أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!















المزيد.....


في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 02:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هناك احتمال أن لا تكون (قاعدة) بن لادن سوى واحدة من قواعد متوزعة على أطراف الصراع الإقليمي والدولي في الساحة العراقية, المتحالفة والمتخاصمة, لتنفيذ المخططات التي تحتاج إلى نكهة قاعدية, أو يحتاج تنفيذها إلى مستوى من الأفكار المتطرفة التي لا يمكن توفيرها إلا من خلال فكر القاعدة ذاتها. بهذا فإن القاعدة صارت قواعد موزعة بالتساوي حتى بين الخصوم, فإن كانت هناك قاعدة سعودية وأخرى سورية وثالثة إيرانية فلماذا لا تكون الرابعة إسرائيلية أيضا, إضافة طبعا إلى النسخة الأصل التي يقودها رجل الكهوف في بورا بورا.
والآن فإن الشك بإمكانية أن تكون هناك علاقة لإسرائيل بهذه الجريمة الإرهابية التي نفذتها القاعدة داخل كنيسة الأحد في منطقة الكرادة من بغداد يبدو مساويا أو قد يفوق مقدار الشك بوجود علاقة ل (للقواعد) الأخرى, لا بل إن غياب الشك سيبدو مشكوكا به. إذ لا يعقل على الإطلاق أن تكون إسرائيل غائبة عن هذه الوليمة الإقليمية والدولية وسرادقها المقام على الساحة العراقية إلا إذا اعتقدنا أن إسرائيل يحكمها مجموعة من الأغبياء السذج.
ولنذهب إلى أول الحقائق التي كنا نسيناها في زحمة كراهيتنا لأولاد عمنا اليهود, وهي أن الدولة الإسرائيلية لم تكن تأسست بدء على أيدي اليهود بل على أيدي أصدقاؤنا الأنكلوساكسون الناشطين عبر ما سمي بالمسيحية الصهيونية والتي كانت نشأت على أيدي قساوسة سياسيين وسياسيين قساوسة بروتستانت بعد الانشقاق على سلطة الكنيسة الكاثوليكية. وحيث تمثل فكرة عودة اليهود إلى فلسطين حجر الأساس في فكر المسيحية الصهيونية.
والصراع بين المسيحيين والحركة الصهيونية له جذوره التاريخية التي لا يمكن لكلا الطرفين تجاوزها بسهولة, وعلينا أن نعلم إن الموقف العروبي للكثير من المسيحيين في المنطقة العربية وفي المقدمة منها بلاد الشام, وفلسطين ضمنها, لم يكن منقطعا عن هذه التناقضية الدينية السياسية, بما وضعهم في مقدمة المناضلين ضد الوجود الصهيوني في فلسطين, وعلى خصومة بينة مع الظواهر الاستعمارية وفي المقدمة منها تيار المسيحية الصهيونية.
ويهم إسرائيل الآن وخاصة في هذه المرحلة التي نظّر لها المحافظون الجدد ( همنجتون ) على أنها مرحلة صدام بين الحضارات, يهمها أن تُعَوِم الصراع في المنطقة بذلك الاتجاه تماما لتجعله صراع بين الثقافة اليهودية والمسيحية الموحدة من جهة وبين الإسلام من جهة أخرى, وهذا مفصل حيوي جدا من مفاصل الصراع التي تشهده منطقتنا والذي يجب علينا أن نتعرف عليه لكي لا نُسقط فكر مرحلة على أخرى فنكون بذلك من الخاسرين وكما هو شأننا دائما.
وإذا كان ذلك صحيحا ومهما, فإن أهمية بن لادن لإسرائيل والحركة الصهيونية تصبح أهم بكثير الآن من كل قواتها المسلحة, إذ تشكل أفكار بن لادن ومنهج القاعدة التكفيري حجر الزاوية في تأكيد إستراتيجية المواجهة القائمة على صدام الحضارات التي تحقق لنصر القوة.. قوة النصر, وحيث تكفل قوة النصر.. لنصر القوة أن يتحول من حقائق آنية مفروضة إلى بديهيات تاريخية متراكمة.
وتخوض إسرائيل الآن معركة تاريخية للحصول على اعتراف عالمي بهويتها اليهودية الذي سيكون له, إن, حصل, شأن كبير في وضع خاتمة تاريخية لعلاقة الفلسطينيين بالدولة الإسرائيلية كونها دولة لليهود فقط. هذا من جانب, أما على الجانب الآخر فستحقق الهوية اليهودية للدولة الإسرائيلية نصرا تاريخيا لتلاحم فكرة وجود إسرائيل وأفكار المسيحية الصهيونية.
