أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - ما هي مهمة الأديان؟















المزيد.....

ما هي مهمة الأديان؟


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عقّبت القارئة إقبال حسين على مقالي السابق عن "كيف أتينا إلى الوجود" وقالت: (لكن الا يحق للملحدين سؤال انفسهم لماذا تطور الانسان دون بقية الحيوانات؟ وماذا كان دور الاديان في ذلك؟اليس التخويف بالعذاب في اليوم الاخر علي الاعمال التي تضر مصلحة الجماعة اوالمجتمع وكذلك الجزاء علي الاعمال الخيرة،لعبت دورا كبيرا علي ترويض حيوان قرد وجعلت له عقل وضمير يحاسبه،حتي اذا كنت غير متأكدة من ارسال رسل او لا،فكرة الاديان الهام من الخالق للانسان،واصرار الاديان علي تكريم الخالق، له دليله لماذا لم تتطور باقي الحيوانات مثله) انتهى
وكان عليها أن تسأل: هل الأديان طورت الإنسان وجعلت له ضميراً يحاسبه لأنها هددته بالعقاب في الآخرة إذا فعل شراً، وبالثواب إذا فعل خيراً؟
الإنسان بدأ مسيرته في الحياة من قبل حوالي ثلاثة ملايين من السنين حسب ما أظهرت لنا الهياكل العظمية التي عثرنا عليها، ولكنه في تلك الفترة كان أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان. ثم ظهر إنسان الهومو سابين Homo sapiens وهي كلمة مشتقة من اللغة الرومانية وتعني "الإنسان الحكيم"، قبل حوالي 200000 سنة تقريبا وترك الغابات وعاش في السافانا في سهول إفريقيا ثم هاجر بعضهم إلى أوربا وآسيا. عيش الإنسان في السهول أجبره أن يعتمد على الصيد الذي كان يحتاج إلى تنظيم مجموعات تتعقب وتصطاد الحيوانات الكبيرة. وعندما يصطادون حيواناً كانت كل المجموعة من صيادين ورجال كبار السن والنساء والأطفال يشتركون في الأكل، فلم تكن هناك ملكية فردية. كل شيء كان مشاعاً ومشتركاً، حتى الجنس كان مشاعاً بينهم.
ولأن مهارات الناس تختلف كما تختلف بنيتهم، ظهر نوع من الرجال أكثر مهارة في الصيد من الآخرين، وأصبح هذا الرجل الماهر قائداً للمجموعة، وظهر نوع من التسلسل الاجتماعي hierarchy. وبالتدريج أصبح رئيس المجموعة هو المطاع وله الأولوية في كل شيء. وتعلم الزعيم أن يختار لنفسه أجمل النساء وحظر على الآخرين الاقتراب منهن. وبالتدريج تعلم الإنسان البدائي أن يعيش في مجموعات لها نُظم معينة تفرض عليه أن يقترن بامرأة واحدة أو اكثر ولا يقترب من نساء الأخرين وأن يكون مسؤولاً عن تربية النشء، وأن يطيع الزعيم. ومع ازدياد حجم دماغ الإنسان إلى مستواه الحالي – حوالي 1500 سنتمتر مكعب- تعلم الإنسان الذي أصبح يعيش في مجموعات أو قرى، أن يسيطر على غرائزه ووضع تابوهات معينة لممارسة الجنس ولاختيار الشريك وللاحتفال بالشراكة وببلوغ الصبيان سن الرجولة التي تسمح لهم بالاقتران وممارسة العلاقات الجنسية: نقلاً عن كتاب
History of Ethics to 30 BC, by Sanderson Beck
ثم اكتشف الإنسان الزراعة التي أدت إلى نمو مجتمعات أكبر وإلى الملكية الفردية التي أدت فيما بعد إلى الإقطاع ونمو الطبقات الفقيرة العاملة في مزارع الإقطاعيين، واحتاج الأقطاع إلى أيدي عاملة رخيصة وأدى ذلك إلى العبودية. كان لابد لهذه المجتمعات الجديدة أن تُشرّع قوانين تحمي الملكية الفردية التي كانت في الغالب في أيدي الإقطاعيين والمتنفذين في المجتمع، وتعاقب السارق والقاتل والعبد الذي يهرب من سيده. ونشأت عادات وتقاليد تعارفت عليها القبيلة أو القرية، وهي ما تُعرف في اللغة الإنكليزية، المأخوذة من اللغة اللاتينية، بكلمة morals. وهي تُعبر عن تصرفات المجموعة ككل، بينما الكلمة ethics تُعبّر عن أخلاقيات الفرد أو المهنة، وتُعرف بفلسفة الأخلاق التي تهتم بمعرفة الخير والشر، والصح من الخطأ، والفضيلة والرذيلة.
