أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - أمير المفرجي - وثائق ومستمسكات مهمة لجرائم حرب خطيرة















المزيد.....

وثائق ومستمسكات مهمة لجرائم حرب خطيرة


أمير المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 01:58
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أخيراً رفع موقع ويكيليكس الإلكتروني الستار عن جرائم الحرب في العراق, نقلا عن وثائق رسمية سرية للجيش الأميركي تدين القوات الأميركية بالوقوف وراء عدد كبير من جرائم الحرب في العراق, كالقتل العشوائي وممارسة التعذيب والتغاضي عن عمليات إعدام ارتكبتها قوات حكومة المالكي، وموجهة في نفس الوقت اتهاماً مباشراً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بـ"التورط" في إدارة فرق القتل والتعذيب، كما كشفت تقارير الموقع الصادرة عن البنتاغون في الدور الكبير الذي تلعبه إيران في تسليح الميليشيات المسلحة لقتل العراقيين وتفتيت العراق وتقسيمه طائفيا. وقد نشر الموقع نحو 400 ألف وثيقة سرية حول حرب احتلال العراق, سجل من خلالها أكثر من 300 حالة تعذيب وأعمال عنف ارتكبتها قوات تحالف الاحتلال بحق الأسرى، وأكثر من ألف عملية قتل من قبل قوات حكومة حزب الدعوة ، خلال الفترة الممتدة بين 2004 و 2009، في الوقت الذي عمدت قيادة الجيش الأميركي على إخفاء أعداد هائلة من الجرائم التي اقترفها جيش الاحتلال واكتفت بجرائم التعذيب التي يتعرض لها السجناء العراقيون على أيدي قوات شرطة وجيش المالكي التي وصلت إلى حد اغتصابهم وقتلهم. وبالرغم من معرفة الجهة الأمريكية بهذه الجرائم وتدوينها, أكدت هذه الوثائق على تستر جيش الاحتلال الأمريكي على أعمال التعذيب والقتل الطائفي التي تمارسها قوات الأحزاب الطائفية ، ناقلة بذلك معلومات حساسة ومهمة عن جزء من وثائق أرشيفية لجيش الاحتلال الأمريكي والتي يمكن اعتبارها من الناحية القانونية على إنها مستمسكات ثمينة لسلسلة كبيرة من جرائم الحرب التي اقترفتها القوات الأميركية وحكومة المالكي الطائفية بحق الشعب العراقي.

وإذ كان سبب تسريب هذه الحقائق في الوقت الحاضر وفي هذه الظروف بالذات كان على (ما يبدوا) نتيجة لخلل استخباراتي خرج عن إطار سيطرة الإدارة الأمريكية الحالية, فان الاعتقاد السائد هو ان عملية تسريب هذه الوثائق السرية لم يكن في أن يحدث بدون ضوء أخضر من إدارة أوباما التي تعمل من أجل الفوز في انتخابات منتصف الرئاسة القادمة, خصوصا وان اغلب هذه الأحداث قد دونت في عهد الرئيس السابق جورج بوش وهي إشارة واضحة من الرئيس باراك أوباما وإعلان صريح في تورط الجمهوريين وإدارة (بوش ـ رامسفيلد ـ تشيني) في جرائم حرب ومسؤولية الإدارة السابقة في ما ألت عليه الأوضاع في العراق.

وبغض النظر عن أسباب توقيت النشر واختيار الإدارة الأمريكية للزمان والمكان وتوافق هذه التسريبات مع فشل العملية السياسية, وتعثر فرص نجاح قيام حكومة عراقية بعد رفض المالكي لمنطق التدوال السلمي للسلطة, فقد أثبتت هذه الوثائق الدامغة شئنا أم أبينا تورط قوات الاحتلال الأميركية في هذا العدد الكبير من القتل العشوائي ناهيك عن الاتهامات المباشرة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بـ"التورط" في إدارة فرق القتل والتعذيب، ومسؤولية إيران في تفجير الساحة العراقية والدور الذي تلعبه في تسليح الميليشيات كجزء من إستراتيجية طموحات تشارك بها الولايات المتحدة الأميركية على أرض العراق. والتي هي بالتالي جرائم حرب سيكون لها بالتأكيد الأثر البالغ على المشهد السياسي وتطوراته القادمة لأنها تـُمثل قبل كل شي اعترافات رسمية للجيش الأمريكي ووزارة الدفاع (البنتاغون) ومن ثم فهي فرصة مهمة للهيئات القضائية الدولية لمحاكمة الولايات المتحدة الأمريكية عن جرائمها ضد الإنسانية في العراق.

وبالرغم من سعة الحيز الإعلامي الواسع الذي نالته هذه الضجة في المشهد الإعلامي العالمي لمشاركة قناة الجزيرة لموقع ويكيليكس في توظيف ونشر الخبر, بيد ان الشارع العراقي لم يصدم بهذا الحدث ولم يكن لهذه الحادثة أي رد فعل يذكر, فالجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال وعملائها من الاحزاب الدينية معروفة بعد تركت جروحا بالغة في ضمير كل عراقي شريف. وبالتالي فلم يكن في حاجة الإنسان العراقي الحاجة في تدقيق نصوص وثنايا هذه الوثائق لمعرفة الحقيقة عن ما حدث ويحدث لحد الآن من جرائم خطيرة بحق هذا البلد وشعبه منذ احتلاله في 2003. فكم هو عدد العائلات العراقية التي انتظرت و تنتظر لحد الأن عودة احد أفرادها من معتقلات النظام الطائفي وجلاديه بعد أن ضاقت سجون العراق بالأبرياء والوطنيين. فمن منا لم يخسر أخاً بارا أو صديقاً عزيزاُ, ومن منا لم يكن شاهدا على جرائم القوات الأمريكية وحلفائها ومرتزقتها في قتلها للأبرياء والمواطنين العزل والطغيان الطائفي الذي جاء به عملاء إيران وحقدهم الأسود الغاشم على العراق وشعبه.

