حيدر تحسين
الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 08:15
المحور:
الادب والفن
كفانا نغلق الأيام، خاطرتي،
كفانا نعذر الماضي
اجرحٌ كان في جنبيَ
أم كان الهوى الفاض؟
إني تركت هبوب الريح منتظر
على سقمي، على الأغصان فضفاضي
وليمطر بها غزير اللحظ تشرينِِ
من طفح ألوذ بهِ ماء، ليرويني
عشت الخسارتين معاً، خسارة الماء
في صوبِ ،ثم خسارة الطينٍ
أيا بلدي رحماك ما أنت بهِ!؟
يوماً تئن بي، ويوم تحلم ثم تشكوني
يا بغداد يا جرحا، أصافحه
يوما بيوم،
نامي وفي الحلم ستبكينني
كم راهب في عينيي يأسره
شوق الكنائس، أو شوق الترانيمِ
كلما صاح الوجع يا بغداد في جنبي،
صحت يا بغداد اشفيني
ها قد الم بي الوجد يا بغداد يا أمي
يا انهار من حزني، وتأبيني
شراع بلون الدم باخرتك،
بلون الحزن الأسود الفواح في عيني
يا بغداد يا أمس أفارقه، للبدرٍ
ويا شمس لها شفق بين العطر والشهدِ
يا عصر أصارحه بحزن الجسر والنهرِ
في مقلتاكِ افترشت
بين خواطري وتعبدي
سكنت في بيت نجواكِ
وتركت خلفي حب كل جميلةٌ
فأنتي محرابي وأنتي المعبد
جنوني يملئني ويتركني
أغوص في أعماقكِ
فالحب فيكِ سرمدي
وبواخري حبلى بألف قصيدةَ
وبحور شوقي مثواك وأنتي المرقدِ
في جبهتي عينيك بدأت
ثورات حزني في الهوى
وتمردي
فلكم تبعثرتُ في أوراقك البيضاء
وتحيرت مني المشاعر
بألف ذريعةٍ في حبك
وفي جنبي بعض تزهدي
فيك المنايا كم تكون جميلةٌ
وتكون أروع عندما تتعددي
على ارض التلاقي تململ الإله
تبجل الناسك منذ غاب عن سواه
لأن هواكِ صار معبدي الحزين
دعوت التراتيل ترقص في رضاه
عرافة الحي تاهت في سرائرك
تلك أحياء تعصر من ليل دجاه
لأني عشقتك صرتي أوراق دعاء
هطلت ترانيم السماء مزمجرة
تركت فلول البدر تغرق في فلاه
دائما يأتي الفراق بلا صوت الوداع
والدروب الناعسات تهرب من خطاه
أحببت حتى في تخلفك، شوق المراهق
حد التمرغ للإلهام يرميني
على أرض تصيح دماء الشباب: أوراكي أو تواريني
ليس بين الحالتين سوى إرضاء معبود
يهز الفؤاد بين اللحظ والحين
"جيثوم" باحتك به دمعي
في غصة الليل يؤلمني ويدميني
* * * * *
هكذا تبدو الطيور عندما يأتي الرحيل،
هكذا تغدو النجوم، عندا يأتي السحر
#حيدر_تحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