أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - نفس العمل الإرهابي وردود فعل مختلفة














المزيد.....


نفس العمل الإرهابي وردود فعل مختلفة


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يفترض انطلاقا من المقاييس الأخلاقية الواحدة، أن تكون ردود الأفعال متطابقة على نفس الفعل أيا كان مرتكبه والقائم به، بمعنى أن فعل السرقة مثلا هو سرقة، سواء كان السارق من طبقة فقيرة أو من طبقة غنية، وسواء كانت السرقة عشرين دولارا أو عشرين مليونا، وهذه المقاييس هي التي انطلقت منها مرارا في القول، بأن الاحتلال احتلال، لا يوجد احتلال جميل نصفق له واحتلال قبيح نقاومه. وضمن نفس السياق لفت نظري الأيام القليلة الماضية عملان إرهابيان من نفس النوع في فلسطين والعراق، إلا أنّ ردود الفعل نحوهما كانا مختلفان، مما يؤكد وجود ازدواجية في التقييمات والأحكام العربية والإسلامية. ولنرى هذين العملين الإرهابيين بامتياز وردود الفعل عليهما:

الأول: إحراق مستوطنين إسرائيليين لكنيسة في القدس المحتلة

جاء في الأخبار يوم الأحد الحادي والثلاثين من أكتوبر 2010 ، أنّ عددا من المستوطنين الإسرائيليين اقتحمواكنيسة بمدينة القدس المحتلة، وقاموا بحرقها، بعد أن كسروا النافذة الخلفية للكنيسة المكونة من طابقين، وألقوا زجاجات حارقة أدت إلى حرق الطابق الأرضي بجميع محتوياته. وهذه الكنيسة تعتبر من المعالم التاريخية الأثرية فقد بنيت عام 1897 ، وكانت عبارة عن مبنى لكلية فلسطين للكتاب المقدس حتى عام 1948 .

الثاني:عشرات القتلى في احتجاز رهائن بكنيسة في بغداد

وجاء في الأخبار أيضا في نفس اليوم الأحد الحادي والثلاثين من أكتوبر 2010 ، أنّ مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة، اقتحموا كنيسة سيدة النجاة وهي واحدة من أكبر كنائس بغداد اثناء قداس الأحد، وقاموا باحتجاز المصلين رهائن، وأسفرت عملية الاحتجاز عن مقتل 44 شخصا بينهم 37 مسيحيا وسبعة من رجال الأمن، وأصيب 71 شخصا بجروح بينهم 15 من قوات الأمن، عندما أقدم أربعة من المقتحمين الإرهابيين لتفجير أنفسهم عند محاولة رجال الأمن تحرير الرهائن، ومن بين القتلى كاهنان من السريان الكاثوليك.

كيف كانت ردود الفعل على نفس العملين الإرهابيين؟

الفعل الإرهابي الأول الذي قام به مستوطنون إسرائيليون ضد الكنيسة الفلسطينية،

لاقى استنكارا واسعا من أوساط عديدة، فلسطينية وعربية وإسلامية. فقد أدانت هذا العمل كافة المنظمات الفلسطينية اليسارية والإسلامية والحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 . وكذلك أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أدان هذا العمل والحملة الإسرائيلية ضد الأماكن المقدسة في القدس الشريف. وفلسطينيا رسميا أدان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي هذا العمل الإرهابي، وأعقبه نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، وغالبية المنظمات والصحف العربية. ودخلت على خط الإدانة جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وغالبية الحركات الإسلامية في الأقطار العربية. وبالطبع فما حدث للكنيسة الفلسطينية عمل إرهابي يستحق كل هذه الإدانات.

أما العمل الإرهابي الثاني،

ضد كنيسة سيدة النجاة في بغداد الذي قتل فيه حوالي خمسين شخصا، فلم تصدر ضده أية إدانات فلسطينية أو عربية أو إسلامية، ما عدا بيان واحد صدر عن المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان. هذا رغم فداحة الجريمة التي تبناها رسميا ما يطلق على نفسه ( دولة العراق الإسلامية) المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، ولم يكتف بهذه العملية الإجرامية في العراق، بل هدّد أيضا المسيحيين الأقباط في مصر.