ولغرض معرفة العلاقة بين حديث كهذا وأهلنا المسيحيين في العراق علينا مراجعة بيان الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط الذي كان صدر قبل جريمة القاعدة في الكنيسة بعدة أيام والذي دعا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأراضي المحتلة منذ 1967 بما فيها القدس الشرقية, ورفضه محاولة استغلال إسرائيل للتوراة للدفاع عن سياسة الاستيطان والاحتلال والسيطرة على القدس, وكانت إسرائيل قد عبرت عن خيبة أملها إزاء تحول هذا المجمع المهم إلى منبر للهجمات السياسية على إسرائيل.
بالنسبة لي.. يؤسس هذا البيان لثقافة تهديم القسم الصهيوني من نظرية صدام الحضارات, أي أنه يشكل خسارة إستراتيجية فادحة لإسرائيل التي حاولت أن تكون في المرحلة الأخيرة في صلب تلك النظرية العدوانية التي تشكل مثلثا أحد جوانبه المسيحيون المحافظون الصهاينة من جهة, أما جانبه الثاني فيكونه اليهود الصهاينة, في حين تتشكل قاعدته, وهي أهم ما فيه, من مجاميع الإرهابيين والتكفيريين عموما, والذين لولاهم لما أمكن لذلك المثلث أن يتشكل.
وإذا افترضنا إن كل ذلك صحيحا, فإن بيان الأساقفة الكاثوليك, وواقع مسيحي الشرق على العموم, يعطل نزوح إسرائيل إلى لعب الدور المتقدم والأهم في صراعات المنطقة كونها ما زالت رأس الحربة للمشروع الاستعماري التشاركي في المنطقة, بعد أن كادت أن تفقد هذا الدور بفعل المتغيرات الإستراتيجية الأخيرة التي سهلت دخولا أمريكيا مباشرا إلى المنطقة دون حاجة أساسية للوسيط والجسر الإسرائيلي.
وإن ما من فكر وأداة يمكن أن تخدم إسرائيل في هذه المرحلة أكثر من الفكر التكفيري وأداته القاعدة الإرهابية لأنهما يعيدان تنشيط الحاجة مرة أخرى إلى الدور الإسرائيلي بعد ان يعيدا ترتيب التحالفات الإستراتيجية بما يجعل لإسرائيل المكانة الأبرز في جبهة المواجهات أو الصدامات الثقافية والحضارية.
والآن, هل يمكن القول إن هناك ثمة علاقة بين إسرائيل وجريمة القاعدة في كنيسة النجاة.. ؟! سيكون الجواب بنعم مدعوما بالحقيقة التي تقول أن النسبة المطلقة من مسيحي العراق هم من الطائفة الكاثوليكية وإن تبعية كنيسة الأحد هي تبعية كاثوليكية, ولما كانت الساحة العراقية قد صارت ساحة تراشق بالنار, دوليا وإقليميا, وإنها أيضا المركز المتقدم لتواجد القواعد بكل فروعها وليس فقط تلك الخاصة بابن لادن وحده, فإن إمكانية أن تكون جريمة الكنيسة هي جريمة قاعدية بامتياز إسرائيلي واردا كما أن التفكير فيها بهذا الاتجاه لا يصنف من باب التهويل لنظرية المؤامرة التي ستبقى شغالة وفاعلة ما دامت هناك أجهزة مخابرات متقاتلة ؟! ويبقى أن الهدف من تلك الجريمة قد يكون توجيه رسالة حاسمة وعنيفة إلى أساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط لكي لا يكون لهم موقفا معطلا للإستراتيجية الإسرائيلية في هذه المرحلة.
إنها رؤيا تفرضها إشكاليات مركبة, ففي الساحة العراقية حيث تتصارع الإرادات وتتداخل قد تبدو صورة من –ينفذ- نقيضة لصورة من –يشرع- والتي لا يمكن رؤيتها والتعرف عليها بسهولة, وفي كل الأحوال فإن توقع كل الاحتمالات يجب أن يكون واردا وواجبا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل
- الحرب العراقية الإيرانية.. هل كانت أمريكية


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!