ولم تكن مسؤولية الجانب الأمريكي محصورة على الجانب العسكري ووضع قواتها على التراب العراقي بل قامت الولايات المتحدة بتسليم العراق إلى حكومات عراقية طائفية عميلة (منتخبة) طائفيا لا تراعي مصالح شعبها وكان هذا الحساب نتيجة لتواطأ أمريكي محسوب هدفه إذكاء الحرب الأهلية وتقسيم العراق أثنياً ليتم بالتالي تقسيمه جغرافيا. وأن اعترفت الإدارة الأمريكية أخيرا بطائفية المالكي وجرائم الأحزاب الطائفية وميليشيات فرق الموت التي كانت تسيرها, لم تكن صورة العملاء الباقين ممن جاءوا معها بأفضل أداء وأكثر وطنية وإنسانية. فاحتلال العراق ومن ثم تدميره بهذه الصورة البشعة لم يكن في أن يتم وأن يُنفذ بدون هذا التواطؤ الواضح والعمالة العمياء للقوى المارقة الطامعة في خيرات العراق. فتدمير العراق بعد حصار قاسي بدأ التخطيط له في مؤتمر لندن وبدأ تطبيق مراحله بتدمير بغداد وحرق الفلوجة وتدنيس النجف وكربلاء واستباحة البصرة والموصل .

وبالإضافة إلى مسؤولية الولايات المتحدة المباشرة في التدمير والقتل ونشر الطائفية, ساهم الوجود الأمريكي بتغييب لسيادة الدولة العراقية واُسس قوتها ووحدة شعبها, وهيأ الظروف المناسبة للتدخل الإيراني. حيث تقاسمت إيران الساحة العراقية وقامت عن طريق الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بنشر الفوضى الطائفية عن طريق تسليح المليشيات المجرمة واغتيال كبار ضباط الجيش العراقي الباسل واستهداف التجمعات الشعبية والمباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات العربية، بصواريخ وسيارات مفخخة دفع الإنسان العراقي من خلالها الثمن الباهظ.

ان تحميل إدارة بوش وإيران وحكومة المالكي مسؤولية تدهور الأوضاع في العراق وانتهاك لحقوق الإنسان هو حق وجب منحه للعراقيين لمقاضاة المتورطين وفق القوانين الدولية على ما لحق بهم من مجازر وتطهير عرقي وهضم للحقوق السياسية والمدنية, وتحميل الأحزاب الطائفية المتواطئة مع المحتل والمهيمنة على الحكومة العراقية الحالية والسابقة وميليشياتها العسكرية المدعومة من قبل إيران، مسؤولية ما تعرض ويتعرض له الإنسان العراقي, واعتبار ما يسمى بالحكومة العراقية الموجودة تحت ظل الاحتلال فاقدة للشرعية ومفتقرة للأهلية القانونية وملاحقة الذين ارتكبوا جرائم الحرب في العراق ومحاكمتهم وإنزال العقاب الذي يستحقونه.

أمير المفرجي الناطق بأسم تيار المواطنة الوطني العراقي



#أمير_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز القائمة العراقية : انتصار لعلاوي أم انتصار للإرادة الوطن ...
- علاوي وزيارته للسعودية وبعض دول المنطقة
- العراق.. جغرافيا التأثر أم التأثير ؟
- مسرحية شفط النفط العراقي وبيعه في المزاد
- لا تقارب أميركي أوروبي مع النظام الإيراني على حساب سيادة ال ...
- لا أهمية لانسحاب أمريكي بدون إعادة للتوازن في المنطقة والعرا ...
- قراءة عراقية لملف الأزمة المالية العالمية
- حكومة أرخص من النفط ... و يبقى الوطن غالي
- إيران. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب
- العراق اللعبة والرهان
- حرب كونية وقودها العراقيين ونفطهم
- (عكاز) جلال الطالباني الرمز الحقيقي للحاله في عراق اليوم
- مليون ونصف شهيد والوطن شاهد
- كوشنير وازدواجيه مفهوم الوطن العراقي
- أحداث وتغيرات . . . والوطن باقي
- اللقاء الامريكي الايراني الثاني في بغداد .. تطابق أفكارامبري ...
- ثلاث مواضيع والوطن واحد
- سياسة فرنسا الديغوليه مسؤولية تاريخية تتوافق مع مصالح الشعب ...
- بعد انتهاء المحاكمه وتنفيذ حلقه من المسلسل . ما هو القادم لل ...
- سياسه فرنسيه أمريكيه أم سياسه فرنسيه ديغوليه


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - أمير المفرجي - وثائق ومستمسكات مهمة لجرائم حرب خطيرة