وقبل أن تظهر الأديان السماوية كتب أرسطو (384-322 ق.م) عن فلسفة الأخلاق وقال (عندما يتصرف الشخص وفق طبيعته أي فطرته، فسوف يعمل صالحاً ويكون سعيداً في نفسه. السعادة هي قمة عمل الخير والإنسان له ثلاث طبائع: نباتية vegetable وهي التي تتعامل مع النواحي الجسدية، وطبيعة حيوانية animal تتعامل مع الشعور والعواطف، وطبيعة عقلانية rational وهي التي تتعامل مع العقل. فالطبيعة النباتية يمكن اشباعها بالتمارين الرياضية، والطبيعة الحيوانية يمكن اشباعها بإشباع الغرائز والشهوات، والطبيعة العقلية يمكن اشباعها بالمنطق. والوسطية في كل شيء محببة أما الإفراط فهو لا أخلاقي. والإنسان لا يجب أن يعيش فقط، بل يجب عليه أن يعيش حياة كريمة تحكمها الوسطية في كل شيء مع الفضيلة) انتهى.
وقال كذلك (نحن لا نتصرف التصرف الصحيح لأننا نملك العفة والتفوق الأخلاقي، بل نحن نملك العقة والتفوق الأخلاقي لأننا نتصرف التصرف الصحيح) انتهى.
وأفلاطون وسقراط الذين سبقا أرسطو تحدثا كذلك عن الأخلاق ومقوماتها وأهميتها للمجموعات البشرية. فقال سقراط (من أصابه أذى من شخص ما، يجب ألا يرد الأذى لمن أصابه به لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نبرر الشر، وعليه لا يمكن أن نبرر رد الأذى أو نفعل شراً ضد أي إنسان مهما عانينا على يديه) انتهى. وهناك فلاسفة كثيرون من القدماء، مثل إبكيوروس Epicurus (341-270 ق.م) الذي قال (الثروة لا تنبع من كونك تمتلك الكثير بل الثروة تنبع من كونك ليس لديك متطلبات كثيرة).
وجاءت بعد أرسطو مدرسة ال Hedonism أي فلسفة اللذة. وتُعرف هذه المدرسة بمدرسة ال Cyreniac الإغريقية التي نشأت في القرن الرابع قبل الميلاد ومؤسسها هو أريسطوبوس Aristippus of Cyrene في مدينة شحات Shehhat في منطقة الجبل الأخضر في ليبيا. كان أتباع هذه المدرسة يعتقدون أن الخير الوحيد في الإنسان هو اللذة، التي لا تعني فقط غياب الألم بل ممارسة الأحاسيس المحببة إلى الإنسان. ولكنهم في نفس الوقت اعترفوا بأن هناك واجباً اجتماعياً على الفرد، وأن الإنسان يمكن أن يتحصل على المتعة من الاهتمام بتحسين ظروف الأخرين altruism دون أن يتوقع الإنسان مردوداً من المجتمع. هذه المدرسة رفضها المجتمع وقتها وانتهت في أقل من قرن من الزمان، مما يدل على أن المجتمعات الإغريقية القديمة كانت لها أخلاقيات ترفض عيش الإنسان من أجل اللذة فقط.
وفي الهند كذلك ظهرت مدرسة هودونية حوالي العام 600 قبل الميلاد، وكانت تُعرف بفلسفة Cārvāka. تقول هذه المدرسة إن تعاليم الهندوسية في كتبهم المقدسة تعاليم مكذوبة والكهنة كذابون وليس هناك أي أي حياة بعد الموت، وعليه يجب أن يكون الاستمتاع هو الهدف من الحياة.
