أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كلنا أرهابيون!














المزيد.....


كلنا أرهابيون!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

في هذه الأيام، ترتفع وتيرة الإرهاب، عبر الطرود المفخخة، والاعتداء على أماكن العبادة. ويستفحل الإجرام الإرهابي. وينتشر في كل مكان. عناصر مختلفة من الإرهاب. ليس بالضرورة أن تكون عنصراً واحداً بعينه، ولكن المثير، والمسيء، والمشين، في الوقت ذاته، أنهم لا يخرجون عن إطار واحد، هو الإطار الديني العبثي، المتشدد.

إذن، فالإرهابيون في معظمهم دينيون، أو هم من المتدينين المتشددين.

فلا إرهابيين عَلْمانيين، ولا إرهابيين لادينيين، ولا إرهابيين حداثيين.

-2-

وللأسف، فإن أدبيات العَلْمانية، والحداثة، والليبرالية، ليس فيها أوجه كثيرة تحتمل التأويل و(الزوغان) عن المعاني الحقيقية المقصودة. كما أن هذه الأدبيات لم تُستغل في الصراعات السياسية، والحروب، والكرِّ والفرِّ والقهر، والمكر على مدار التاريخ، كما تمَّ بالنسبة للأدبيات الدينية. ولم تقم ممالك باسمها، ولم يتم الاستيلاء على السلطات باسمها، وببركة شيوخها، وتخريجات قضاتها، وبخور كهنتها.

-3-

ليس هذا هو المهم!

ولكن المهم، أن العرب والمسلمين يقفون حفايا عرايا أمام مرآة العالم، الذي يتهمهم جميعاً بأنهم إرهابيون.

وأصبح كل عمل إرهابي في الشرق أو في الغرب، يُنسب إلى العرب والمسلمين، أبرياء كانوا منه أم متهمين.

وأصبح الإرهاب علامة فارقة مسجلة، وختماً يُطبع على كفِّ وقفا كل عربي ومسلم في مطارات العالم، وموانئه، ومحطات قطاراته، وأماكن سياحته. وأصبح وجود العربي أو المسلم في مكان ما من العالم، يعني وجود قنبلة ستنفجر بعد قليل، وستقتل كثيراً من الضحايا، وتسيّل كثيراً من الدماء البريئة.

وما هي الرسالة؟

أن الغرب كافرٌ، وأن الغرب مستعمرٌ، وأن الغرب غنيٌ ونحن الفقراء، وأن الغرب متعلمٌ ونحن الجهلة، وأن الغرب متقدمٌ ونحن متخلفون، وأن الغرب قويٌ ونحن الضعفاء.

وما هو الحل؟

تفجير الغرب وتدميره، وليس التعلّم منه.

قتلُ الغرب وتحقيره، وليس الاستفادة من تجاربه، وعلومه.

تخويف الغرب، وليس مصادقته، وكسب ودِّه.

ترويع الغرب، وليس طمأنته، بأننا طلابُ سلام، ومحبة، وعلم، وقيم دينية وأخلاقية سامية.

-4-

ليس هذا أيضاً هو المهم، في المسألة!

المهم أننا أصبحنا كلنا إرهابيين.

فمِنْ منَّا مَنْ حمل السلاح، واتجه إلى العراق، وأفغانستان، والباكستان لـ"جهاد" الكفَّار هناك، دفاعاً عن دولة "خلافة" طالبان "الإسلامية"، وإعادةً لسلطتها في أفغانستان!

ومِنْ منَّا مَنْ حمل السيف في غمده، ووضع القرآن الكريم في جيبه، وذهب إلى سوريا للتدرب على القتل والتفجير، استعداداً للدخول إلى العراق لـ "جهاد" الكفار هناك!

ومِنْ منَّا مَنْ هاجر مع عائلته إلى الغرب، ليعيش هناك، وفرض على زوجته وبناته، ارتداء الحجاب والنقاب، والنزول إلى الشارع، لتحدي هؤلاء "الكفار الخنازير"!

ومِنْ منَّا مَنْ أرسل ملايين الدولارات، تبرعات سنوية، ومن "زكاة" الفطر، وزكاته السنوية، لدعم "المجاهدين" في أفغانستان، والباكستان، واليمن، وكذلك في العراق!

ومِنْ منَّا مَنْ أقام فضائية دينية للدعوة لـ "لجهاد"، وكشف عيوب الغرب الكثيرة، وفضح "الصليبية الجديدة"، ومحاربتها!

ومِنْ منَّا مَنْ تصدى بكل أسلحته الدينية السلفية والأصولية، لكل حركات الإصلاح، والانفتاح، والعقلانية، ومحاولة العيش في رحاب العصر الحديث، وليس في ظلام العصور السالفة!

ومَنْ مِنَ الأنظمة العربية، مَنْ لا يمارس الإرهاب على مواطنيه، بواسطة الأجهزة البوليسية المختلفة؟!

ومِنْ منَّا مَنْ لم يناصر بالنظر، أو بالسمع، أو بالقول، أو بالفعل، أو بالسكوت، كل فعل إرهابي يتمُّ في الشرق أو في الغرب. ويقول في سره:

(خلّيهم)، علينا وعلى أعدائنا يا.. رب؟!

-5-

وأخيراً، ليس كل هذا هو المهم!

فلا فتحَ، ولا جديدَ فيما نقوله اليوم!

فتاريخنا العربي الدموي الممتد، ليس بغريب عليه ما يجري الآن!

المُهم، أن لا رجلَ دين، أو فقهياً، أو داعيةً، أو إماماً، أو متنطعاً، أو مهووساً دينياً، كفَّر هؤلاء الإرهابيين، أو قيادتهم، أو شيوخهم. بل أُطلق عليهم من الصفات التقديسية، والتبجيلية، والتبريكية، والمشيخية، ما لم يَرقَ إليه الصحابة، والعشرة المبشرون بالجنة!

في حين أننا لا نتوانى عن تكفير كل همسة، أو لمسة، أو غمزة، أو (نخزة) موجعة، أو مضحكة، لا تناسب هوانا، ولا تروق لنا، وإخراج صاحبها من الملَّة والحِلَّة!

فمِنْ منَّا لم يكن إرهابياً؟!



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟
- لماذا إثار إيران بإعمار العراق؟
- استحالة قيام الدولة الدينية
- لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي
- نقد ايديولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات
- كيف نضبط ظاهرة الشبق السياسي العربي
- لماذا منعت مصر شعار -الإسلام هو الحل-؟
- ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟
- كارثة القطيعة العربية لمدنية العالم وحضارته
- لماذا كان السلام الدائم خرافةً ووهماً؟!
- أعيدوا الانتخابات لكي تحسموا الخلافات
- هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!
- هل أضاع العراق اللبن في الصيف كما ضيّعته دخنتوس؟
- احتمالات الحرب الأهلية في العراق
- ما هي المبررات الإرهابية لقتل العراقيين في رمضان؟
- العراق: من النزاع السلمي إلى الصراع المسلح
- صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق
- العراق: من دكتاتورية العسكر إلى دكتاتورية الأفندية
- ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كلنا أرهابيون!