إنّ هذه الأعمال الإرهابية مدانة ضد كل أتباع الديانات والمذاهب وينبغي أن تواجه بإدانات من الجميع، إلا أنّ المؤسف هو أنّ غالبية الجهات الإسلامية لا تستنكر الهجمات الإرهابية ضد المسيحيين والكنائس المسيحية، بما فيها الجهات الإسلامية الرسمية مثل منظمة المؤتمر الإسلامي والأزهر والمرجعيات السنّية والشيعية، وغالبية الدعاة والشيوخ الذين لم يتركوا شأنا من حياة المسلم إلا وأفتوا فيه عشرات الفتاوي. إنّ هذا السكوت ليس من مصلحة التعايش بين الديانات الذي نتغنى به في الشرق العربي، وتعانق الهلال مع الصليب كما يقولون في مصر، وهو عناق على الورق فقط بدليل الاحتقان الطائفي الذي يتفجر علانية من وقت إلى آخر.

هذا التوتر الطائفي هو الذي يؤدي تدريجيا لتناقص ملحوظ في عدد المسيحيين العرب في أقطارهم، فحسب أرقام الكنيسة العراقية فقد انخفضت نسبة الكاثوليك في العراق من 2.89 بالمائة من إجمالي عدد السكان في عام 1980 إلى نسبة 0.94 بالمائة، أي من 378 ألف كاثوليكي إلى 301 ألف في عام 2008 . ونفس الأرقام أكثر رعبا في فلسطين، فحسب الإحصائيات المتوفرة عام 2009 ، فإن المسيحيين الفلسطينيين لا يتجاوزون نسبة 2 % من عدد السكان، في حين أنهم كانوا قبل نكبة عام 1948 حوالي 20 % من مجموع السكان الفلسطينيين.

هذا الإرهاب مدان،

سواء كان مصدره إسلاميا أم مسيحيا أم يهوديا، فهذا الشرق العربي الذي أنعم الله عليه بأنه مهد الديانات السماوية الثلاث، لا خلاص له إلا بالتعايش السلمي بين الجميع، تعايش مبني على العدالة والمساواة للجميع، والسلام العادل الذي لا يتنكر ولا يصادر حقوق أحد بأية حجة أو ذريعة، وبدون ذلك ستظل المنطقة مفتوحة على حرائق لا يمكن التنبؤ بنتائجها، إلا أنه يمكن الجزم : لن ينجو منها أحد أيا كانت ديانته.
[email protected]



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: ديكور وزخارف شكلية
- لبنان على كف عفريت حزب الله
- تسعة أعوام وجائزة مميزة...ماذا تعني؟
- أحمدي نجاد في لبنان: لا خوش ولا آمديد
- شهزاد والحكم المؤبد
- إنها جائزة تستحقونها وأكثر
- حماس على خطى طالبان بسرعة ضوئية
- توقف المفاوضات المباشرة: فما البديل؟
- ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية
- هل مقاطعة الحركة الإسلامية للإنتخابات قرار خاطىء؟
- سارة شورد
- ردود فعل المسلمين أكثر اساءة إلى الإسلام
- النظام الإيراني والمتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تجربة رامي علّيق في حزب الله
- مفاوضات مباشرة..لم لا؟ و إلا ما البديل؟
- قرار حق العمل لفلسطينيي لبنان
- زيارة القدس تطبيع أم تعريب؟
- الشيخ صبحي الطفيلي: استمعوا جيدا لما يقوله هذا الرجل
- مؤتمر حسن نصر الله الصحفي: الفيلم الهندي أكثر إقناعا
- فخر لفلسطين والسلام في العالم


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - نفس العمل الإرهابي وردود فعل مختلفة