وظهرت في الهند كذلك الفلسفة البوذية التي تدعو إلى قيم وأخلاق أعظم مما دعت إليه أي ديانة سماوية. وفي مقال قبل عدة أسابيع قارنت بين البوذية والإسلام بما لا يدع مجالاً للشك أن الأخلاق البوذية في كل المجالات تتفوق على أخلاق الديانات السماوية.
وفي الصين ظهر كونفوشيوس وجاء بفلسفة أخلاقية عظيمة، وقال: أن ترى الخير ولا تفعله، يعني أنك تنقصك الشجاعة. وقال كذلك: عقل الرجل السامي مليء بالاستقامة والعدل، وعقل الرجل المنحط مليء بالمكاسب الشخصية.
وفي حضارات ما بين النهرين (سومر وبابل) جاء حمورابي إلى الحكم بعد أن مات أبوه في عام 1848 قبل الميلاد، وكوّن إمبراطورية ضخمة حكمها بقوانين أخلاقية تسمو في بعض نواحيها على الأديان السماوية. وقال إن الهدف من وراء قوانينة التي أصدرها هو: أن تسود العدالة أرجاء المملكة، وأن تحطم الشريرين وتمحو الشر، وأن تمنع القوي من اضطهاد الضعيف.
فمثلاً المادة التاسعة من قانون حمورابي تقول (إذا افتقد شخص شيئاً ما من ممتلكاته ووجده عن شخص آخر، وقال ذلك الشخص إنه اشتراه من تاجر وبحضور شهود، يُحضر المتهم التاجر والشهود ، ويُحضر المدعي شهود يثبتون أن ذلك الشيء ملكه. وإذا لم يثبت التاجر أو شهوده امتلاك الشيء المذكور، يُعتبر التاجر سارقاً ويُقتل وترد لصاحب اللشيء المفقود ملكيته. وإذا لم يحضر الشاري التاجر ليثبت أنه اشتراها منه يعتبر الشاري سارقاً ويُقتل
المادة 14 تقول: إذا سرق أي شخص طفل شخصٍ آخر، فسوف يحكم عليه بالقتل
المادة 21: إذا نقب سارقٌ جحراً بحائط أحد البيوت وسرق منها فسوف يُقتل السارق أمام ذلك الجحر
المادة 32: إذا أُسر رجلٌ في الحرب واشتراه تاجر من آسره وأحضره إلى المدينة، يحق لذلك الجندي أن يشتري حريته من التاجر، وإذا لم يتوفر له المال اللازم يدفع المعبد ثمنه إنابةً عنه. حقله ومنزله وحديقته يحتفظ بهم لنفسه
المادة 39: يستطيع الرجل الحر أن يكتب منزلاً أو حقلاً أو حديقة اشتراهم بحر ماله، لزوجته
المادة 42: إذا أجّر شخص حقلاً لرجل ليزرعه وادعى الرجل أن الحقل لم ينتج محصولاً، فعليه أن يُثبت أنه لم يزرع الحقل وإلا وجب عليه أن يدفع لصاحب الأرض محصولاً مساوياً لمحصول المزارع الذي يجاور حقله ذلك الحقل المستأجر
المادة 53: إذا بنى مزارع حاجزاً للماء في حقله ولم يصنه وانكسر الحاجز وأغرق الحقول المجاوره فسوف يُباع ذلك الرجل ويوزع ثمنه على المتضررين
المادة 112: إذا أتمن رجل مسافر ذهباً أو فضة إلى رجلٍ آخر لحين عودته، وإذا أخذ المؤتمن تلك الأمانة فعليه أن يدفع لصاحب الأمانة خمسة أضعافها
المادة 122: إذا أودع رجلٌ أمانة عند رجل آخر فعليهما أن يكتبا بها كتاباً في حضرة الشهود
المادة 127: إذا قذف أي شخص شخصاً آخراً أو زوجة شخص آخر ولم يُثبت ما قاله فسوف يُعرض على القضاة ويضع القضاة علامة على جبهته بالفصد
المادة 129: إذا بوغتت زوجة رجل مع رجل آخر وكانا يمارسان الجنس فسوف يُقيّد كلاهما ويُلقى بهما في النهر، ولكن من حق الزوج أن يصفح عن زوجته ومن حق الملك أن يصفح عن الرجل الزاني
المادة 134: إذا أُسر رجل في الحرب واتضح أن منزله خاوي وليس به ما يطعم الزوجة فمن حق الزوجة الذهاب إلى منزل رجل آخر
المادة 136: إذا هرب رجل من منزله ولم يعد، من حق زوجته أن تنتقل إلى رجلٍ آخر. وإذا عاد الزوج فيما بعد فليس من حقه إرجاع زوجته
المادة 137: إذا طلق رجلٌ زوجته يجب عليه أن يعيد إليها مهرها ويقتطع لها جزءاً من حقله أو حديقته لتعول نفسها وأطفالها.
