أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟














المزيد.....

ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلي ثقة بأن شاعرنا الخالد أبو الطيب المتنبي لم تك مشكلته الأساسية واشكالياته الكبرى في الاختلاف والصراع الا مع الكلاب المصابة بالجرب او المكلوبة منها والتي طالما كانت تلاحقه وتلاحق امثاله لحد يومنا هذا، ولعله كان دقيقا اكثر من أي وقت آخر في تنبؤاته الشعرية حينما يصف الرد على تلك الكائنات المصابة بالجرب الأخلاقي او المكلوبة بأزمتها الفكرية وضآلتها في واحد من اجمل ما كتب من شعر مكثف في هذا البيت حين قال:

لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ

وندع شاعرنا الكبير وزمنه الخلاب لنرتحل عبر ذات الفلسفة الى عصر اخر يتواصل فيه الصراع وتتناسل فيه ذات الاصوات مستخدمة اليات زمنها الحاضر والغابر، فنتوقف قليلا عند ضفاف الحكمة مع فضيلة الشيخ الكريم الدكتور عائض القرني* في ما ذهب اليه وهو يوقد سراج الحكمة وينير دروب الظلمة حينما يتعامل مع صدى ذلك العواء الذي أبى المتنبي أن يلقمه حجرا فقال القرني:

(وأنت إذا ذهبت تدقق خلف كل جملة وتبحث عن كل مقوله قيلت فيك وتحاسب كل من أساء إليك، وترد على كل من هجاك، وتنتقم من كل مَنْ عاداك، فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك واستقرار نفسك وهدوء بالك، وسوف تعيش ممزقاً قلقاً مكدراً، كاسف البال منغص العيش، كئيب المنظر سيئ الحال، عليك باستخدام منهج التطنيش، إذا تذكرت مآسي الماضي فطنش، إذا طرقت سمعك كلمه نابيه فطنش، وإذا أساء لك مسيء فاعف وطنش، وإذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا فطنش، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل التنقير والتدقيق.. )

حتى لكأنك وانت تقرأ وتتمعن في معاني الكلام ما بين الأسطر، يطرق مسامعك صدى كلمات شاعرنا الخالد أبو الطيب ثانية وهو يقول:

فعشت ولا أبالي بالرزايا لأني ما انتفعت بأن أبالي

لسنوات طويلة ربما زادت على نصف قرن، شاعت ثقافة بائسة اعتمدتها الأنظمة الدكتاتورية وأجهزتها الخاصة في التسقيط والتشهير وصناعة الاخبار والسيناريوهات المفبركة ضد الآخر المختلف والمعارض رأيا كان أم حركة وسلوكا، حتى غدت البلاد مطحنة تسحق الأخضر واليابس تحت عجلات اجهزة الاعلام وادواتها العنصرية تارة وتارة أخرى المذهبية المقيتة ضد الأفراد او الجماعات، وقد تعرضت كل الاحزاب المعارضة الوطنية والديمقراطية وافرادها قيادات وقواعد الى تلك العمليات القذرة في الملاحقة والتشويه والتشهير حتى غدت سلوكا منظما يتبعه النظام الدكتاتوري حتى مع قياداته واداراته.

لقد استخدمت هذه المخلوقات البذيئة شتى انواع التشهير والفبركة والتهجم من خلال اشاعة وترويج الدعايات والنكات التي تسخر من عرق او قوم او طائفة للانتقاص منها* ومن ثم تلفيق الاتهامات المفبركة وتركيب الصور والافلام والوثائق باستخدام آليات العولمة وادواتها وحيلها الصورية من اجل مآربها المعروفة منذ استحواذها على السلطة في غفلة من الزمن وحتى يومنا هذا، مستخدمة إيديولوجيتها الميكافيلية لا يمنعها في ذلك أي وازع اخلاقي او وطني او اجتماعي من اجل تحقيق اهدافها، وقد شهدنا جميعا ماذا كانت تفعل اجهزة النظام السابق الحزبية والأمنية بأفراد المعارضة من الاحزاب الوطنية او الشخصيات المستقلة من المفكرين والأدباء والفنانين والكتاب والصحفيين وعموم المثقفين المصنفين بعدم الولاء للحزب والثورة، بحيث لم ينج أي واحد من هؤلاء من تلك الهجمة البدائية المتخلفة.

حقا إن المتنبي كان واثقا من نفسه بل وربما محقا حينما ارسل اشارات شعرية بليغة لزمن قادم بعد مئات السنين وهو يخاطب تلك السلالات من الكلاب المسعورة التي توالدت وتكاثرت في ظل انظمة فاسدة وانهيار ادبي واخلاقي يوازي افعالها وسلوكياتها، بحيث يتركها تعوي حتى تنهش نفسها وتتلاشى كفقاعات الصابون او مناطيد الصغار لتبقى الشمس كما هي لا يدنسها لوث او عواء، ويزين سماواتها صدى كلمات ومعاني شاعرنا المتنبي ابدا:

انام ملئ جفوني عن شواردها ويسهرُ جراها الخلق ويختصمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* راجع مقال حول ذات الموضوع للدكتور عبدالخالق حسين في موقعه:
http://www.abdulkhaliqhussein.com
* هو الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني داعية إسلامي من السعودية ،وصاحب كتاب لا تحزن الذي حقق نسبة مبيعات عالية وهو صاحب منهج وسطي لأهل السنة والجماعة. له اكثر من 37 كتاب ومؤلف وثمانمائة محاضرة مسجلة في مختلف العلوم والاداب والتفسير والفقه.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان أم مجلس لتنابلة السلطان!؟
- حكومة عراقية.. أم ممثلية لدول الجوار؟
- إرجعوا من نصف الطريق!؟
- اسئلة مشروعة؟
- الطارئون
- لماذا سبع عجاف يا عراق؟
- الثرثرة وحبل المشنقة؟
- اقليم كُردستان وتشكيل الحكومة العراقية
- كل شيئ من أجل المناصب؟
- البعث والسنوات العجاف
- بقالة ودكاكين منظمات المجتمع المدني؟
- الاعلام الاسود
- اقليم كُردستان والمحيط العربي
- إنهم يتسلقون الجدران؟
- من يحمي كُردستان العراق؟
- اقليم كُردستان والصحافة العربية؟
- كاظم حبيب يلمع نجما في سماء كردستان
- سلالات الفساد والافساد؟
- اقليم كُردستان والتحديات الاعلامية؟
- الصراع على كرسي الحلاق؟


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