أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - كانوا يتكلمون الفصحى














المزيد.....

كانوا يتكلمون الفصحى


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليلة الاحد ، السابع من نوفمبر، كانت كنيسة سيدة النجاة في قلب بغداد قد ائتلقت بالشموع والشعر وبصفوف من المصلين والثكلى والشهود. قالت الشموع دموعها الاسيفة، وفاض الشعر بمداده المرتاع، ثم روى خمسون اسما شهيدا ما جرى في ذلك اليوم إذ كان اصحابها يرتلون نشيد السلام والارض قبل ان يداهمهم القتلة الذين كانوا يتكلمون اللغة العربية الفصحى، رسالة الى الذين لا يقرأون جيدا معنى ما حدث، او انهم لا يريدون ان يفرأوا.
مرّ الجميع على صف الشموع الدامعة والاسماء المسجاة. كانت آثار الرصاص لا تزال على اعمدة الكنيسة وصور سيدة النجاة وصلبان المسيح. خصّت سيدة مجللة بالسواد ضحايا من عائلة واحدة، ام وابنتها. آباء وأبناء. اخوة، بالشموع والبكاء، واقترح رجل الابقاء على آثار الرصاص والغزوة الهمجية وعدم محو بصمات الجريمة وتحويل الكنيسة الى متحف تاريخي لاخاء الاديان بمواجهة الغبار الاصفر للمتعصبين الهمج والكراهيات
الشعر وزّع ذهوله بين الشموع والمشاركين، واعلن انتماءه لمصاب انساني بموصوف عراقي، ودعانا الى دحر هذا الاستيطان الغريب الذي يتفنن في تنظيم المذابح المروعة ياللغة العربية الفصحى، وهي، على اية حال، ليست لغة الجاحظ والاصمعي وابراهيم النظام وابن جني والمتنبي والجواهري ، ولا هي لغة الضاد التي جاءت بالتنوير والجدال وفتوحات الفكر والتسامح.
لغة المستوطنين الاغراب الهمج مقعّرة، مفتعلة، منحوتة من الفحم والفضلات. تفتقد الى موسيقى ورحابة الكلام. مثقوبة بالديدان والرطانات المستعارة من عصر الردة والكهوف، لا تخرج من افئدة طليقة بل من بالوعات سحيقة. لا تميل الى كتاب او مؤلـَف له شأن، او له اعتبار، بل تميل الى المنقولات الخشبية. لغة تطلق النار على المارة من غير تعيين، هدفها ايقاع الموت باكبر عدد من الابرياء.
في ليلة الامس الاول جاء الغزاة، مرة اخرى، الى كنيسة سيدة النجاة. قرأوا بيانهم الشنيع باللغة العربية الفصحى. سكتت القصائد. عانقت الشموع بعضها, ثم دوى الغضب النبيل في المكان: يا لحسن الحظ.. انهم لم يدنسوا اللهجة العراقية.
*
" إنا نتسلم علم الوطن الآن فلتكن القامات الصلبة ساريه العالي ولتكن الاعين أنجمه الخضراء".
احمد عبدالمعطي حجازي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاضاة -العالم-..
- توصيف دقيق لما يجري
- بين عهدين.. والمنعكس الشرطي
- فيلم كرتون عراقي
- 14 تموز والصراع على السلطة في العراق
- إذابة الجليد..
- القاعدة والعالم.. من يفكك من؟
- العراق.. بديل وقائي عن حرب اهلية
- الى رحمن الجابري.. حيا
- ماذا يجري في بغداد؟
- 9 نيسان وسقوط ما لم يسقط
- في نقد المعارضة الكردية
- حذار.. إعلام اجير
- من الخرافة الى الاوهام
- مسيحيو الموصل.. الفاعل والمفعول
- الساقطون
- تعالوا نتفلسف
- صدام.. هوس امريكي
- مسودة دستور اقليم كردستان.. نقد النص ونقد الريبة
- المصالحة العراقية.. ثلاثة عناوين فرعية


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - كانوا يتكلمون الفصحى