عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 22:53
المحور:
الادب والفن
مشيّعون ، على أكتافهم جنازة شاعر قتله الحبُ ، بعد أن تجلتْ له امرأة لا وجود لها إلا في ضواحي هوّته الداخلية : يخرجون من صفحات الكتب ، من أغاني الحانات ، ومن حكايات منسية على الشفاه : يطوفون الأزقة ، الشوارع والساحات : يمرون بمصاطب على الشواطيء ، وبأسواق تبيع المخطوطات ، وتعج بأخبار العيّارين والشطار .
يتدفق إلى الموكب فلاسفة ، شعراء ، صعاليك ، أنبياء ، سكارى مفلسون ، أبطال أفلام ومسرحيات ، ملوك وجواري وغلمان من ألف ليلة وليلة : يتكاثرون من قرن إلى قرن ، ومن فوق أو من تحت ، أو من الخلف ، وربما من الأمام ، تتسرّب موسيقى ناي سومري ، من بين فواصلها يسقط رذاذ مطر خفيف ، يغسل رؤوسهم وثيابهم ، ثم يتسرّبُ من عيونهم بهيئة دموع حنونة ..
عندما يصلون إلى المحطة الأخيرة ، حيث ينتظرهم اللحد ، الذي سيودعونه الجسد المسجى ، المضمخ بالخفي من عطور الشِعر والحب والجنون ، يفتحون التابوت ، فتنطلق منه ، فجأة ، حمائم بيض لا تحصى ، هي أرواحهم ..
ـــــــــــــــــــــ
[email protected]
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