد النساء، لا سيما في قياداتنا، في الفترة الأخيرة( نتيجة تراجع نشاط حركة نسوانية قوية، ما اثر على منظماتنا الوطنيةـ وبالتالي على الأممية)، كان من نتائجه أننا لم نكن قادرين على تنشيط لجنة نساء فعالة، ولا تنظيم لقاءات إقليمية و مدرسة عالمية. منذ العام 2000، نظمنا ثلاث ندوات دراسية نسائية، ولقاءات غير مختلطة مع كل اجتماع للجنة العالمية. و أتاح هذا الحفاظ على منظورات عالمية محدودة وهشة لكنها فعلية حول مسائل النساء. بالنظر إلى المكانة المركزية لفهمنا لاضطهاد النساء النوعي، والطبيعة الإستراتيجية للمعركة ضد هذا الاضطهاد، والمعارك من اجل بناء حركة نساء مستقلة تتبنى منظورات مناهضة للرأسمالية، يتعين علينا أن نجد، في المرحلة المقبلة، الموارد الضرورية لضمان أن تكون هذه المسألة عنصرا مركزيا في منظورنا المناهض للرأسمالية. يجب أيضا في هذا الإطار أن نوطد لجنتنا العالمية للنساء ونبادر إلى نقاشات حول هذا الموضوع مع شركائنا، باقتراح مشاركتهم في الندوات الدراسية و في مدارس معهدنا. ويجب أيضا القيام بهذه العملية على الصعيد الوطني.
كما يجب أن نتأكد من كون النساء في منظماتنا- وفي الأحزاب الجديدة التي نبني- يجدن مكانتهن و من ان تبنى التكافؤ او الحصص النسائية في القيادات او في قوائم الانتخابات ليس جوابا كافيا على ما يعوق مشاركتهن الكاملة في العمليات السياسية. ونشير هنا إلى أن مجموع التدابير التي تشكل خطة عمل قد قدمت للمؤتمر العالمي لعام 1991 في المقرر حول العمل الايجابي.
يجب أن يكون لمخيم الشباب المنظم كل سنة بمشاركة زهاء 500 رفيق مكانة مركزية في عمل فروعنا الأوربية الشبابي في منظور تكوين اطر أممية شابة. و فيما تنخرط أكثر فأكثر منظمتنا الأوربية في تشكيلات مناهضة للرأسمالية أوسع، نواصل تشجيع استدعاء شباب منظمات أوسع، وكذا مشاركة في الندوة الدراسية في امستردام في عطلة عيد الفصح. المخيم مناسبة هامة ليلتقي رفاقنا الأوربيون الشباب رفاق قارات أخرى و تكتسي جهود المنظمات غير الأوربية لإشراك رفاق في المخيم أهمية بالغة. وبما هو المبادرة المنتظمة الوحيدة للأممية الرابعة ، يقوم المخيم أيضا بدور مكان يمكن أن يدعى اليه شباب متحدر من المنظمات التي نقيم معها علاقات دائمة، كما فعلنا في RIJ اليونان في العام 2009 حيث حضرت وفود صغيرة من روسيا و أوكرانيا و روسيا البيضاء و بولونيا وكرواتيا.
قام معهد التكوين بتحقيق نمو جديد. يجب الآن تنظيم المدارس دوريا و الندوات و تأمين توازن تسييره وتنشيطه. كما يجب أن تفتح الأممية الرابعة اجتماعاتها و معهدها. إن للمعهد مكانة مركزية ليس في تكوين اطر الفروع وحسب بل حتى للإسهام في المبادلات بين التيارات والتجارب العالمية المختلفة. وقد كانت الندوة الدراسية حول تبدل المناخ المفتوحة بوجه عدد من الخبراء الدوليين مثالا جيدا عن ذلك. تدل الندوات المنظمة مؤخرا على ضرورة وإمكان بوتقة بلورة برنامجية حول المسائل الأساسية التي تطرحها التيارات الثورية والمناهضة للرأسمالية.
ويمثل وجود مدرسة عالمية بالفلبين أداة بالغة الأهمية لتكوين أجيال مناضلين ثوريين جديدة قادمة من آسيا برمتها ولتقاسم تجاربهم. وقريبا ستفتح مدرسة في إسلام أباد بباكستان ستوسع قدرتنا على تكوين مناضلين و تنظيم نقاشات سياسية في آسيا الجنوبية. و يجب على الأممية الرابعة ان تمنح دعمها التام لمعهدي مانيلا وإسلام آباد. لقد كانت مدارسنا على الدوام مناسبات لدعوة منظمات نسعى إلى علاقات دائمة معها. وهذا ما نروم توطيده وتوسيعه مستقبلا.
باختصار، في الأزمنة المقبلة و في منظور يرمي إلى بناء تجمع عالمي جديد أو منظمة أممية جديدة، تمثل الأممية الرابعة - بما هي إطار عالمي- مكسبا أساسيا للماركسيين الثوريين.
==========
صودق على هذا المقرر بنسبة 90,82 بالمائة من الانتدابات مقابل 8,16 ضده، و 1,02 امتناع
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمل الثوريين في النقابات اليوم
-
فرنسا: نموذج تعبئة جديد
-
فرنسا: حركة اجتماعية غير مسبوقة
-
أفغانستان : الامبريالية في ورطة
-
مميزات الحالة السياسة، ومهام الاشتراكيين الثوريين
-
عبودية خادمات البيوت وجه لهمجية الرأسمالية التابعة
-
الدولة الإسبانية: مواصلة التعبئات حتى سحب سياسات أرباب العمل
...
-
مقابلة أوليفييه بوزانسونو مع جريدة لومانتيه
-
فرنسا: لنبرهن على ان الشارع هو الذي يحكم
-
على هامش وفاة أمين عام الاتحاد المغربي للشغل : النقابة العما
...
-
أزمة من طراز 1929 بوتيرة بطيئة ؟
-
أي آفاق لصعود النضالات بأوربا؟
-
النساء و أزمة الحضارة
-
العدد 29 من جريدة المناضل-ة في الأكشاك / الإفتتاحية و المحاو
...
-
من أجل حركة مناهضة للوجود العسكري الامبريالي
-
استجلاء أبعاد علاقات الشمال/الجنوب أسس تضامن بين المواطنين/آ
...
-
اشتداد الأزمة على نضالية الشغيلة، ودور الثوريين
-
اقتصاد المغرب في مهب الأزمة الرأسمالية العالمية
-
مناهضة الرأسمالية و العدالة المناخية
-
ارنست ماندل 1923- 1995 مسيرة مناضل ثوري الطويلة
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|