أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المقاومة الناقصة














المزيد.....

المقاومة الناقصة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينت حربُ أكتوبر 1973 محدوديةَ دولِ المواجهةِ في تأسيس جبهاتِ تحريرٍ ومقاومة، رغم البطولات الكبيرة على الجبهتين المصرية والسورية، وخلقت لغة مساومات متعددة الأشكال، معبرة عن توجه الفئات الغنية الحاكمة إلى الابتعاد عن الحرب الوطنية المستمرة حتى انتزاع الحقوق وتحرير الأرض والسكان، والدخول في كواليس المساومات وتجزئة القضايا المصيرية، والحصول على مكاسب مادية وفيرة، وتقطيع الجبهة العربية القومية لمصالح تلك الفئات ورؤاها السياسية المختلفة.
وفيما دخلت الفئاتُ المصريةُ الحاكمة في عمليات الاستثمار المباشرة الكثيفة مع الاحتلال الإسرائيلي، لجأت الفئاتُ الغنيةُ الحاكمة في سوريا إلى المقاولاتِ النضالية عن طريق أطراف أخرى.
أي أنها تقوم بتوكيل أطراف أخرى للنضال عنها في جبهات محتلة غير الجبهة السورية المحتلة.
كلا الفئات الحاكمة في مصر وسوريا عبرتْ عن مشروعِ الدولةِ الوطنيةِ الشمولية العاجزة عن استنفار قوى المقاومة في الشعوب العربية، نظراً إلى عجزِها عن تطوير الديمقراطية داخل مجتمعيها: المصرية دخلتْ في علاقات المساومة والاستغلال، وتراكم الأرباح، وألغت مشروعَ النضال القومي الريادي الذي كانت تقوده، وجمدت حال الشعب الذي يعاني سيطرتها.
والفئاتُ السوريةُ الحاكمةُ وجدتْ نفسَها في ورطةٍ من غيابِ شريكِ النضال القومي الكبير، وهي من جهتها كانت في وضعِ الفئاتِ المصرية الغنية الحاكمة نفسه: وضع الاستبداد، وعدم تطوير أوضاع الناس ونشر الديمقراطية.
المقاومة لديهم هو الاحتفاظ بوضع الشعب الخاضع ومهاجمة العدو بتكتيكات انتهازية.
لكن القوى الحاكمة السورية لم تترك خيار المقاومة تماماً، ونظرا إلى وضعها الطبقي المميز، المسترخي فوق رقاب الشعب العامل الفقير، فقد وجدتْ قوى أخرى مستعدة للمقاومة عنها، في جبهة أخرى، وبأثمان تدفعها تلك القوى نفسها مالاً ودماً وخراباً فوق مدنها وسكانها.
فيما المقاولُ المقاومُ يحتفظُ بشركاتهِ وفنادقهِ شغالةً في تكديس الأرباح ويحتفظُ برصاصاتهِ صدئةً في رشاشه.
البديلُ الإيراني كان هو الآخر بحاجة إلى واجهة مقاومة اصطنعها ليغطي على العيوب المحورية نفسها في النظامين المصري والسوري، لكن عيوبه جاءته سريعاً والشعبُ الإيراني مازال في حالة الثورة لم ينزل عن صهوات جياده ولم ير تحولا جوهريا في تخلفه وجوعه وحريته، ويريدُ تغييرَ الشمولية التي عجز الشعبان السابقا الذكر عن تغييرها.

وجد النظامُ السوري أن مقاولة المقاومة هي خياره الأكثر فائدة ونجاعة ولحلِ تناقضاته كافة غير القادر على حلها، فالطائفية السياسية غدتْ هي الرافعةُ للنظام من مشكلات الديمقراطية والوطنية والعلمانية، هي حبلُ الإنقاذ القوي في تصوره لمجمل المشكلات التي وقعَ فيها النظامُ السوري نظراً إلى رفضهِ مسلك النظام المصري في القضية الوطنية - القومية، وهي في تصوره متشابكة بين الوطني والقومي أشد التشابك، ومن هنا غدت المقاومة في لبنان طائفية ومرتبطة بسياق النظامين السوري والإيراني، فمن غير الممكن طرح مقاومة وطنية شعبية واسعة في لبنان، وتوسيع جبهتها، أو جعل الدولة مسئولة عن المقاومة، كان هذا يمثل ضربة لمقاولة المقاومة، وتحويلها إلى قضية نضال شعبية وطنية قومية، ووجود قوى شعبية مسلحة ضد الصهيونية معناها ارتدادها على الفئات الغنية الشمولية غير الديمقراطية والخائفة من الشعب.
كما يمكن لمقاولة المقاومة أن ترتد على الشعب نفسه وتقمعه لصالح الدكتاتورية في سوريا وإيران أو في لبنان نفسه إذا توافرت عناصر الهيمنة الطائفية المحافظة الواسعة.
أما أن تغدو تحريراً للأرض الفلسطينية وشعلة للقضية العربية الخالدة، وتكون بديلاً عن الانتهازية السائدة، فهو خطابٌ حماسي لا مصداقية له للأسف.
وتمزيق صفوف البلدان العربية والإسلامية كان من ثماره المرة كذلك.
كان البديل للأنظمة المتراجعة عن حرب أكتوبر ونضالها الكبير هو التوحيد العربي الإسلامي وعدم الدخول في اتفاقيات جزئية، وتوسيع القوى العربية الإسلامية للتصدي للهيمنة الإسرائيلية أو أي هيمنات أخرى ببناء جبهة الحد الأدنى من التضامن والتوحد.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان
- وضع المنطقة العام
- جذور الديمقراطية الضعيفة
- البرلمان وخطر الانتهازية
- المواجهة الأمريكية - الإيرانية
- الفوضوية والانتهازية
- الديمقراطية والتقليدية
- خندقان
- الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)
- الإقطاع الفلسطيني: تابع التابعين (3)
- الإقطاعُ الفلسطيني تابعُ التابعين (2)
- الإقطاع الفلسطيني: تابع التابعين(1)
- الترميز لدى عبدالرحمن منيف
- استنساخ شكلاني للإسلام
- ظواهر طلابية


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المقاومة الناقصة