أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - دادلي راندل- الشاعر ليس صندوق موسيقى














المزيد.....


دادلي راندل- الشاعر ليس صندوق موسيقى


عادل صالح الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 19:01
المحور: الادب والفن
    


دادلي راندل (1914 – 2000) شاعر وناشر أميركي أفريقي من مواليد مدينة واشنطن العاصمة. انتقلت أسرته الى مدينة ديترويت حيث تلقى تعليمه وحيث ظهرت موهبته الشعرية مبكرا فنشر أول مجموعة شعرية له في دار نشر ديترويت الحرة. أسس دار نشر برودسايد عام 1965 لنشر نتاجات أبرز الكتاب الأميركيين السود ، وكان أول إصداراتها مجموعته المعنونة ((قصيدة ضد قصيدة)). أصدر عددا من المجموعات الشعرية منها ((مدن تحترق)) عام 1968 ، (( ثمة المزيد لنتذكره)) 1971 و((بعد القتل)) 1973. يتميز شعر راندل بالبساطة والوضوح والواقعية وتعد القصيدة التي نترجمها هنا من أبرز قصائده وأشهرها بعد قصيدته المعنونة ((قصيدة شعبية عن برمنغهام)) التي كتبها اثر أحداث الشغب التي حصلت بعد حادث تفجير كنيسة مارتن لوثر كنغ الابن في مدينة برمنغهام عام 1963 .

الشاعر ليس صندوق موسيقى
الشاعر ليس صندوق موسيقى، لذا لا تقل لي ماذا أكتب.
قرأت لصديقة عزيزة قصيدة عن الحب، فقالت،
"انك متحمس جدا لهذا الموضوع، مهما تكن قيمته,
ولكن لم لا تكتب عن أحداث الشغب في ميامي؟" (1)

لم أكتب عن ميامي لأنني لم أعرف شيئا عن ميامي.
لقد كنت مشغولا جدا في العمل في الإحصاء السكاني، والاستماع إلى الموسيقى طوال الليل،
وكتابة القصائد الجديدة
حتى أنني أقلعت عن عادتي في مشاهدة التلفاز وقراءة الصحف.
لذلك لم يكن غياب "الكبرياء السوداء" هو السبب في عدم الكتابة عن ميامي،
بل مجرد الجهل.

أن تقول لشاعر أسود ما ينبغي عليه أن يكتب
هو أشبه بقيام قوميسار للثقافة في روسيا بإبلاغ شاعر
بأنه يستحسن عليه أن يكتب عن مصاهر الفولاذ الحديثة في منطقة نوفوبيغورسك،
أو عن الأعمال البطولية للطبقة العاملة السوفيتية في حفر القناة العابرة لجبال القوقاز،
أو عن الانجاز غير المسبوق لعمال صناعة بنجر السكر
الذين تجاوزوا نسبتهم المقررة بمقدار 400 بالمائة (اكتشف فيما بعد بأنه كان خطأ
ارتكبته كاتبة الطابعة).

ربما يكون الشاعر الروسي يشاهد أمه تحتضر بسبب السرطان
أو ينزف بسبب علاقة حب تعيسة،
أو مفعما بالسعادة ويريد أن يغني عن الخمر والورد والعنادل.

أراهن على أنه بعد مائة عام ستكون القصائد التي يقرأها الشعب الروسي ويتغنى بها ويحبها
هي قصائده عن موت أمه، عن عشيقته الخائنة، أو عن
الخمر والورد والعنادل،
لا القصائد عن مصاهر الفولاذ والقناة العابرة لجبال القوقاز، أو صناعة
بنجر السكر.
الشاعر يكتب عما يشعر به، ما يهيج قلبه ويحرك قلمه.
لا ما يمليه عليه موظف مدني صغير إمعة، هدفه الارتقاء بمسيرته المهنية المليئة بالنظريات.

أجل، ربما سأكتب عن ميامي، مثلما كتبت عن برمنغهام(2)
ولكن سيكون ذلك لأنني أريد أن أكتب عن ميامي، لا لأن أحدهم
يقول أن عليّ أن أفعل ذلك.

أجل، إنني أكتب عن الحب. ما خطب الحب؟
لو كان لدينا مزيد من الحب، لأصبح لدينا المزيد من الأطفال السود ليصبحوا أخوة وأخوات
سودا وليبنوا الأسرة السوداء.

عندما يشعر الناس بالحب فإنهم يستحمون بصابون ذاكي الرائحة، يرشون أجسامهم
بالعطر أو ماء الكولونيا،
يحلقون ذقونهم، ويمشطون شعرهم ويرتدون ملابس حريرية براقة،
يتحدثون برقة ولطف ويتمعنون بمن يحبون لكي يستبـِقوا كل رغبة من رغباتهم
فيحققونها لهم.
وبعد ممارسة الحب فإنهم يشعرون بالاسترخاء والسعادة ويتصادقون مع العالم كله.
ما خطب الحب والجمال والبهجة والسلام؟

لو كانت جوزفين قد أعطت نابليون المزيد من الحب لما زرع
مروج أوربا بالجماجم.
لو كان هتلر سعيدا بحبه لما خبز الناس في أفران.
لذلك لا تقل لي إن الكتابة عن الحب وليس عن ميامي ابتذال وتهرب من المسؤولية.

الشاعر ليس صندوق موسيقى.
الشاعر ليس صندوق موسيقى.
أكرر: الشاعر ليس صندوق موسيقى لكل من يدس قطعة نقود في أذنه
ليحصل على الأغنية التي يريد سماعها.
أو ليربت على رأسه وينادي على"ثوريّ طيب صغير"
أو ليمنحه جائزة كوؤمبا للتحرير. (3)

الشاعر ليس صندوق موسيقى.
الشاعر ليس صندوق موسيقى.
الشاعر ليس صندوق موسيقى.

فلا تقل لي ماذا أكتب.
-----------------------
هوامش:
(1) في عام 1980 حدثت أحدى أعنف أعمال الشغب العنصري في القرن العشرين عندما قام السود بقتل أربعة رجال شرطة بيض انتقاما لمقتل رجل أسود.
(2) حيث خرجت مظاهرات سلمية مطالبة بالحقوق المدنية يقودها مارتن لوثر كنغ الابن إلا إنها جوبهت بالكلاب والغاز المسيل للدموع والهراوات وخراطيم النار.
(3) تسلم الشاعر جائزة كوؤمبا عام 1973



#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لانغستون هيوز – قصائد مختارة
- دنيز لفرتوف – قصيدتان
- كونراد ايكن - أغنية الصباح لسنلن
- مارك ستراند: مرثية إلى أبي
- حمّى
- د. ه. لورنس - جنون المال
- بين الشعر والعلم: الرومانسيون الانكليز
- ريتشارد ولبر – الكاتبة
- دونالد هول - اقرار
- لوسيل كليفتن - أحزان
- بين الشعر والعلم(القسم الثالث)
- أسئلة الامتحان الوزاري للغة الانكليزية تضعها لجنة تجهل أساسي ...
- جيمي سانتياغو باكا - قصيدتان
- تجليات العشق، تجليات اللغة: قراءة في نص ((معك أشعر بأنني معي ...
- مارك ستراند - دليل الشعر الجديد
- رسل أيدسن- قصائد نثر
- شل سلفرستاين – ثلاث قصائد
- بين الشعر والعلم: نظرة تاريخية (القسم الثاني)
- مارك ستراند – أكل الشعر
- هل انتهى دور الشاعر؟


المزيد.....




- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - دادلي راندل- الشاعر ليس صندوق موسيقى