أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - بلا عنوان/يترك العنوان لكم/اقصوصة














المزيد.....

بلا عنوان/يترك العنوان لكم/اقصوصة


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


بلا عنوان/يترك العنوان لكم/اقصوصة


منذ ان كان صغيرا لا يتذكر الا صورة والده المعلقة علي حائط منزلهم المتهالك في المخيم.وكلمات جدته وهي تبحلق في الصورة مدمعة:لقد استشهد في معركة الكرامة من اجل الوطن والثورة . كبر وكبر معه الوطن،لم يعد الوطن صورة لوالده معلقة علي الحائط،او خريطة مطرزة كتب عليها اسم قريته التي هجروا منها،بل بات فعلا يوميا يمارسه منذ ان التحق بالقواعد،وتدرج ضمنها حتى بات قائدا يشار له بالبنان.وترادف مع ذلك استكماله لتحصيله العلمي وتخرجه من كلية القانون.سنوات طوال كان محبوبا من القاعدة ،قريبا منهم،نظيف الكف،حاسم في خياراته،لا يحتمل المواقف المتلونة،مرهوب الجانب من القيادة التي كان قريبا منها لكنه لم يكن محسوبا عليها،انما محسوب علي قناعاته هو وفقط.ورغم حديته في العمل وصرامته مع الاخرين،لم يكن ذلك حاله مع زوجته.فقد كان رقيقا حالما،عاشقا لها،يختلس الدقائق ليدون ابياتا من الغزل والعشق.لم ينشرها ولم يطلعها عليه،لكنه كان يبثها حبه وهي غافية الى جانبه.لم يصطدم معها قط.كانت الحاكمة بامر الله في المنزل،وسيدته بلا منازع.لكنه لم يكن ضيفا عليها،فكثيرا ما كانت تستيقظ من النوم لتجده اعد الفطار وحضر قهوة الصباح،وحين حملت بطفلتهما الاولى اقسم اغلظ الايمان ان لا تدوس المطبخ او تعمل في البيت،وحمل عمل البيت كاملا علي كتفيه.تكرر الامر مع كل حمل،ورغم ان ذريته اقتصرت علي اربع بنات،الا انه كان فرحا بهن كان دائما ما يردد: رزقني الله اربع اميرات يساوين جيشا من الجنود. ،.

ما ان حطت الثورة في مقعد اوسلو،حتى جاهر علنا بمعارضته للاتفاق،وحينما عاد من عاد الى الوطن عاد معهم،دون ان تلين معارضته السياسية.هناك في الوطن تم تهميشه خطوة خطوة،لينتهي به المقام في المنزل،بعيدا عن كل ما افنى عمره من اجله.لم ييأس أو يستكين او يخفت صوته، شحذ ادواته واسس جمعبة معنية بالدفاع عن حقوق المواطن ضد الانتهاكات التي يتعرض لها على يد الاجهزة الامنية ,وبات كالنحلة لا يهدء ,ولم يكترث بالحصار المضروب من حوله،فقد بات صوته يعلو اكثر واكثر،ودون ان يدري وجد متنفسا له في الكتابة،عن البشر وحقوقهم،عن الظلم والتعسف،عن سياسات الحمقى التي تقود الجميع الى المجهول...وحذر مرارا من مصير اسود ينتظر الجميع ان لم يصح اولي الامر والممسكين على سدة القرار،لكن نداءاته ضاعت في الهواء.وتمت مضايقته اكثر فأكثر.نزح الي جنوب البلاد،وحينما استقر وشاهد سياسة التحزيب الممارسة علي الارض صرخ مبكرا محذرا من انقسام الوطن و حرب بين قوتين لم يعد يهمهما الا السيطرة على الحكم...ازداد اعداؤه واتسع عددهم،لم يعد محاربا فقط من اولي الامر،رفاق الامس،فقد بات مطلوبا كذلك من مناهضيهم والساعين الجدد للامساك بمقاليد الحكم،نصحه الجميع بمغادرة البلاد،فلم يعد هنالك الا الاحقاد المنفلتة من عقالها،ودمه قد يضيع بين القبائل ولن يستطيع احد منعهم عنه.ضحك قائلا:قد نختلف الى حد الاحتراب لكننا لا نأكل لحم بعضنا....في الفجر،وبينما هو نائم مع زوجته،وبناته في غرفة مجاورة،اقتحم منزله مجموعة مقنعة...في سريره وامام زوجته وبناته افرغت ستة رصاصات في داخل فمه.....ضاع دمه بين الاخوة الاعداء...واصبح بوسترا جديدا تعلقه بناته علي الحائط قرب صورة جدهم...وهن يدندن:ثورة وياهالربع..احنا الفدائية...



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنازة/اقصوصة
- ذهب ولهب
- زُلْزِلَتِ الأرْضُ
- لم يكن يعلم
- نصف جثة ونصف انسان
- الجد
- ابو السعيد... الف وردة حمراء انثرها فوق جبينك
- احرف غير مترابطة
- الجدة
- محاولة ترتيب ساذجة
- جسد؟
- صبرا وشاتيلا/3/...عزرائيل يختبئ بين الانقاض
- صبرا وشاتيلا/2/كأنه كان جدي مقتولا على قارعة الطريق
- صبرا و شاتيلا/1/:رائحة الموت ما زالت ترافقني
- ياسين( أبو صياح)/قصة قصيرة
- لم اعد
- ام نعمان..اقصوصة
- عيوش ومارغريت.../قصة قصيرة
- مناجاة اخيرة....
- صمت


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - بلا عنوان/يترك العنوان لكم/اقصوصة