المادة 142: إذا اختلف زوج مع زوجته وقالت له الزوجة: إني لا استطيع العيش معك، ولم يكن من جانبها أي سوء معاملة، فسوف يرد لها الزوج مهرها وترجع لمنزل والدها
المادة 145: إذا تزوج رجل على زوجته الأولى وأحضر الزوجة الثانية لتعيش في نفس المنزل، فالزوجة الثانية لا تُعامل بالتساوي مع الأولى
المادة 145: إذا أدين رجل بمضاجعة ابنته فسوف يطرد ذلك الرجل من المدينة
قانون حمورابي به أكثر من 282 مادة تغطي كل شيء من القتل إلى جرح إنسان بواسطة حيوان يمتلكه شخص آخر. هذه القوانين وُضعت قبل ظهور الأديان السماوية، فهل جاءت الأديان بأكثر من قوانين حمورابي؟
ظهور المجتمعات واختلاط الناس بالغرباء أدى إلى تفعيل القوانين والأخلاقيات التي نظمت حياة تلك المجتمعات، ولم تكن تلك القوانين وليدة يومٍ واحد أو عامٍ واحد وإنما كانت تراكمية كخضارة الإنسان. وقد اكتملت كل هذه الأخلاقيات قبل ظهور ما يُسمى بالأديان السماوية. ولم يكن للأديان أي تأثير في صياغة أخلاقيات المجتمعات. ولكن بعض الأديان السماوية، وخاصة المسيحية، أضافت بعض التحسينات الطفيفة على أخلاقيات المجتمع مثل من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر. وكذلك من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر. أما الديانة اليهودية فكانت ديانة ناتجة عن شعور بالضياع وبالذل الذي عاناه اليهود في السبي البابلي، فجاءت ديانتهم مليئة بالقتل واضطهاد المرأة النجسة واضطهاد القبائل الكنعانية وقتلهم وحرق معابدهم. أما تشريعات اليهودية فكانت تشريعات أقرب إلى السادية منها إلى تعاليم ربانية. الابن الذي لا يطيع والديه يقتل. الرجل الذي يمارس الجنس مع بهيمة يقتل. إذا اتهم رجل زوجته بالخيانة فعليها أن تأتي إلى المعبد حيث يخلط لها الكاهن بعض الماء مع التراب ثم يطلب منها أن تشربه ويقول لها إذا كنتي صادقة ولم تخوني زوجك فإني أطلب من الإله ألا يضرك هذا الماء، ولكن إذا كنتي كاذبة فليقطّع الماء أحشاءك ولتتورم بطنك ولتضمر أفخاذك. ومنعت اليهودية اليهود أن يتعاملوا بالربا مع بعضهم ولكن أجازت لهم الربا مع الغريب. وجزء كبير من قوانين اليهودية يعج بالعنصرية ضد ال gentiles أي غير اليهود.
أما الإسلام فلم يأت بأكثر مما أتت به اليهودية والمسيحية غير إضافة بعض العادات الجاهلية إلى القوانين الإسلامية. فبالنسبة للطفل نجد أن الإسلام منع التبني وجعل الطفل المولود من علاقة خارج الزواج طفلاً غير شرعي لا يأخذ اسم أبيه ولا يرثه. وبما أن التبني محرّم في الإسلام فإن الطفل غير الشرعي إما تقتله والدته أو يصبح من أبناء الشوارع الذين يربون بعضهم بعضاً بعيداً عن أخلاقيات المجتمع. والإسلام كذلك فرض على الأب أن يضرب أبناءه على الصلاة عند بلوغ العاشرة، وأن يزوج الأب ابنته الرضيعة إلى من يراه مناسباً لها، وجعل سن البلوغ للطفلة العام التاسع من عمرها لأن ممداً بنى بعائشة في التاسعة من عمرها.
