بين هوليود وبغداد

حيدر سهر

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وانا أتابع أخبار الساعة الثامنة مساء بتلهف من خلال شاشة التلفزيون لأرى ما وصل اليه السياسيون وانتظر كلمة (العاجل) وادعوا الله بتضرع للاسراع بتشكيل الحكومة لا طمعا بمنصب رئاسي او وزارة وانما كي احظى بفرصة عمل ضمن مؤسسات الدولة التي أوقفت التعيينات فيها لحين الانتهاء من تشكيل الحكومة المنتظرة..
وما هي الا دقائق حتى وردت الاخبار العاجلة بأحتجاز رهائن في احدى الكنائس من قبل مجموعة من الارهابيين .. ولتتابع الاخبار خبر تلو الاخر بتطويق القوات الامنية لمنطقة الحادث .. والقيام بعمليات انزال جوي .. وسقوط عدد من الضحايا .. ومطالبة الارهابيين اطلاق سراح عدد من افراد تنظيم القاعدة المحتجزين لدى الحكومة مقابل اطلاق سراح الرهائن وما هي الا دقائق حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم في مختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية.. أنتبه انك ليس في هوليود او احد افلام الاكشن الامريكية وانما انت في بغداد السلام!!
فالكنيسة هي سيدة النجاة الواقعة في منطقة الكرادة في قلب بغداد .. هذا ما وصلت اليه الحال في العاصمة ، ارهابيون بكل سهولة يقتحمون كنيسة سيدة النجاة مستغلين تواجد العديد من المحتفلين بعيد قداس الاحد وعلى مراى ومسمع من القوات الامنية المتواجدة في المنطقة..
هنا يخطر التساؤل من اين اتوا هؤلاء الإرهابيون الملغمة اجسادهم العفنة بعدة كيلوغرامات من المواد المتفجرة وسط الانتشار الامني.هل اسقطوا علينا من السماء.. ام ان الارض انشقت عنهم وظهور في داخل الكنيسة كل هذه التساؤلات مشروعة .وبالتالي يجب ان تجد لها قيادة عمليات بغداد اجابات واضحة.
الملفت في الامر ان هذا الهجوم الارهابي على الابرياء واختطافهم ومقايضتهم بقيادات من القاعدة ليس الاول من نوعه ففي الايام الماضية تناقلت وسائل الاعلام عن قيام ارهابيين في محافظة كركوك بالهجوم على احد منازل شيوخ العشائر المعروفة وقاموا بأختطاف ابنتيه ووضعوا شروطا لاطلاق سراحهن بأطلاق عدد من النساء المرتبطات بتنظيم القاعدة الارهابي وبالفعل تمة عملية التبادل باطلاق سراح الفتاتين.
نستنتج من هذا ان تنظيم القاعدة غير من تكتيكه ونوعية عملياته وخططه في الهجوم على الاهداف المدنية بعد ان اضمحل نشاطه في العراق خصوصا بعد قتل واسر اغلب قياداته.. فهو يفكر الان بخطط وعمليات تجلب الانظار اليه.
لقد حدث احتجاز الرهائن على مراى من الحكومة والتي يجب عليها ان تضرب بيد من حديد هذه المرة على رؤوس الارهاب وكل من يدعم الارهابيين ممن يختبئون خلف العملية السياسية وعدم السماح لهم بالتلاعب بحياة المواطن العراقي وتهديد امنه.
اما انا فسأمنع نفسي من الدعاء بظهور كلمة (العاجل) وليكن الله بعوني.. كي لا اصبح كصديقي الذي دعى الله ان يساعده في الحصول على سيارة وما هي الا ليلة واحدة حتى تحقق حلمه عند عبور احد الشوارع افيق بعدها على الفراش في المستشفى!!.

#حيدر_سهر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات