عبد العزيز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 19:48
المحور:
الادب والفن
تعبق الجدران للان
كان السنين واقفة في الدروب..السطوح..السراديب...باعة الحلويات
البقالون والحمالون
مصلحي اباريق الخزف
حفلات الاعراس والختان
في الزمن الذي كانت الاشياء فيه تنمو في حبور
تحت اشعة شمس شتائية قشيبة
في زمن الاشياء الثابته الابعاد
كان الجمال هادءاً وبسيطاً
كان الوقت مليئاً بالعاب الطفولة البريئة
والحرف تملك زخرف الفن
أي جمال للعالم تحت ظلال التباين المثير للاسود والابيض
لابد للشعر ان يتحول في النهاية الى عربة ذهبية يمكنها ان تحلق في شوارع المدينه
او قطار قديم يعمل بفحم الكلمات المنحوتة في افران الفخار
يعبر المزارع المحصودة للتو
ايام كانت المسافة الى الضياع القريبة تستغرق اليوم باكمله
ولكن النفوس كانت جميلة في الحالتين
الشرود المسيطر على هذا الجناح
والرطوبة المنبعثة من فوهة التبريد
الفم المتصل بالسطح
وجثث الغائبين في القيلولة السعيدة
صحن الفواكه الشتوية حول موقد الفحم
والايدي الممتدة نحو الجمرات
ترقص في جوف قصيدة منسية تحت وسادة مطوية
اية لغة اثيرة
يمكن ان ترسم هذا السرير الوردي للرضيع المعبق بالبودرة
او اكليل سرير العروس
نقوش الحناء في اقدام الجواري البابلية
ذات النقوس التي ترسم ليلة الحناء في ايدي الصبايا
والهلاهل مقاطع في سمفونية البروق السعيدة
#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