بالنسبة للمرأة فإن الإسلام جعلها عورة لا يجوز لها أن تكشف من جسمها شيئاً سوى لزوجها، ومنع عليها الخروج للعمل خشية الاختلاط بالرجال، وفي نفس الوقت قَصّر فترة العدة للتي يموت زوجها من سنة كاملة كما كان في الجاهلية إلى أربعة أشهر تصرف لها فيها نفقتها من تركة زوجها المتوفي، وبعد الأربعة أشهر لا حق لها في النفقة، وإذا كان إرثها قليلاُ فليس أمامها إلا بيع جسدها لتعيش. فرض الإسلام على الذي يقذف المرأة أن يأتي بأربعة شهود رءوا المرود في المكحلة، وفي نفس الوقت فرض على المرأة التي تتعرض إلى الاغتصاب أن تأتي بأربعة رجال شهدوا الاغتصاب ورءوا المرود في المكحلة، وهو أمر مستحيل أدى إلى تجريم المرأة التي تتجرأ وتشتكي للسلطة الاغتصاب الذي وقع عليها. الإسلام جعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل وفي نفس الوقت حدد شهادتها فقط في الأمور المالية، ولا يجوز للمرأة أن تشهد في أي جريمة تستدعي حد الرجم أو القتل، وبالتالي لا يحق لها أن تشهد في جريمة قتل حتى وإن رأت القاتل بأم عينها وهو يرتكب جريمته.
العبيد والإماء كالبضائع في الإسلام، لا حقوق لهم ويمكن للمالك أن يبيع الأمة حتى إن كانت متزوجة، وبيعها يُفسخ زواجها. وأطفالها ملك سيدها. العبد يُقتل بالحر ولكن الحر لا يُقتل بالعبد (الحرُ بالحرِ والعبدُ بالعبدِ والأنثى بالأنثى) (البقرة 178).
الإسلام أباح للرجل أن يكذب في ثلاث حالات: في الحرب، ولزوجته، وليصلح ذات البين. والكذب هو الكذب مهما كانت مبرراته. وقد استغل المسلمون طوال العصور هذه الرخصة حتى أصبح الكذب طبيعة ثانية للمسلم. نرى اليوم في الدول الغربية أعداداً عفيرة من المسلمين اللاجئين يسرقون أموال الإعانة التي تقدمها الدولة لمدارسهم الدينية كما حدث في هولندا مؤخراً (الشرق الأوسط 25/12/2008). ونتيجةً لكذب الرجل على زوجته أصبحت المرأة على مر العصور تكذب على زوجها وعلى أهلها قبل الزواج وتستعين بغشاء البكارة الصناعي على ذلك، وقد بارك مفتى مصر الشيخ علي جمعة هذا الغش. وكل ما يحافظ على بقية الأخلاق في البلاد الإسلامية هو القوانين الوضعية والأخكام الديكتاتورية. وقد رأينا طبيعة المسلم في غياب تلك القوة الرادعة في العراق وفي الصوما بعد انهيار السلطات فيهما. أصبح المسلم يُفجّر مساجد الله وكنائسه، ويقتل على الهوية ويسرق البنوك ببندقيته ويستبيح عرض النساء في المعتقلات أو حتى في بيوتهن ما دام يحمل سلاحاً أقوى من سلاح الغير
وتبنى الإسلام العنصرية اليهودية وجعل محمد أمته خير أمة أخرجت للناس، وجعل العرب القرشيين أعلى مرتبة، وبعدهم العرب من غير قريش ثم العجم المسلمين ثم العبيد ثم أهل الكتاب من يهود ونصارى، وشرّع محمد لفقه الولاء والبراء الذي منع حتى البدء بالسلام على أهل الكتاب. ما هي نوعية الأخلاق التي أباحت لمحمد أن يرسل أتباعه ليقتلوا عصماء بنت مروان خلسةً وطفلها نائم على صدرها؟ أي نوع من الأخلاق يبيح لمحمد أن يقول لأتباعه قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون؟
