أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - ألقضاء والقدر














المزيد.....


ألقضاء والقدر


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 13:33
المحور: كتابات ساخرة
    


من القضايا المثيرة للجدل(حتى الموت)تاريخيا هي الحظ والقدر،وهل هما موجودان أم مجرد(شماعة)يعلق عليها الانسان اخطاءه واخفاقاته.
شاهدت برنامجاً تلفزيونياً على أحدى المحطات العراقية في الخارج تناول هذا الموضوع باستضافته لاستاذ عراقي متخصص ودكتورة سورية في علم النفس وقد أراح الاستاذ العراقي نفسه والمشاهدين منذ البداية باعادة كل شيء الى الدين واستعانته بكل جواب على حادثة وقعت قبل اكثر من الف سنة،وبذلك جنب نفسه (مخاطر)البحث والدراسة والتطور الذي شهدته البشرية،في حين كانت الدكتورة السورية تتحدث من خلال الواقع وتعاملها مع الناس في عيادتها الخاصة،فوجدت ان محاولة رمي كل الامور على الحظ والقدر هي عملية هروب من الواقع وضرورة العمل على تغييره لصالح الانسان ذاتياً او مجتمعياً .
كانت من الكتابات التي(تعجبني) تلك التي تكتب على السيارات، غير كلمة(الوكيحة)،عبارة تقول(لا تفكر،لها مدبر)،وهي دعوة حرة ومجانية لمصادرة العقل والتفكير على أساس ان الامور في الحياة تسير بميكانيكية موجودة مسبقا وبالتالي فلا ضرورة للتفكير لان ما هو (مكتوب) للانسان سيحصل مهما كانت محاولاته للتغيير .ولست هنا في موضع المناقشة المستفيضة لهذا الموضوع الجدلي الذي راح ضحيته مفكرون وكتاب وفلاسفة عبر التاريخ،ولكني أود ان أشير الى ان الانسان ابن المجتمع والبيئة والتربية،وبالتالي فانه يستطيع ان يرسم مستقبله بنفسه وان يتغلب على المصاعب دون رميها على القدر انسجاماً مع المقولة الخاطئة(المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين)،فلا شيءمكتوب على جبين أي انسان منذ لحظة ولادته ولكنه يبدأ رحلة الالف ميل بخطوة الولادة،ولا نستطيع هنا ان ننكر دور الظروف العائلية والمجتمع وغيرها في التأثير على شخصيته و(حظه)،ولكن الكثير من العباقرة والعلماء والمثقفين قد خرجوا من بيئة صعبة قد(لاتبشر)بظهور امثالهم من خلالها،فقد(تمردوا)على واقعهم وتجاوزوا الصعاب لتخطي كل المعوقات المادية والتربوية والبيئية التي قد تقف حجر عقبة امام تقدمهم في مجالاتهم ،وصنعوا لهم (عوالم)خاصة تعتمد على العقل اولاً،فلا شيء يأتي من وهم اسمه(القدر المقدّر)،بل كل شيء هو من صنع الانسان نفسه والقدر هو طريق يرسمه بنفسه وهو محفوف بالامل والخيبات في آن واحد،ولا يمكن القول ان الحظ او القدر هو الذي صنع ذلك
لاشك ان هناك الكثير من الناس لهم رأيهم المخالف والمدعوم بقصص واقعية تؤكد ان الحظ هو الذي جعل من فلان غنياً او سعيداً او مرموقاً ،في حين ان ما سببه القدر لفلان من مصاعب وويلات هو الذي أدى الى شقائه وعدم تقدمه ،ولا استطيع ان انكر وجود مثل هذه القصص وقد تكون قد وقعت معي ايضا سياسياً وثقافياً ووظيفياً وعائلياً،ولكني ومن خلال تجربتي الخاصة وصلت الى نتيجة تقول ان الامور تسير وفق (اجتهاد)الانسان ذاته ومدى قدرته على تطويع الصعاب او الرضوخ لها،كما ان نظرية(اليوتوبيا)لا يمكن تحقيقها بخلق المجتمع المثالي الذي يساوي بين كل ابنائه في جميع المجالات،فلابد من وجود تفاوت،ولكن العمل الانساني التقدمي والموضوعي هو الذي يبحث عن وسائل تقليل هذا التفاوت حتى لا تكون الطبقية الكبيرة هي الطاغية على الاوضاع الاجتماعية .
قد تكون عبارة ان(الحذر غلب القدر)صحيحة في حالة الحديث عن ضرورة عدم المغامرة والمخاطرة وانتهاج الاسلوب الانساني والسلوك الاخلاقي في الحياة،ولكن جعل كل الامور سببها الحظ والقدر،فانها محاولة للتهرب من التفكير والعمل الجاد من اجل بناء الحياة على أسس علمية،وان نجعل من دورنا فيها حالة ايجابية تساهم في تقدمها .
ولنترك (الندب)والنوح للكسالى والمتكلين،ولنجعل العقل بديلا حقيقياً عن الحظ والقضاء والقدر.



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية الكتب في تطوير المدارك الفكرية
- أدب المخاطبة والرد
- فرض الأتاوات
- الوراثة على الطريقة الكورية
- أسفا بغداد
- والله زمان!
- الراية البيضا
- نايف حواتمة واليسار العربي
- محاكمة من أجل الطماطة
- لنحكم بموضوعية على ما حدث
- لمن نصفق؟
- ذكريات في عيد الصحافة العراقية
- أوقفوا معاناة الشعب
- ألعفة والنزاهة في الحكم
- الديمقراطية على الطريقة الاسرائيلية
- إبن فطوطة
- الأنفصال وحقيقة ما حدث
- وبعدين؟
- ما الذي حدث عسكريا يوم 9/4/2003؟
- هل كان الهجوم الاميركي


المزيد.....




- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...
- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - ألقضاء والقدر