أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وميض خليل القصاب - قصه عراقيه واقعيه 4 (لماذا يقتل المسيحين ؟)














المزيد.....

قصه عراقيه واقعيه 4 (لماذا يقتل المسيحين ؟)


وميض خليل القصاب

الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أخبرني أبن بغداد وهو يشرب فنجان الشاي ويمسح دمعه من طارف عينه بعد أن أدمى قلوبنا مشاهدة صور كنيسه سيدة النجاه المحترقه ,حكى بصوت متحشرج عن جاره القديم في بغداد الدكتور وائل الخريج من طب أسنان والمتفوق دراسيا والمشهود له بحسن التربيه والاخلاق رغم كونه مدلل البيت ,الولد الوحيد لعائله رزقت ببنات وبقت تنتظر الولد بفارغ الصبر ,كيف كان مثالا للتربيه الحسنه والدماثه والاناقه ,وكيف هزت المنطقه أخبار موت أبو وائل بالسكته قبيل تخرج أبنه طبيبا ليقر عينه به ,وكيف عادت البسمه لهم وهم يشاهدون الدكتور يقود سيارته البرازيلي القديمه التي ورثها عن الوالد وهو يضع البالطو الأبيض على مقعد السياره في طريق ذهابه لعمله في مستشفى متخصص للأسنان ,وكيف قرت أعين المنطقه به وهو يفتح عيادته في البيت ليقدم خدماته لابناء حارته
وائل كان في ال26 من عمره عندما قتل ,وجدوا جثته مرميه على بعد أمتار من باب محل عمله في المستشفى ,قتل وسرقت سيارته الجديده التي أشتراها بعدما جمع ثمنها وأستدان من أصدقاء ليكمل متطلبات النجاح في المجتمع العراقي ,الشهادة والبيت والعياده والسياره ,كانت ام وائل يوم مقتله تكلم أبونا سمعان قس رعيتهم في الكنيسه الواقعه على بعد 5 دقائق من بيت أهل وائل ,كانوا يتناقشان في أختيار أحد بنات الرعيه لتكون زوجه للدكتور,الدكتور كان ملقى في عز ظهر بغداد الحارق في أكثر مناطق العاصمه ازدحاما في وسط الشارع جثه هامده برصاصه في رأسه وبقى يرقد في بركه الدم والسيارات تمر به بلا توقف 7 ساعات لحين قيام سياره شرطه برفعه ورميه في الصندوق الخلفي وتذهب به لباب المستشفى الخلفي وترميه هناك وتهرب ,حارس المستشفى وزملائه شاهدوا سياره سوداء توقف سيارته وتجبره على النزول وحتى بعد أن اعطاهم مفاتيح سيارته قاموا بأعدامه بطلقه في الرأس في وسط الشارع
قصه وائل واحد من ألوف القصص ,نعرف مثلها مئات ,طبيب عراقي خدم الدوله 20 سنه يتم وضع قنبله ناسفه في باب بيته لأنه من أعضاء حزب البعث ,الان هو أستاذ في جامعه أمريكيه وأنتقل هو وعائلته ليكون جزء من رعية مدينه مسيحيه أمريكيه
ربما الارهاب والقتل والتشريد والتهديد والخطف كان أمر عام على كل العراقيين بكل أديانهم ولكن الطائفه المسيحيه أخذت جزء غير قليل منه
تم أستهدافهم لثلاث أسباب : فرضية كونهم غير متضررين من نظام صدام وبالتالي تم أستهداف المسيحين في المناصب القياديه في الحكومه بالطرد والاجتثاث والتهديد لاجبارهم على ترك مواقعهم ,رغم أن عهد صدام شمل الجميع بخيره وشره ألا أن ثقافه التمييز في الضرر ليكون شيعيا وكرديا فقط ويسجل السنه والمسيحين ضمن خانه العهد البائد ,تم أستهدافهم مرة أخرى لآن المسيحين يشكلون عصاب الطبقه الوسطه والأعلى من الوسطى ,فهم الصاغه وأصحاب شركات النقل ومحلات الملابس والأغذيه والمشروبات الكحوليه ومحلات التسجيلات والالكترونيات ,هم مدراء عامين وأساتذه جامعين وأطباء ومهندسين وعلماء بارزين وعمداء في الجيش ,وزراء سابقين ونائب رئيس وزراء وأسطورة العلاقات الخارجيه في العقود الثلاث الماضيه من ثمانينات القرن الماضي طارق عزيز المحكوم بالاعدام لجرائم لم يكن له فيها ناقه أو جمل
تم أستهدافهم لانهم يملكون مواصفات الصيد السهل للخاطفين ,وتم تهجيرهم ببشاعه من مناطق جنوب بغداد والبصره وتحويلهم الى ضيوف شرف في مناطق كانوا هم فيها الاغلبيه داخل بغداد ,قصص بشعه عن قتل وارهاب وتعذيب , فقط ليجتثوا منهم مبالغ ويجبروهم على التخلي عن مكتسباتهم التجاريه والأداريه
الاستهداف الاخير جاء لانهم ليسوا مسلمين واقرب للأمريكان منهم للعراقيين حسب تحليلات عباقره الشوارع ومدمني الجلوس على المقاهي وابواب الجوامع والحسينيات في العراق
الأستهداف لم يكن فقط بالقتل والتهديد ولكن بتغير نمط المعيشه ,مناطق الطبقات العليا في المجتمع في بغداد شهدت زحف لعوائل من مناطق أقل اجتماعيا محمله بأموال هائله ,أصبح من العسير أن تتمشى فتيات العوائل بحريه كما كانوا عليه ورغم أن الكثير من الجهات الحكوميه تتبجح بكون الفتيات يمشين براحتهن في الركاده والجادريه فلاتتصور أن نفس الصوره بنفس السهوله في بغداد الجديده والنعيريه والغدير وخصوصا يوم الاحد
حكى لي أبن بغداد عن أحد العباقره ممن قرروا أن يشاركوا العلم بنظرياتهم على احد القنوات الدوليه في برنامج مخصص لمعرفه أراء المشاهدين في جريمه الكنيسه الاخيره في العراق ,كيف قرر المواطن أبو حنان أو جنان أن المسيحين يعيشون بأمان في مناطق الشيعه وأنهم مهددين في مناطق السنه ,رغم أن الخطف والقتل والتهديد لم يعرف فرق فهم خطفوا في الامين والشعب و الارهابين فجروا كنيستهم في بغداد الجديده والكارثه الاخيره كانت في الكراده وتم قتلهم وترهيبهم في الموصل والدوره
الارهاب ضد المسيحين يقع ضمن مؤامره طرد السكان الاصليين من العرب المسلمين والمسيحين والصابئه المندائيه والاكراد الايزيدين من العراق ,ضمن أطار مؤامره لاعاده تقسيم الخارطه الديموغرافيه للسكان في العراق ,لتحقيق تطهير عرقي للقوى الفكريه والماليه القادره على أعاده بناء العراق ,والتي أثبتت التجارب في حرب أيران وحرب الخليج الاولى أنهم يمثلون معول جبار في دعم الموارد الفكريه والبشريه والأقتصاديه للمجتمع العراق
خطه لتهميش الطبقه الوسطى العراقيه وتغير مفهوم الهويه الوطنيه العراقيه لتصبح هويه دينيه عرقيه قبليه على حساب الهو يه الاجتماعيه القائمه على الطبقيه والخلفيه الفكريه والثقافيه
المؤامره كبيرة والمخرج يجيد فن البتر والتمزيق وغسل المخ ,والمتباكين على سيده النجاه هم أول المتشمتين فيها ,هم اصحاب الفكر المتطرف والتفضيل للطائفه على الوطن ,هم من يضعون الشكل العام على حساب الارواح ,هم من ينظرون للكنائس والمسيحين كصيد سهل ومطمع ويستحلون اموال ألناس لانهم أهل الكتاب كما أستحلوا أموال الدوله لظلم الرئيس وكما أستحلوا اموال المهجرين لسطوه حكم اليد
صراع الطبقات في العراق والطوائف على أشده ,والمسيحين أول الغيث



#وميض_خليل_القصاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السفر والتشرد1
- الأغنيه العراقية مابين الابتذال والتحشيش2
- دعم الشباب للحصول على المعرفه
- الأغنيه العراقية مابين الابتذال والتحشيش 1
- لو بنوا الجامع أو لم يبنوه ...
- التوك شو المتنقل .....مقام البكاء ضحكا
- قبل أن تهاجم المسلمين ........
- اعتصام 7 ايلول :القوى المدنية تزلزل العسكر
- اعتصموا لآجل العراق:نداء للمشاركة في اعتصام ال7 من ايلول
- الطائفي في داخلي
- دراسة جديدة تجادل ( ربما نظرية داروين كانت مخطئة)
- ما هويتي ؟
- قصه عراقيه واقعيه-3-
- اليات عمل متجدده لمجتمعنا المدني العراقي
- بناء قدرات الشباب :ضعف التخمين لمؤسسات المجتمع المدني
- دراما المسلسل التركي المدبلج للسياسة العراقية
- هل كان شهريار قاتل متسلسل ؟
- قصة عراقية واقعية 2
- قصة عراقية واقعية
- خواطر في المجتمع المدني العراقي


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وميض خليل القصاب - قصه عراقيه واقعيه 4 (لماذا يقتل المسيحين ؟)