بعض الناس يجادل بأن الأديان هي التي ارتقت بالناس أخلاقياً وكان الناس قبلها كالحيوان لا أخلاق لهم.. بدأت الأديان السماوية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وهذه مدة كافية جداً للناس أن يتعلموا ويمارسوا الأخلاق التي علمتهم إياها الأديان. فهل المؤمنون من يهود ومسيحيين ومسلمين في عالم اليوم يتمتعون بأخلاق أكثر علواً ومنزلةً من أخلاق قدماء الأغريق في أيام سقراط وأرسطوطاليس؟
دعونا نأخذ أمثلة من الأقطار الإسلامية، ولنبدأ بمصر التي زادت فيها مظاهر التدين الخارجي في الثلاثة عقود الأخيرة، نجد أن الفساد الأخلاقي قد زاد أضعافاً منذ بدء الصحوة المزعومة. فالتحرش بالنساء، حتى المحجبات منهن وصل إلى نسبة 84% في آخر إحصائية. السرقة سواء في الشوارع أو من البيوت أو سرقة المال العام منتشرة بكثرة. الممارسات الجنسية خارج نطاق الزواج في ارتفاع مضطرد وقد باركها شيوخ الأزهر عندما حللوا زواج المسيار وزواج الفرند وغيره. الخداع في التجارة والمعاملات الفردية أصبحت نوعاً من الفهلوة، والذي ينجح في خداع الغير يعتبر نفسه فهلوي وذكي. أضطهاد وقتل الأقباط بلغ مستوياتٍ غير مسبوقة في تاريخ مصر، رغم أن المسلمين يزعمون أنهم يحترمون جميع الأديان السماوية. وطبعاً الوضع أكثر سوءاً في إيران حيث تجمعت الثروة في أيدي الملالي والحرس الثوري وازداد عامة الناس فقراً مما أدى إلى نفور الناس من الدين، وانتشار الدعارة والمخدرات، وحبس الناس حبساً تعسفياً وتعذيبهم لدرجة أن بعضهم يموت في الحبس. والسعودية التي تُعتبر أغنى دولة في الخليج ما زال بعض نسائها المطلقات والأرامل يتسولن في الأسواق والطرقات بينما تصرف الحكومة بلايين الدولارات على تصدير المذهب الوهابي إلى باكستان ومصر وغيرها. وما زال رجال هيئة الأمر بالمعروف يطاردون الناس في الأسواق بالعصا لإجبارهم على ارتياد المساجد. وما زال عدد الأطفال اللقطاء يزداد أمام المساجد رغم تقنين الدعارة بمسميات حديثة مثل زواج المسيار وزواج الفرند. واليمن والسودان لا يختلفان عن السعودية في الفساد الإداري وتجميع الثروة في أيدي النخبة الحاكمة مع ازدياد فقر المواطنين وانتشار الدعارة المبطنة. فهل ساعدنا التدين وجعلنا أفضل أخلاقاً من المجتمعات الغربية التي يقل فيها التدين؟ لا أعتقد ذلك. وهل أفادت الأديان الجنس البشري بإضافة أخلاق جديدة لم تكن معروفة لقدماء الإغريق وقدماء الرومان والمجتمعات البشرية القديمة؟ حتماً لا.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل النجار في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول التشكيك وا ...
- كيف أتينا إلى الوجود
- تساؤلات القراء
- الكون بين العلم والدين
- لجان البحوث الدينية وتفاهة البحث
- كيف خسر المسلمون بإلغاء العبودية؟
- تخاريف رجال الأزهر - الحلقة الأخيرة
- تخاريف رجال الأزهر 3
- تخاريف رجال الأزهر 2
- تخاريف رجال الأزهر 1
- الدكتور سيد القمني وتأخر المسلمين - تعقيباً على القراء 2-2
- الدكتور سيد القمني وتأخر المسلمين: تعقيباً على القراء 1-2
- الدكتور سيد القمني وتخلف المسلمين
- شيخ الأزهر الجديد وتربيع الدائرة 2-2
- شيخ الأزهر الجديد وتربيع الدائرة 1-2
- نساؤهم ونساؤنا
- لماذا يزداد تخلفنا
- مقارنة بين البوذية والإسلام
- كيف خلقنا الآلهة والأديان 2-2
- كيف خلقنا الآلهة والأديان 1-2


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - ما هي مهمة الأديان؟